( بقلم : ناهدة التميمي )
عندما سبيت الكرديات في حملة الانفال المشؤومة وتم بيعهن في سوق النخاسة المصري واللبناني والاردني والخليجي .. ودفعن دفعا وهن الحرات للعمل في الملاهي والمواخير والنوادي الليلة في اكبر عملية سبي جماعي يشهدها التاريخ الحديث لم تهتز شوارب الرجال وقتها للدفاع عن اولئك النسوة المغصوبات على فعل فاحش علما انهن بنات احرار وعوائل شريفة والمعروف ان الاكراد من اكثر عشائر العراق تشددا في مسائل الشرف والدين.
وعندما سبيت الشيعيات ابان الانتفاضة الشعبانية في الجنوب وتم الاعتداء على اعراضهن وتعذيبهن لانهن امهات او اخوات او زوجات المنتفضين بغية الضغط على الثوار لتسليم انفسهم او لاغراض تحقيقية او عبثية قذرة .. لم تهتز شوارب الهاشمي او المشهداني او العاني او الجنابي او الكربولي او غيره .. علما بان اكثرهم كان جزءا من المنظومة البعثية المخابراتية لصدام ونظامه الدموي. فمنهم من كان سفيرا او طبيبا عسكريا او رجل امن او مخابرات .. ولكن لم نكن نسمع اصواتهم في الاعتراض على هكذا مظالم.. وعندما هتكت اعراض السنيات في ديالى وبعقوبة وكركوك والموصل وقتل ازواجهن بحجة انتماؤهم الى الحزب الشيوعي .. ايضا لم نسمع عقيرة هؤلاء ترتفع بالاحتجاج على هذه الفضائع والمظالم..
ولماذا الذهاب بعيدا .. فالى عهد قريب اغتصبت المئات من الفتيات الشيعيات في المدائن واللطيفية وديالى وابو غريب وتم ذبحهن وتقطيع اوصالهن ومن ثم رميهن في الانهر .. لم يطرف لهؤلاء جفن .. بل اول من خرج علينا ليكذب الامر هو عبد السلام الكبيسي عضو هيئة علماء الشياطين .. رغم ان كل فضائيات ووكالات انباء العالم نقلت الخبر بالصور الموثقة بما لايقبل الشك وظل يكذب وهو يبتسم الى ان ظهر السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني واكد العثور على اكثر من سبعين جثة مشوهة ومقطوعة الراس لنساء ورجال من اهل المدائن تمت تصفيتهم وذبحهم واغتصابهم على يد الجحيشي وعصابته.
هذا كان على عكس موقف عبد الغفور السامرائي الذي سارع الى الرعيد والوعيد والتهديد في قضية الجنابية قبل التاكد من صحة الخبر او ملابساته وهو كرجل دين كان عليه التاني في كل كلمة يقولها في هكذا امر درءا للفتنة. وحينما اعتدى الارهابيون على حرمة زائرات العراق من الايرانيات والباكستانيات والافغانيات القاصدات زيارة الائمة من ال البيت .. حيث اختطفن في اللطيفية وقطعت اثداؤهن اثناء سرقة حليهن وخرمت اذانهن عندما سحبت الحلي منها عنوة ثم اغتصبن وذبحن ورمين في المجاري ... لم تهتز شوارب هؤلاء ايضا ولم تاخذهم الحمية والغيرة على شرف هؤلاء النسوة.. واللائي كن في ضيافة العراق قبل كل شيء .. فاين كانت النخوة والشرف واكرام الضيف التي عرف بها العراقيون .. فهؤلاء اخر من يتكلم لانهم كانوا جزء من نظام دموي لايأبه بالشرف وقد داس على شرف العراقيين ومرغه في التراب وجعل من اهله اذلة .. وهم اليوم جزء من منظومة تحمي الارهاب وتتستر على قاطعي الرؤوس والمفخخين ومنتهكي الاعراض وخاطفي ارواح الابرياء فمن الخزي ان يتكلموا عن الشرف الان.ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha