سعيد ألبدري
تتواصل التصعيدات ويطول بها ومعها عمر الأزمة السياسيّة التي يعيشها البلد وهي بلا شك من أطول الأزمات التي مررنا بها وكأننا في اختبار حقيقي لمدى صبرنا وصمودنا الذي أصبح أسطورياً بكلّ المقاييس بعد أنّ فقد كلّ الكلام الذي أطلقناه وقلناه نخب ومواطنين عاديين تأثيره أمام هذه الأزمة وهي باستمرارها بهذا الشكل المخيف تزيد في تعقيدات المشهد لتتراكم السلبيات حتّى أصبحت الحلول والمعالجات صعبة للغاية مع كلّ يوم يمر لأن مرور الأيام يولد مزيداً من المواقف المتشنجة ووجهات النظر التي اغلبها لم يكن موفقاً ولن يكون، كونها محكومة بخلفيات مطلقيها وجلهم من أطراف الصراع الذين سرعان ما يتراجع البعض ويحاول إيجاد تفسيرات وتبريرات ان أحس بعدم قبول ما أعلنه من حديث وبحسبة بسيطة يمكننا ان نحدد بوصلة الأحداث القادمة بسؤالنا لأحد هؤلاء عن مديات تواصل الأزمة وحدود نهايتها أو إلى أين نتجه؟، أو إلى أين نحن ذاهبون؟، هل ستتواصل المواجهة بين الجميع ولماذا هل فقدتم القدرة على الحل ولماذا لماذا لا تصارحون الشعب، أنكم بهذه الدرجة من التعنت والعنجهية التي لا حلول معها فهذا الشعب الذي طالما تحمل وصبر و انتظر وانتظر وهاهو اليوم يعيش أقصى درجات الإحباط فلماذا لا يواجه بالحقيقة من قبلكم، أما ما يروج له البعض من حرص على مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه فيستلزم مثل هذا القول منكم السير بخطوات واثقة في طريق التفاهم والالتقاء عبر تقديم التنازلات، لأننا نحتاج إلى لحظة يبادر فيها من يريد الحل ويسير إليه بخطوات جريئة ورؤى و مواقف واضحة حتى نستطيع ان نحقق ما يترقبه أبناء شعبنا، ان الحديث عن الصراع وتفاقم الأخطاء وتكريس حالة اللامبالاة واليأس في نفوس العراقيين وهبوط مستوى أداء المؤسسات الخدمية إلى أدنى حد هو الشغل الشاغل لهم والحديث عن أمور أخرى عدا ذلك لن يكون ذا فائدة فشعبنا يفهم أسباب هذا التدني المتسارع للمؤسسات الخدمية والتي تقف الخلافات والتقاطعات في مقدمتها، لذا تجد الشارع العراقي غالباً ما يتحدث عن تقصير السياسي وهو الملام حتّى على ارتفاع سعر كيلو الطماطم بمقدار ضئيل لا يتعدى الخمسين دينار في حين يتهدد ويتوعد بمعاقبة المسببين بتعطيل شؤونه وحياته عبر عدم حضوره الانتخابات القادمة أو عدم التصويت لمثيري هذه المشاكل غير مبالين بلغة السياسة والسياسيين، فما يهمهم هو الحديث العملي والقفز فوق الخلل وتحقيق الانجاز للقضايا الأساسيّة التي يعانون منها رغم تأثر الشارع برد الفعل الفلاني الصادر من سين أو صاد، خصوصا ما يعبر بعضه عن استهانة أو ابتزاز أو استدراج بلغة طائفية وقد حاول البعض وهو في إطار المحاولة لنقل الصراع السياسي إلى الشارع، حيث يتم الدفع باتجاه التخندق الطائفي والقومي حيث تثار مشاعر الناس من خلال هذه النبرة وهو لعب بالنار سيدفع الجميع ضريبته دون استثناء .. لقد عبر سماحة السيد الحكيم عن قناعته بضرورة ان تكون الحاكمية للدستور فهو الوثيقة العملية القابلة للتطبيق في زمن بات الكل يتكلم بالتزامه بالدستور والكل يتحدث عن دعمه للدستور في وقت يتجاوز على هذا الدستور عند الصفقات التي يبرمها مع الآخرين والكلّ يتحدث باسم الشرعية ولكنه يلتف عليها عند الاختلاف مع الآخرين، والكلّ يتكلم باسم الوطن والوطنية ولكنّ البعض ليس مستعداً أنّ يقدم الحق العام على حقه الشخصي والمصلحة العامة على مصالحه الخاصة لذا على الجميع أنّ يفكر مليا قبل ان يتجاوز عمليا هذه المرحلة لان حديث الألسن المتعددة أمسى حديثاً مقززاً لا يريد العراقيون الاستماع إليه من جديد.
https://telegram.me/buratha