المقالات

حساسية المشهد وخطورته

1738 16:47:00 2007-02-26

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

في كل الاحوال تدلل المؤشرات على ان العملية السياسية العراقية تسير وفق الاتجاهات المرسومة لها حتى وان كانت طبيعة المسير تتصف بالبطئ بعض الشيء ونعتقد ان البطئ هذا يعد انجازاً مهماً فالمفترض وفق التداعيات والمعرقلات والتحديات التي تواجهها العملية السياسية في العراق هو التراجع او الانكفاء بحسب القوانين السياسية والميدانية التي تقوّم وفقها التجارب بالعالم. وهذا ما يجعلنا والآخرين معنا ينظرون بدهشة وذهول الى قدرتنا في التصدي والمواجهة والتشخيص الذي عادة ما نعتمده اساساً في حساب عملية العلاج لكل تلك التصدعات.

القضية العراقية والمشهد العراقي ربما تفرّد عن غيره من المشاهد الاقليمية والدولية بمجملها بما فيها ما يجري في فلسطين وافغانستان، ونعتقد ان هذا التفرّد يعتبر تحصيل حاصل للتفرد الذي يطبع الاتجاهات القومية والاثنية والطائفية والفكرية والسياسية التي تحيط بالعراق، وكما هو معلوم فان التعددية الايدلوجية الاقليمية باتت ترمي بظلالها الكثيفة على المشهد العراقي ذو الطبيعة التعددية ايضاً ومن هنا فان المتابع بات يرصد بسهولة بالغة ان تداخلاً غير عادي قد حصل بين ما هو محلي وآخر اقليمي ودولي وهذا ما يبدو واضحاً جداً في التحرك السياسي والميداني الاقليمي والدولي انطلاقاً من المحلي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، فواشنطن وان كانت مصنفة ضمن العوامل الخارجية في المعادلة العراقية، لكن الواقع السياسي والامني يضعها في مقدمة المعادلة او المشهد المحلي نظراً لثقل قوتها العسكرية في العراق وكذلك نتيجة للحسابات السياسية التي تتكون منها الخريطة السياسية في المنطقة.

هذه المسألة لا تنفرد بها الولايات المتحدة وحدها، انما هنالك دولاً اخرى بعضها اوربياً وآخر اسلامياً او عربياً او شرق اوسطياً باتت لها جميعاً اجندتها الخاصة بالعراق، الامر الذي ادخل عاملاً آخر يوازي في خطورته تلك التقاطعات الدولية والاقليمية في العراق، وبات هذا العامل القائم على مرتكزات الحساسية المحلية يسير بخط متواز مع تلك التقاطعات، لكن ما يجعل القوى الحاضنة للعملية السياسية قوية بوجه كل التحديات انها باتت تدرك حجم المؤامرة التي يراد اسقاط الجميع فيها، من هنا تزداد مساحة التفاؤل ليست فقط بثبات العملية السياسية بل وفي الانتقال الى حيز امني اكثر طمأنينة بالرغم من ان خصوم عهدنا الجديد قد ادخلوا عناصر تدميرية اكثر فتكاً في مناهجهم الارهابية وهذا ما لم نفاجأ به بل كنا نتوقعه ان يحصل قبل هذا الوقت بكثير.المهم في كل ذلك ان الثقة بمشروعنا تزداد مساحة وتتضاعف قوة وتتمدد خبرة وهذا ما بدا واضحاً جداً في التفاف الشارع العراقي حول تجربته الجديدة رغم الضريبة التي تترتب على هذا الالتفاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك