الحاج هادي العكيلي
امرأة من اهل الجنوب أرجست وهزجة لابنها واسمه ((كاظم) وهو صاحب مقهى في احدى القرى الواقعة في مدينة الناصرية التي تقع جنوب مدينة بغداد وتبعد عنها حوالي 360 كم ،عندما رأته صاعداً على التخت (( الكرويته )) وحوله الناس مجتمعين ويخطب بهم ..فتفاجئت الحالة وقالت لهم :ما به كَوَظم ؟!! فقلوا لها ان ((كَوَظم)) اصبح زعيماً على جماعته وانتخبوه رئيساً لهم وهو اليوم صاعداً على التخت يخطب بهم ..وهي لم تعرف بالامر من قبل ذلك. فهزجت وقالت : (( هنتل الله بشعبك ...يا كَوَظم)) ااي (( على هونك بشعبك .... ياكَوَظم)) .
عزيزي القارىء كم مثل ((كوظم ) عندنا اليوم ؟!!! نقول العشرات بل المئات او الالاف اذا صح التعبير .فعهد التخت قد ولى وراح وجاء عهد الفضائيات الموجودة في كل مكان وزمان دون الحاجة التي تجمع جمهور واحياناً لايوجد له جمهور فينطلق بخطابه وتصريحاته التي لاتجد اي صدى لدى الشارع العراقي بل احياناً تعمل على التفرقة وتمزيق اللحمه الوطنية .لقد عان الشعب العراقي على مدى اكثر من ثلاثين عاماً من ((كَوَظم )) الجلاد الذي ادخل البلد في حروب لا طائلة منها عدا الدمار والخراب الذي حل بالعراق الى يومنا هذا من وراء خطابات (كوظم) الذي يدعي انه بطل العرب وخليفة القعقاع وحامي البوابة الشرقية وغيرها من الاسماء التي ما أنزل بها من سلطان ،ليذوق شعبه الويلات والدمار والحرمان والجوع والقتل والتعذيب بتشجيع من جلاوزته بالصعود على التخت من اللحظة الاولى ليصفي خصمائه السياسين ولينفرد بالسلطة وليجبر الشعب التصفيق له والا سينال العذاب والسجن والاعدام كل واحد لا يصفق ولا يهتف له ليطلق عياراته الناريه من مسدسه في الهواء الطلق بأنه منتصراً بقتل ابناء شعبه الفقراء من الظلم الجوع ..
فصاحت عليه الخيرين الذين يحبون الشعب العراقي كما قالت أم ((كوظم) لابنها (( هنتل الله بشعبك ..ياكوظم )) ولكن (كوظم) لم يسمع كلام العقل بل تمادى في اجرامه لابناء شعبه ووصلت الامور الى استخدام الغازات السامة وتجفيف الاهوار وتشريد العوائل وقتل ابنائهم بدون اي سبب يذكر عدا انه من الطائفة الفلانية وانه يصلي في المساجد ويقوم بزيارة العتبات المقدسة ،ولكن رحمة الله اوسع من ان يستمر في طغيانه فسلط عليه من لا يرحمه فكان مصريه الهلاك والموت له والى اعوانه الجلاوزة الذين عبثوا بالارض فساداً.وذهب الى مصيره المحتوم نار جهنم خالداً فيها أبداً .
فبقيت تخت ((كوظم ) فارغاً كل واحد يريد ان يصعده نقول مبروك عليك صعود التخت اذا وضعت امام عينك خدمة الوطن والمواطن .ولا تجعل صعودك للتخت لغرض اطلاق التصريحات والخطابات التي لم يجني منها الشعب العراقي الا الازمات والتناحرات السياسية وتفضيل المنافع الشخصية والحزبية على مصالح ابناء الشعب ،وان تبعد عنك الجلاوزة المنتفعين الذين يصنعون منك صنماً وقائداً اوحد معززاً دورك بالحزب الواحد مستغلاً سلطتك في ابعاد وتصفية الاخرين متظاهراً بالدفاع عن حقوق ابناء شعبك ،متمسكاً بالكرسي فلا تعطيه ،زارعاً الفتنة بين ابناء الشعب ،مستغلا منصبك بتعين اقاربك واعضاء حزبك ،بارزاً عضلاتك ،ناكراً جميل شعبك بانتخابك ،باعداً ومحجماً الاكفاء من ابناء شعبك نقول لك كما قالت أم ((كوظم ) لولدها (( على هونك بشعبك ....... يا كوظم ))
https://telegram.me/buratha