المقالات

الاجندة الامريكية تسلم ديالي الى الارهابيين وتخطئ في اعتقال الحكيم

1584 01:13:00 2007-02-26

( بقلم : اسعد راشد )

الخطة الامنية التي اطلقتها الحكومة العراقية في بغداد كادت ان تحقق نجاحات باهرة اكثر مما تحقق لحد هذا اليوم الا ان هناك بعض العوائق والممارسات الخاطئة من قبل القوات الامريكية وتدخلاتها الفاضحة في القرارات العراقية وحدود عمل قوات الامن اوالجيش قد افسدت جانبا من خطة امن بغداد واعطت فسحة من التحرك للقوى الارهابية لاختراق الاوضاع الامنية من خلال تسريبات مشبوهة حدثت وتحدث لعدد من القواطع من قبل المفخخات لتوقع اصابات بالغة بالمدنيين والابرياء كحادث المستنصرية هذا الصباح وقبله الانفجار الذي وقع في الكرادة وهذا الامر اثبت ان تعكير امن بغداد والعراق يأتي من المفخخات ومن الاجساد الانتحارية القذرة وليس كما روجه الاعلام العربي ووقع في فخه بعض الاعلام في الغرب وخاصة الاعلام البريطاني بان "الميليشيات الشيعية" هي التي تشكل الخطر والحال ان تلك الميليشيات ان وجدت فهي من اجل حماية المواطنين من هجمات الارهابيين بعد ان عجزت القوات الامريكية والعراقية عن توفير ذلك الامن وعندما يزول السبب ينتهي تلقائيا دور الميليشيات‘ والواضح ان استمرار ضرب المدنيين عبر المفخخات والاجساد الانتحارية سوف يفتح الباب مجددا لعودة العنف الطائفي والرد من قبل من هم اصبحوا هدفا لتلك المفخخات الطائفية .

وقد صحت توقعات بعض المراقبين حول خشية بعض القوى السياسية المعتدلة المشاركة في العملية السياسية والتي تتعاون بصدق مع واشنطن لانجاح خطة امن بغداد وبالتالي انتشال العملية السياسية من كبوتها بوجود اجندة امريكية غير تلك التي لدي الحكومة العراقية لا يهمها اي تقدم او نجاح يحققه السيد المالكي باتجاه مصلحة المواطن وامنه وازدهاره بقدر ما تهمها ملفات خاصة بها لها صلة بالوضع الاقليمي وبالملف النووي الايراني وبالصراع العربي الاسرائيلي وغيره من الملفات التي تقلق الشارع العراقي الذي ينظر بحذر الى صراع الاجندة على ارض العراق .

ومن هنا يأتي اعتقال سماحة السيد عمار الحكيم القيادي في مجلس الاعلى للثورة الاسلامية لبضع ساعات من قبل القوات الامريكية بعد ان كمنت لموكبه دون مبرر خاصة ان السيد عمار معروف عنه انه من الشخصيات المعتدلة في هرم السلطة رغم انه لا يحتل موقعا رسميا كما ان السيد عمار الحكيم دعى سابقا في زيارة له لواشنطن الى شراكة استراتيجية بين شيعة العراق والولايات المتحدة وهو ما يجعل من امر اعتقاله بتلك الطريقة الخشنة موضع اثارة وتساؤل حول دور الامريكيين في ارباك الوضع الامني وعدم جديتهم في انجاح خطة امن بغداد حتى وان اراد الامريكان ايصال رسالة الى بعض الاطراف فان هناك من المراقبين من يعتقدون ان الرسالة في الاصل خاطئة لانهم يريدون ايصالها بطريق خاطئ وعبر تصرف احمق بحق هدف خاطئ ‘ وهناك من يعتقد ان الامريكيين يحاولون خلط الاوراق في العراق ودمجها بعدد من القضايا والملفات التي لا علاقة لها بالامن والعملية السياسية في العراق الا ان ضيق افق الجانب الامريكي و رغبة عدد من المسئولين في الاداراة الامريكية بربط الملف العراقي ببعض الملفات الاقليمية وخاصة الملف النووي الايراني فتح ثغرة كبيرة للجماعات الارهابية المسلحة والداعمين لها داخل العملية السياسية لتنفيذ اجندتها واستغلالها لممارسة الابادة الجماعية ضد السكان بل وصل الامر لدرجة ان تقوم القوات الامريكية في بعض مناطق العراق للتعاون مع الارهابيين وتسليمهم المدن والبلدات كما يحدث اليوم في محافظة الديالي حيث ان القوات الامريكية قد سلمت تلك المحافظة للارهابيين وجعلتها مستباحة لهم ولحلفاءهم من منظمة مجاهدين خلق الارهابية التي تتعاون بشكل وثيق مع التنظيمات الارهابية وتقوم بتدريب عناصرها على مختلف الاسلحة وفنون القتال والارهاب والتفجير ولعل اعتقال مدير الاستخبارات في وزارة الداخلية لمحافظة ديالي العميد قاسم التميمي وستة اخرين بتهمة جاهزة اي ارتباطهم بـ"فرق الموت " يكشف جانبا من التوجه الامريكي ويثبت ان للامريكيين اجندة قد تضر كثيرا بالعملية السياسية في العراق وتجهض خطة امن بغداد وهو ما جعل مجلس الوزراء والداخلية يقومان بجهود استثنائية لاطلاق سراح العميد الوطني قاسم التميمي الذي يبدو من بعض التقارير ان له دور كبير في اعادة سلطة الحكومة على بعض البلدان والمناطق في محافظة ديالي والتي احتلها سابقا الارهابيون والقوى المناهضة للعملية السياسية وبمشاركة خفية من قبل عناصر مجاهدين خلق الارهابية التي لها خبرة طويلة وبراعة في التزويروفبركة الامور وصناعة معلومات كيدية

