المقالات

درّاجة ( مرسي ) عنخ آمون !

800 20:53:00 2012-06-25

عمار آل عيسى

المصريون, والعرب ايضاً يروق لهم ان تبدو مصر هي المُلهمة .. ربما هم هكذا منذ عهد عنخ آمون ( 1300 ق.م ), فالمصريين دعاة حضارة وبناء كما قال مُرسي في خطابه الرئاسي الاول . اليوم بفوز محمد مرسي بالرئاسة اصبحت تجربة التنظيم الام للاخوان المسلمين على المحك, هي الرئاسة بأيديهم الآن, وها هم بعد ثمانية عقود من الحراك السلبي انتقلوا من المعارضة الى رأس السلطة . مصر ليست بالفرس السهلة ابداً تحت مرسي, فجمهور الثورة الجموح الِف الحماس, وهو ميال للعلمانية ويشعر ان الثورة قد سُرقت منه, وجمهور مرسي المنقسم على نفسه سياسياً لا يقل حماساً, وينتظر رد الاعتبار له بعد عقود من الاقصاء والتهميش, ويتوق لان يرى تعبيراً مرضياً كمّا ونوعاً عن هويته الدينية في الواقع السياسي الجديد, وهو يرى نفسه الاحق بكل شيء, وجمهور النظام السابق يراقب بعين الازدراء والخشية, وهو ليس بالجمهور السهل, وارضاء الجميع صعب على فخامة الرئيس الجديد . مرشد الاخوان المسلمين محمود حسين كان قد احلّ مرسي من بيعته بعد ظهور النتائج, ومرسي في خطابه الاول اصر على انه اول رئيس منتخب وانه لكل المصريين, وان الشعب هو مصدر الشرعية, ويبقى صراع الهويات على ما يبدو هو الاعتى على ما يبدو في مصر الجديدة, واذا ما كان يأخذ طابعاً فكرياً او سياسياً, فانه على كل حال يشبه واقع الانقسام الطائفي العراقي بعد 2003 . مرسي تحدث ايضاً في خطابه عن الوحدة الوطنية ومشروع شامل للنهضة واوحى بالاهتمام بكافة الاديان والشرائح, في محاولة تطمينية منه, ثم شرع بمشاوراته لتشكيل حكومة ائتلافية, سيواجه فيها ملفات اقتصادية وسياسية شائكة, ليس اسهلها التعامل مع العسكر . رئيس ما بعد الثورة يجب ان يأخذ بنظر الاعتبار ان 25 يناير كانت ثورة حريات سياسية وثورة جياع, وهو يقف ازاءهما اليوم معتمداً على الدولة التي ما زالت تسير بذات المنظومة القانونية القديمة التي يدير ( الفلول ) اهم مفاصلها . هو بالتأكيد يريد ان يخرج بمصر لافق خارجي اوسع, تثبت به نفسها مِصرَ جديدة ( طويلة الذقن ), تبرهن لقدرتها على الحفاظ على مقعدها العريق بين الاخوات الكبريات في الشرق الاوسط, اقصد تركيا وايران والسعودية, وهنّ يمثلن اقطاب الاصطراع الطائفي في المنطقة الذي يراد لمصر ان تكون جزءاً اساسياً منه, ومن جهة اخرى هي جارة اسرائيل .. امتحان الاخوان في مصر هو الآخر يشبه الى حد كبير يشبه امتحان اسلاميي العراق بعد 2003, الذين واجهوا ملفات كبيرة مرّة واحدة, الاسلام والديمقراطية, الامن والاقتصاد وطموحات الشعب الفقير, الوحدة الوطنية .. والعلاقات والمعاهدات, فضلاً عن الارهاب والطائفية وهوس الانفلات السياسي, ولإن لم تكن مصر تحت الاحتلال, فهي ايضاً لا تمتلك مليارات النفط العراقية . عل تشبيه مصر بالفرس ليس الادق, هي كالدراجة الهوائية, راكبها يبذل جهداً عالياً لتحريكها, ومهارة يحفظ بها توازنه على الطريق .. وهي مع ذلك قابلة للوقوع بصاحبها باقل وكزة ! اليوم, الجميع يراقب مصر الجديدة, وعلى مرسي والاخوان ان يعوا انهم بصدد تقديم تجربة جديدة من تجارب الاسلام الديمقراطي, تجربة قائمة بذاتها الى جانب تجارب العراق وتركيا وتونس, يُنتظر من التنظيم الام .. ان يرسم التجربة الاخوانية المدنية الام .. وهذا هو تحديهم الاكبر على الاطلاق . فالمصريين, والعرب ايضاً يروق لهم ان تبدو مصر هي المُلهمة. وللعراق بقية ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Naseer
2012-06-26
لقد كان المصري يعمل اجيرا في العراق في حقبة الثمانينات وكم كان يحب المال بعضهم واركز على كلمة بعضهم يحب المال كثيرا الى درجة يبيع نفسه من اجل المال مع ذلك وقف وقفة مشرفة استطاع ان يسقط كافة المراهنات من السعودية وامريكا واعزي خائن الحرميين وحلفائه وابائه في نفس الوقت الصهاينة سؤالي هنا هل يقبل المصري ان يكون حاضن لارهاب هل يقبل بان ياتي ارهابي نتن يفجر نفسه في مصر لتنفيذ اجندات اليهود انا متاكد حتى لو اعطي ملايين الدولارات سوف لن يفعل ذلك وهو مستعد لاذلال نفسه من اجل دولارواحد ياترى مانوع المخلوقات في العراق التي تجلب الارهابيين من الخارج وتوفر لهم الزنا والفاحشة قبل يفجرو جسمهم القذر؟
احمد المسعودي
2012-06-26
قراءتكَ نابعة من الواقع الحقيقي علماً لابد من ذكر التخوفات خصوصاً بعد الظهور الاخير لامير الجماعة السلفية وكيف يتوعد مرسي له من القضاء على التشيع داخلياً وخصومته خارجياً ... لا امان لحزب شعاره السيف ....إنا لله وإنا اليه راجعون .
زيـــد مغير
2012-06-26
كل الأماني للشعب المصري بالخير والرفاهية , مصر التي أبتليت برؤساء تزينهم الشعارات الفارغة حتى أصبحوا ضحية للحروب والنكسات وأغترب شبابهم في مختلف البلدان بسبب سياسات رؤسائهم السابقين . كثير جدا ً من الأخوة المصريين من ذوي الأبداع يعملون خارج مصر . وكل الخير للشعب العربي وإنشاء الله لا تبقى أسر حاكمة وإنما ديمقراطية تأخذ الشعوب العربية نحو التطور العلمي .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك