المقالات

المالكي وتكتيك التحول من الدفاع الى الهجوم ...

559 12:45:00 2012-06-27

عون الربيعي

لاشك ان الازمة السياسية التي عاشتها البلاد وتصاعدت وتيرة الاحداث فيها بشكل لافت خلال الاشهر القليلة الماضية اسهمت في اضعاف الدولة وقللت من زخم العملية السياسية التي من المفروض ان تكون قد انتقلت الى مراحل جديدة خصوصا بعد نجاح قمة بغداد واجتماعات مجموعة الخمسة زائد واحد مع ايران والتي احتضنتها عاصمتنا الحبيبة بغداد, لكن هذا لم يحدث بفعل اشتداد الخصومات وارتفاع لهجة تصريحات الفرقاء بعد سيل من المبادرات والدعوات والزيارات وتأكيدات عدد كبير من الاطراف والشخصيات على ضرورة ان تكون الحاكمية للدستور بعد استنفاذ طاولة الحوار لكل استحقاقاتها الوطنية, كونه الية ينبغي عدم تجاهلها وتركها لان عملا سياسيا بلا حوار انما هو عمل منقوص يؤشر ضعف ارادة القائمين به فما السياسة الا الحوار واستقاء الاراء وبناء المواقف على اثرها . ومع بدء الازمة بالانفراج النسبي وتراجع حدة الخلافات وقيام بعض الوساطات التي شكلت فرصة مؤاتية للبدء بهذا الحوار على أسس مفهومة تخرج بالجميع من دائرة الصراع وتضمن انتهائه بلا غالب ولا مغلوب. لكن يبدو ان السيد رئيس الحكومة نوري المالكي استهوته اللعبة وهو لايريد ان يخرج منها الا بلقب الظافر والمنتصر والقائد الضرورة الذي لا يمكن للعراق ان يعيش ويستمر بدونه وقد اثبتت تصريحاته الاخيرة ولغته التصعيدية ما كان متوقعا منه بإظهار عظمته والتلويح ببقائه ولو بالقوة متجاهلا كل الجهود التي بذلت وكل من وقف ليمنع الامور من الانزلاق الى الهاوية بتوسيع دائرة الصراع. إن"المالكي بتصريحاته هذه قد تحول عمليا من الدفاع إلى الهجوم، وأن هذا الهجوم المعلن على خصومه من قادة اجتماعات أربيل والنجف انما يوحي بمد عمر الأزمة وإطالة بقائها على الساحة لتستنزف ما بقي من ود وتنهي ما كان قائما من احترام بينه وبين الاطراف الاخرى, في حين كان من المفروض أن تتمحور الجهود وتقلل الخلافات الى اقصى حد تمهيدا لعقد مؤتمر وطني للحوار بين كل الأطراف وإنهاء حالة الخلاف.ان حديث السيد رئيس الحكومة بهذه اللغة في مؤتمره الصحفي عقب لقائه رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري"والذي اكد من خلاله ان لديه ما يستطيع القيام به، متناسيا ان البلد والشعب هو من سيدفع الثمن", اذا قام بذلك مظهرا نفسه بمظهر الصابر على سلوك الاخرين وحرصه على العراق وشعبه معلنا تمسكه بمنطق القوة باعلانه صراحة انه لن يرضخ للاستجواب، ولا لقضية سحب الثقة بانتقاده المؤسسة التشريعية، في اشارة الى ان مجلس النواب يحاول مصادرة جهده والقفز على صلاحياته, ولاندري لما الاصرار على الحديث بهذه اللغة في حين امست كل المؤسسات تدار من قبله بالوكالة حتى صرنا نجد الحكومة والدولة تحولت الى دولة تدار بالوكالة. وما اغفله السيد المالكي حقا هو ان هذا الخطاب التأزيمي الذي يلام عليه هو ومن يقف بالخندق المقابل, بات الحاكم والمسيطر على خط الازمة, كذلك التركيز على التفاصيل والجزئيات دون التركيز على جوهر الازمة، ولان سحب الثقة من الحكومة اجراء لا يمثل جوهر المشكلة، كما ان عدم وصول الارقام التي تمكن من سحب الثقة الى العدد المطلوب, لا يعني نهاية الازمة السياسية، بل ان المنطق والخطاب والاستحواذ ومحاولات السيطرة على المؤسسات من قبل كل الاطراف هو ما يعقد الامر كما ان عدم ايجاد نقطة التقاء بينهم جعل الازمة تزداد تعقيدا .لذا فعلى المالكي وخصومه ان يكفوا عن التصعيد وتبادل لعبة المراكز والكر والفر واللعب بمصير الشعب العراقي لانه محبط من اداء الطبقة السياسية التي لا تجيد غير الخصام والتصعيد والسباب والشتم المتكرر في وسائل الاعلام ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك