بقلم الباحث احمد الشجيري
ولد السيد الحكيم عام (1306هـ) بمدينة النجف الاشرف ونشأ في عائلة متدينة معروفة بالعلم والصلاح والتقوى حيث كان جده السيد مهدي الحكيم من مدرسي علم الاخلاق المعروفين في زمانه وأمه حفيدة العلامة الشيخ عبد النبي الكاظمي، صاحب كتاب (تكمله الرجال) وكان احد اجداد هذه العائلة السيد علي الحكيم طبيبا مشهورا ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب (الحكيم) بمعنى الطبيب، واصبح لقبا مشهورا لها.
صفاته واخلاقه: كان (قدس سره)سمحا عطوفا يعامل الآخرين بلطف ولهذا اصبح محبوبا مهابا من قبل الجميع. وكان شديد التواضع ولا عجب ان يجد التواضع إلى تلك الروح الواسعة سبيلا. كان له برنامج دقيق جدا لحياته اليومية فهو لا يفرط بالوقت، ومن عاش معه من الطلبة في النجف الاشرف يعرف جيدا متى يذهب لمواجهته وفي أي ساعة وكان له اهتمام كبير باحياء المناسبات الدينية لأهل البيت (عليهم السلام) وبالخصوص احياء مجالس عزاء الامام الحسين (عليه السلام) اضافة إلى قيامه بالعبادات المستحبة كالنوافل اليومية والتهجد بالليل وغير ذلك. الجدير بالذكر ان المجلس الاسبوعي الذي كان يقيمه (قدس سره) في يوم الاربعاء من كل اسبوع مازال إلى هذا اليوم يعقد والذي يقيمه حفيده سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم.
مشاريعه: من اهم المشاريع التي اولاها السيد الحكيم اهتمامه الخاص هو تأسيس المكتبات العامة في انحاء العراق كافة لنشر الثقافة الاسلامية، وتوعية الشباب المسلم، وحمايته من الانحراف والانجراف وراء الافكار الهدامة، التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك وقد بلغ عدد المكتبات اكثر من (70) مكتبة ، اكبر مكتبة هي مكتبة الامام الحكيم في مدينة النجف الاشرف والتي تحوي على (30.000) مطبوع وحوالي (500) نسخة خطية. اضافة إلى خدماته الاخرى والتي منها بناء المساجد والحسينيات والمدارس الدينية والتي منها. * المدرسة العلمية في الحلة. * المدرسة العلمية في النجف الاشرف . * مدرسة شريف العلماء في كربلاء. * مدرسة دار الحكمة في مدينة النجف الاشرف. وله مشاريع اخرى خارج العراق كلبنان وسوريا والمدينة المنورة.
مواقفه السياسية : كان السيد الحكيم منذ ايام شبابه رافضا للظالمين واعداء الدين وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق، حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعبية في جنوب العراق، وكان يعلم بالنوايا الخبيثة للاستعمار عندما اخذ تتبع سياسة (فرق تسد) في العراق. وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالاجنبي بترويج افكار القومية العربية في العراق قام السيد محسن الحكيم بالتصدي لتلك الافكار وقاوم كل اشكال التعصب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق وخير شاهد على ذلك اصداره الفتوى المعروفة حرمة مقاتلة الاكراد في شمال العراق لأنهم مسلمون تجمعهم مع العرب روابط الاخوة والدين. ومن مواقفه السياسية الاخرى دعمه لحركات التحرر في العالم الاسلامي وعلى رأسها حركة تحرير فلسطين واصدر بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني وتؤكد ضرورة الوحدة الاسلامية لغرض تحرير فلسطين. توفي السيد الحكيم (قدس سره) في السابع والعشرين من ربيع الأول 1390هـ واستغرق تشييعه (قدس سره) من العاصمة بغداد إلى مدينة النجف الاشرف مدة يومين بموكب مهيب حضره مئات الآلاف من المؤمنين حتى كان ان يتحول ذلك التشيع إلى انتفاضة صارخة ضد النظام البعثي في العراق، ودفن (قدس سره) بمقبرة خاصة له إلى جوار مكتبته في مدينة النجف الاشرف.
https://telegram.me/buratha