خضير العواد
إن فسحة الحرية التي يعيشها العراقيون مدعومة بالتكنلوجيا المتطورة قد ساهم في سرعة نقل المعلومات بالإضافة للتواصل مع الثقافة العالمية بكل أنوعها ، فكثرت المواقع الألكترونية جعلت المواطن يطلع على أحدث الأخبار والمعلومات بالإضافة الى مقالات الكتّاب التي تمثل همومهم وأرائهم في مختلف القضايا التي تهم المواطن العراقي ، كل كاتب عنده غاية من كتابة مقاله والأراء التي يطرحها فيه وقد تخالف أو تطابق هذه الأراء أفكار القارئ ، ونلاحظ هذا من خلال التعليقات التي تكتب حول المقال والكلمات المؤيدة أو المناهضة للفكرة التي طرحت فيه ، وهذا التجاوب والمشاركة شئ جميل يغني المقال وتعدد الأفكار ووجود التعليق يمثل مدى تفاعل القارئ بالأفكار المطروحة في المقال إن كان سلباً أم إيجاباً ، ولكن السئ بالأمر عندما يكون التعليق ليس له علاقة بالموضوع بل مجرد ذكر كلمات بعيدة كل البعد عن محتوى المقال ، والأسوء منها عندما يكون التعليق بكلمات بذيئة وغير متزنة تزعج حتى الذي يقرأها لأنها قبيحة والقبيح مرفوض من قبل كل الناس ، جائز الذي أراءه تخالف رأي الكاتب في بادئ الأمر يفرح لها ولكن في قرارة نفسه يرفضها ويبغضها لأنها قبيحة ، علماً كل كلمة تكتب في التعليق تمثل ثقافة الكاتب المعلق وبيئته وأخلاقه وهو مسؤول عنها أمام الله أولاً والمولى عزة قدره يقول (وقفوهم إنهم مسؤلون)....(1) والقرّاء ثانياً الذين يبحثون عن الأراء الجميلة التي تبين وتوضح القضايا الشائكة لهم ، ومهما كانت أراء الكاتب قاسية يمكن ردها بالدليل الجميل والقوي الذي علمنا إياه ديننا الحنيف أذ يقول الله سبحانه وتعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).....(2) ، علماً إن العراق يحتاج لكل كلمة أو رأي هادف حتى نؤسس قاعدة متينة للديمقراطية والحرية التي ضحينا وعانينا من أجلها ، ونبني جيل يتقبل الرأي والرأي الأخر وإذا كان يخالفه فسوف يدحضه بالدليل القوي والرصين ، وإذا كان صاحب المقال يتجرأ ويستعمل كلمات بذيئة وتبتعد كثراً عن الواقع فهذا هو مستواه لأن الإناء ينضح بما فيه فلا يمكن أن ننزل الى مستواه الردئ فنكتب كلمات رديئة أيضاً ففي هذه الحالة فأننا لا نختلف عنه بالمستوى ، ولكن الأجدر أن نعطيه الكلمات الجميلة المدعومة بكل دليل يرجح أرائنا ، وهذه الطريقة ستدعم وستردف الساحة الثقافية العراقية بكل مستوياتها لأن الكلمة هي الوحدة الأساسية لكل جملة ومنها تبنى الثقافة التي تؤثر على الحياة العامة التي يعيشها الناس ، فكلما كانت كلماتنا جميلة وتعبر عن معنى حقيقي وواقعي عندها تكون ثقافتنا راقية وذات قاعدة متينة سوف تؤثر في تطور مجتمعنا نحو الأفضل وهذا يتم من خلال تعاون الجميع ولا نستصغر الكلمة ومن ثم التعليق ، لأنها جميعاً تمثل الأدوات التي يعتمد عليها المجتمع في تطوره ونجاحه ، لهذا يجب أن نفكر ألف مرة قبل أن نكتب الكلمة أو التعليق لأنه يمثل ثقافة كل كاتب أو مُعلق .(1)سورة الصافات اية 24 ، (2) سورة النحل اية 125
https://telegram.me/buratha