الحاج هادي العكيلي
قد صادفك في حياتك اليومية حدوث خصام بين اثنين او مجموعة من الاشخاص حول قضية ما ،ويحدث بينهما النزاع والخصام ويتصاعد الموقف الى مشاجرة كلامية يتعالى صوتهم وتتطور الاحداث ويصبح الموقف الى مشاددة كلامية تأخذ نوع التهديد والوعيد فيما بينهم وكأن معركة على وشك الحدوث ولكن بعد فترة وجيزة ينتهي النزاع ويذهب كل واحد منهم الى طريقه وكأن حدث لم يحدث بعد ان اخذت الامور طريق السب والشتم والتهديد باستخدام السلاح والاعانة بالاخرين وطلب المساعدة وبالاخر أنها عَركة ...مخانيث لم يعرف على اي شىء تنازعوا والى أي شىء توصلوا ،أنها مجرد معركة كلامية لتخويف احدهم الاخر ((اعلامية فقط ))او كما يقال انها أبراز عضلات على الشاشات الفضائية .وهذه معركة المتخاصمين السياسيين على المنافع الشخصية والحزبية تتصاعد من تصريحات بسيطة والمطالبة بتنفيذ بنود صفقة اربيل المشؤمة الى ازمة سياسية حادة بينهم ففريق يطالب بسحب الثقة عن حكومة المالكي وفريق يطالب بسحب الثقة عن النجيفي .وتبدأ المهاترات بين الفرقاء السياسيين من على شاشات القنوات الفضائية والتصريحات بالاعلام ليتصاعد الموقف وتتأزم الامور ويصبح الموقف على وشك انهيار العملية السياسية الوليدة في العراق او جر البلد في نزاعات مسلحة دموية ضحيتها أبناء الشعب العراقي ،ويبقى الحراك بين الكتل السياسية بعدم قدرة الاخر على التجرء باتخاذ القرار الذي من اجله رفع صوته للمطالبة به ،فلا جماعة المطالبين بسحب الثقة عن حكومة المالكي قادرين على سحب الثقة ولا جماعة المالكي مشكلين حكومة اغلبية سياسية فالطرفين يهدد بعضهم البعض .فلم تكتفي الكتل بهذه الامور بل وصلت الامور الى حد الاستنساخ أي استنساخ المالكي اذا مات كما طالب احد النواب لكي يكمل سنوات ولايته ،وبالمقابل يعلن ان مشروع سحب الثقة عن الحكومة مشروع عراقي الهي (ليصمد ويستمد العزم الهي ولا يتراجع عن الموقف بمنافع شخصية وحزبية )ويتصاعد الموقف بتصريحات بعض النواب من هنا وهناك الكل يشكك بقدرة الاخر فبعضهم يقول (( المالكي هو العراق والعراق هو المالكي )) اي اختزل الشعب العراقي كله بشخصية المالكي وكأن في العراق لاتوجد رجال .ويُتهم التيار الاحرار المشارك والمطالب بسحب الثقة عن حكومة المالكي بانه تيار العبيد ،ويستمر التصاعد لا لسحب الثقة ولا استجواب وعلى المؤسسة التشريعية ان تصلح نفسها لانها بحاجة الى اصلاح لوجود الخروقات الدستورية وكأن باقي المؤسسات التنفيذية والقضائية لا توجد بها خروقات دستورية .وبعد كل هذه المهاترات الاعلامية تتفجر قنبلة السيد مقتدى الصدر بايقاف المطالبة بسحب الثقة والاكتفاء بالاصلاحات وكأن المعركة لم تكن التي عطلة تقديم الخدمات للمواطنين واربكت الوضع الامني وضياع الوقت في التصريحات والاجتماعات بدون فائدة كونها ابراز عضلات وانها معركة اعلامية لم تقدم الى الشعب العراقي أي منفعة بل ادخلت البلد في نفق مظلم لم يعرف متى الخروج منه في يوم او يومين دون ان يحقق منهم اي انتصار يذكر وقد يذهب كل واحد منهم في طريقه وكأن حدث لم يحدث وبالحقيقة انها عَركة .........مخانيث .
https://telegram.me/buratha