المقالات

ما قبل وصول الاسعاف

580 12:17:00 2012-06-26

/ حافظ آل بشارة

العياذ بالله ، وصلنا مرحلة العقدة السياسية ، كان الفصل الاول صراع جبهتين ، هدأت معركة حجب الثقة ، بدات معركة الاستجواب ثم تلكأت ، نشبت معركة خلط الاوراق فتراجعت ، بعدها بدأت معركة تغيير المواقف فاختلطت الخنادق ، خصم يدوخ فيتحول الى وسيط في معركة ليلية ، يبدا مشروع قوي بحشد الاحياء والاموات ، تقرع طبول الحرب ، يبدأ الهجوم ، بدون اي مقدمات يتوقف الهجوم ، همس في الآذان لاقناع الحلفاء بترك الحرب والتخلي عن الغنائم ، الذين خرقوا الدستور مرارا وهم ضاحكون عادوا ليبكوا عليه ويرثوه بقصائد مؤلمة ، تحذير من وجود مجرمين في اجهزة الدولة ، صاحب التحذير هو الذي جاء بهم الى الدولة ! صديق صغير يتحول الى اب كبير يجب تقبيل رجليه والمشي خلفه في وديان مظلمة ... فن التخبط يزدهر ، وله من يجيده ويحقق العجائب ، هو ليس مجرد حفنة اخطاء بل هو مرحلة من مراحل الصراع الضاري الاغلى ثمنا . قوى الاعتدال حاضرة ، الدولة بمكوناتها المتحالفة احيانا تشبه الانسان المبتلى ، يتعرض الى ضغوط معنوية هائلة ، ينفعل ويجزع ، اولا يمر بمرحلة الخلل العصبي ، يصبح جهازه العصبي عاجزا عن احتمال المزيد من الضغوط فيحدث له ما يسمى بالعصاب ، واذا استمرت الأزمة ينتقل المرض من الحالة العصبية الى الحالة النفسية فتتحول الازمة الى عقدة نفسية ، واذا استمرت الضغوط تتحول العقدة النفسية الى مستوى اخطر هي المرض الذهاني وهو الجنون ، وفيه يبدا المصاب بفقدان السيطرة على انفعالاته ، يمزق ملابسه ، يجب ابعاد الاسلحة عنه ، ينقلونه فورا الى الشماعية ، يربطونه الى كرسي بالحبال ثم يزرقونه بحقن مهدئة ، نحن الآن نتحول من الازمة الى العقدة السياسية ، اذا استحكمت تلك العقدة بلا حل ننتقل الى الذهان السياسي ، لنتحدث بعدها عن اجراءات الربط الى الكرسي وزرق المهدئات ، الذهان العراقي المنتظر يختلف عن ذهان الآخرين ، نتوقع منه الكثير : الحرب الاهلية ، انهيار الامن الرسمي ، انهيار الدولة ، هياج مليشياوي وتصفية حسابات دموية قاسية ، حواسم ، تقسيم البلد ، هبوط قوات اجنبية لتملأ الشوارع ، تدويل رسمي لقضية بلد يمرعد نفسه . قوى الاعتدال مسؤولة قانونا وشرعا ، عليها وضع حد لصمتها ، اعادة صياغة الثوابت : تهدئة جادة ، حوار صريح ، اعادة تعريف الشراكة وتصحيحها ، احترام الدستور ، ابقاء القضية عراقية ورفض اي تدخل اجنبي ، تقديم تنازلات متقابلة ، تنفيذ التعهدات القديمة بين الاطراف ، ابعاد الامن والقضاء عن الصراع وابقاءه في حدوده السياسية ، حفظ كيان الكتلة الاكبر (التحالف الوطني) لانه الضمانة لاستمرار التجربة ، هذه الايام هي ايام فاصلة في حياة هذا المعذب قبل ان يمزق ملابسه ، بين لحظة واخرى تحضر الاسعاف ويترجل منها اصحاب المعاطف البيضاء وحملة الحبال الاشاوس ، انها المرحلة الذهانية . المطلوب ( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى ) يمسح راس المريض ، ويتلو آية الكرسي قبل حضور اصحاب الحبال .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله
2012-06-26
استاذ حافظ هؤلاء لا تنفع معهم قرآة القرآن كاملا على رؤوسهم لا لان القران عاجز بل لان هؤلاء احالوا ابليس على التقاعد وقاموا بوظائفه الى الحد الذي بدا ابليس مقصرا في اداء عمله.... والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك