المقالات

الشراكة الـمزعومة والأدمغة المبرمجة على الذات....

614 08:46:00 2012-06-29

لم تمض الأشهر القليلة الماضية التي انقضت من عمر أزمتنا السياسية الراهنة سدى، كما يتوهم البعض، ولا هي كانت شهورا لا تعد في حياة العراقيين، بل بالعكس، إذا نظرنا الى النتيجة على علاتها، نجد أننا قد صنعنا شيئا لم نكن نألفه في حياتنا السياسية..فقد تكونت لدينا معارضة سياسية..!، وتخلصنا ـ تقريبا ـ من المحاصصة اللعينة، هذا أذا أستطاع الساسة المعارضين المحافظة على مواقع المعارضة ولم يعودوا الى مواقع الشراكة المزعومة!..

 

لقد قرأت الكثير من أدبيات السياسة، لفلاسفة وكتاب، لمنظرين وقادة رأي، لأمراء حروب وزعماء أحزاب، لرجال وأشباه رجال حتى! ولم أجد فيما قرأت شيئا يشبه الذي جرى عندنا في السنوات التسع الماضيات!. في كل بقاع العالم في غير بقعتنا التي أنشئ فيها أول نظام حكم عرفته البشرية، يكون نظام الحكم أما أبيض أو أسود!! ولا مساحة لباهت الألوان كلون نظام الحكم عندنا، والذي سنجبر على التخلص منه عاجلا أم آجلا.!..هناك ـ في غير بلدنا طبعا، أما حكام مستبدين، أباطرة وسلاطين وملوك وأمراء وجنرالات وشيوخ مثل شيخ فقاعة قطر، أو ملكيات دستورية لا تهش ولا تنش، أو ديمقراطيات يجري فيها تداول سلمي للسلطة...عندنا؛ ولأننا لسنا الذي صممنا نظام الحكم القائم، تعين أن ينال كل منا فرصة في أن يكون وزيرا أو أمير حتى ولو كان حقير..!

 

هنا: تخيلنا أن مشهدا سياسيا معقولا سيتشكل شيئا فشيئا، وستتكون"قوى"سياسية حقيقية، لكن معطيات الواقع واستدلالات النهج السياسي لمعظم "القوى" السياسية، لن تضعنا أمام بوابة مخرجات عمل سياسي حقيقي، ولا يمكن لعاقل أن يقول أن الوضع السياسي هنا بمجمله لا يستدعي القلق، فليس في ألأفق نهاية للتخبطات السياسية و الأزمات المفتعلة، كما أننا لا نرى في الأفق سبيلا للإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني ..

 

ولكي نجد لما نحن فيه من سوء مخرج، ولكي نضع خطا للنهاية التي يرضى بها الجميع، فلا بأس أن يكون هناك اختلافات ورؤى مختلفة، على قاعدة أن نتفق على ما نراه مناسبا، ونلتمس العذر لبعضنا فيما اختلفنا عليه، فإن الضرورة تستدعي أن يقيم ما يطلق عيهم "ساسة" وزنا لهذا الوطن وقاطنيه في حساباتهم، وليس أن يضعوا أولوياتهم الخاصة في المقدمة، وذلك كي نصل الى مرافيء التفاهمات السياسية الوطنية، والتنمية الاقتصادية التي توفر حلا جذريا لتلك الخلافات، ووضعها في حيز أو قالب لا يخرج عن مفهوم الولاء الوطني أولا.

 

 كلام قبل السلام: المصلحة الوطنية تحولت الى مصالح! لسبب بسيط أنها تقع في زاوية بعيدة جدا من أدمغة المبرمجة على الذات فقط...!

 

 سلام..

 

 

14/5/629

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك