خميس البدر
من اراد ان يعرف مدى تعلق شعب العراق بالاسلام وتحركهم بصورة فطرية وعفوية في دائرته واتخاذهم اياه منهجا وطريقا للخلاص من كل المشاكل وعلاج للمعضلات وانتصار كلما تسلط عليهم الظلمة واستبد فيهم طاغية فيمكنهم اعتماد تمسك الشيعة بالائمة عليهم السلام دليلا ومثالا حي وخاصة فيما يختص بالشعائر الحسينية وادائها والاستمرار عليها, فهي تعطيه دفعات معنوية و تفجر فيه طاقة كامنة لاتشاهدها ولا تحسها كما لا يعرفها او يدركها هو نفسه. فعندما يزورالمسلم الشيعي العراقي الائمة عليهم السلام وفي كل المشاهد المقدسة والسادة من نسل الرسول صلى الله عليه واله وسلم يتحول الى شخص اخر الى كيان مختلف, ترى في عينه القوة والاصرار والثورة تتفجر في نفسه لتزيح كل الحواجز التي وضعت امامه وتتخطى كل الخطوط الحمراء التي رسمت لتوجيه حركته وكان يحرص في حياته اليومية الاعتيادية ان لايتخطاها او يتجاوزها خوفا او طمعا او تفاديا للاذى او حبا للسلامة, اما في هذه الاماكن والمشاهد وفي اوقات الزيارات المخصوصة تختلف المعادلة ولا تجد فرق كثير بين من تراه ملتزما دينيا او من ابتعد في هوى الدنيا وملذاتها, فهنالك وسيلة وجذب وقوة فريدة خارقة وبدون مقابل, علاقة تربط اتباع ال البيت بالأئمة عليهم السلام فهم قادتهم ومنقذيهم وملهميهم في كل زمان ومكان في الرخاء والشدة وشيئا فشيئا.ومع اقتراب اخر الزمان يصل اتباع ال البيت الى الذروة والقمة في التوجه نحو المنقذ والمخلص الامام صاحب العصر والزمان فخر البشرية واملها الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ومن هذا المنطلق يمكن النظر والتعامل مع انتفاضة شعبان الخالدة 1991ومع اغلب التحركات السياسية والثورات والانتفاضات التي قام بها الشيعة عبر التاريخ ولم يشذ تاريخنا المعاصر. فعندما تنظر الى ظلم وجبروت البعث الكافر وغطرسة الطاغية واجرامه وخاصة في ثمانينيات القرن الماضي في ذروة وقمة قوته وعنجهيته ابان حرب الثمان سنوات عندما سيق الشباب الى المحرقة وفي الداخل كانت القسوة وتكميم الافواه والتهجير والتقتيل والتغييب و السجون والتمييز على الهوية والاسم واللقب, فلا قراءة قران ولا صلاة ولا حتى اذان ناهيك عن دخول المسجد والحسينية واقامة العزاء تهم وجرائم عقوبتها الاعدام فمفاهيم واشياء من قبيل التعبير عن حرية الرأي والعدالة والاعلام الحر والرفض لسياسة الدولة او مناقشة افكار القيادة والاعتراض على تصرفات الحزب و00و00 اشياء من المستحيل ان لم يكن المستحيل نفسه, فيمكن ان نقدر ونعيش تلك الظروف وصعوبتها وماذا كانت حالة الشعب اناس بلا حول ولا قوة ولا يتصور يوم من الايام ان يحرك ساكن .من هنا فقط يمكن ان نعرف ماذا تعني انتفاضة شعبان ومن فجرها واي رجال خاضوا غمارها واي شباب رسموا ملامحها الى يومنا هذا والى ظهور صاحب الذكرى بعد ان ينفذ الامر الالهي في الحركة وساعة الانطلاق لتحقيق الحلم والامل وانتصار المستضعفين وقيام دولة الحق نعم كانت انتفاضة شعبان اعجوبة بل اقرب الى الخيال والاسطورة لكنها كانت حقيقة عشناها ونحن صغار وكبرنا على خطاها ربما لم يعاقب احد على فعلته مثل ما عوقبنا على انتفاضتنا بين يوم وليلة اسقطنا خرافة وسفهنا صنم وازحنا كابوس عن سماء الرافدين ودفعنا الثمن غاليا بان اصطبغت ارض العراق بدمائنا ولكننا ارخصناه لنكون انصار حقيقيين ومنتظرين للفرج الحق وجنود لقائدنا قائم ال محمد صلى الله عليه واله في يوم ولادته 15 من شعبان ...
https://telegram.me/buratha