حيدر عباس النداوي
اعتقد ان السيد النائب عن دولة القانون حيدر العبادي لم يجد ما يصرح به هذه الايام الحبلى بارهاصات الازمة السياسية الراهنة والتي تدور رحى حربها الاعلامية بين اطراف اربيل من جهة والمالكي ودولة القانون من جهة ثانية والمؤيدين والمعارضين لهذا الطرف او ذاك ثالثا غير اطلاق الوعود العرقوبية بالسعي لتقديم خدمات افضل في السنوات القادمة".
ويعلم الجميع ان الازمة السياسية الحالية المشؤومة ومن قبلها عشرات الازمات المفتعلة من قبل هذا الطرف او ذاك احرقت الوقت ومسحت على الزمن الماضي بحبر النسيان والضياع دون ان يكون للمواطن من هذه الكتل المشاركة في تشكيل الحكومة ادنى نصيب من الاهتمام اوالسعي الى تقديم الخدمات او تقليل المعانات او الحد من ظاهرة الفساد المالي او الاداري التي تنخر بجسد الدولة العراقية وتنهب اموال المواطن المسكين دون ان تحرك الحكومة ساكنا".
ولا اعلم كيف زلت لسان العبادي قبل قدمه باطلاق مثل هذا التصريح المضحك في وقت فشلت حكومة الشراكة الوطنية التي يترأسها دولة القانون وحزب الدعوة حصرا والذي ينتمي اليها العبادي خلال السنوات السبع الماضية من تقديم ما يمكن ان يشار اليه ولو بصورة مخجلة على انه انجاز يحسب الى الحكومة لاسعاد المواطن وتقليل معاناته رغم ان الظروف في الفترات الماضية كانت افضل والاجواء مهيئة والازمات لم تصل الى حد كسر العظم او التهديد بسحب الثقة والاقالة كما يحدث الان".
ورغم ان السيد العبادي لم يؤكد ولكنه "سِوف" الرغبة بتقديم خدمات افضل للمواطنين من خلال التحالف الوطني الذي منقسم على نفسه ولست ادري ما هي علاقة التحالف الوطني بتقديم الخدمات وهو مؤسسة سياسية لم تصل بعد الى مرحلة النضوج والتوحد والتكامل والدليل ان سبب المشكلة الحالية التي تشهدها الساحة السياسية هو هذا التنافس والعداء بين اطراف من التحالف الوطني واعني بهما التيار الصدري ودولة القانون ولا اعرف ان كان التحالف الوطني سيقدم على تقديم الخدمات وهو منقسم على نفسه ام يقدمها بعد انهاء هذه الانقسامات والتي لم تنطفئ نارها منذ تشكيله وحتى هذا الوقت ".
اتمنى على شخص السيد العبادي ان يكون صادقا مع نفسه قبل ان يطلق مثل هذه التصريحات الاستفزازية والتي تسيء الى المواطن وتتجاهل احزانه ومحنه ومشاكله اليومية والتي لا يوجد لها مثيل في اي بقعة من بقاع الرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها والعبادي افضل من يعرف هذا لانه زار معظم دول العالم ولا اقل من ذلك محافظات اقليم كردستان".
لقد ادمن بعض السياسيين لعبة التصريحات الغير مسؤولة وادمن المواطن عدم الاستماع لمثل هذه التصريحات الصحافية لانه يعتبرها مضيعة للوقت في وقت نسأل السيد النائب عن اولويات التحالف في تقديم الخدمات فهل سيبدأ التحالف بمشروع النائب عباس البياتي باستنساخ السيد المالكي ام بموضوع المصالحة الوطنية التي يقوم بها البطل الهمام عامر الخزاعي وعودة عتاة المجرمين والبعثية والارهابيين الى مؤسسات الدولة يسومون الناس سوء المعاملة والاحتقار ام بملفات القتل اليومي في بغداد والمحافظات وانهيار اكذوبة النجاحات الامنية ام بملفات الفساد المالي والاداري التي ملأت خزينة الدولة بعد افلاسها ام بملف الكهرباء او الماء او البطالة ....والقائمة تطول".اعتقد ان علينا ان ننتظر سنة اخرى لنضيفها الى سنوات الضياع السابقة ولا يعنينا ما يقوله العبادي وغيره ومن ثم نعرف ما اذا كانت السنوات المقبلة امتداد لسنوات الضياع ام هي حد فاصل لمرحلة سنغادرها الى الابد".
https://telegram.me/buratha