ويرى عدد من المراقبين وبعض المسؤولين في الحكومة ان ابتعاد الامريكيين من التدخل في الشأن العراقي والملفات الداخلية العراقية امر له كثير من الايجابيات وان اي تدخل سوف يعيق من خطة امن بغداد وغيرها من المحافظات وقد نصح بعض القيادات المعروفة باعتدالها وعقلانيتها ان يكون الامريكيون بمنأى عن الملفات الامنية الخاصة بالوضع العراقي حيث تدخلهم بحجة خلق توازن في الوضع السياسي سوف يعطي جرأة للارهابيين والقتلة والحاضنين لهم لايجاد موقع قدم ثابت لهم على الارض وفي العملية السياسية لضربها من الداخل وهذا بالضبط ما يحدث في الديالي حيث ان وقوف الجانب الامريكي في تلك المحافظة مع الارهابيين والانصياع للمعلومات الكيدية التي توصلها اليهم عناصر مجاهدين خلق وعبر حلفائهم الارهابيين المرتبطين بشكل من الاشكال مع تنظيم القاعدة قد حول تلك المحافظة الى مناطق اشباح وقتل حيث هجر معظم سكانها الشيعة او قتلوا غدرا على ايدي السلفيين والبعثيين المجرمين وحولت بيوتهم الى اوكار للجريمة المنظمة وللارهاب وتحت اعين ومراقبة القوات الامريكية وهذا الامر دفع بمجلس الوزراء كي يتحرك سريعا من اجل اطلاق سراح العميد التميمي قبل ان تخرج كل محافظة الديالي من السيطرة الحكومية وتقع اسيرة الارهابيين وتحت سيطرتهم بشكل كامل .

يخطأ الامريكيون ان باعتقال السيد عمار الحكيم ورفضهم استتاب الامن في محافظة ديالي سوف يوفر لهم الفسحة للامساك بخيط التوازن السياسي بين بعض المكونات العراقية او ان ذلك سوف يساعدهم على عدم انفراد جهة بالقرار السياسي في العراق حيث ان فقدان الامن في بعض مناطق العراق والتعرض لبعض الرموز ذات الثقل السياسي والشعبي كما حدث للسيد الحكيم سوف يجلب ليس فقط عدم الاستقرار في العراق بل يسحب البساط من تحت ارجل القوات الامريكية وجعلها هدفا سهلا في اي موقع كان من قبل العراقيين ‘ فقد اثبتت السنوات الماضية فشل السياسة الامريكية فيما يتعلق بالوضع الداخلي العراقي وتدخلها في ادق جزئياتها حيث ان ذلك قد اسهم في انهيار الوضع الامني بشكل فظيع واليوم ورغم بعض الاستقلالية التي تتمتع بها الحكومة العراقية في الوضع الميداني الا ان الاختراقات التي تقوم بها القوات الامريكية وسعيها لايجاد مسافة متساوية بين من يضحون ويسعون بدماءهم لخلق الاستقرار وانجاح العملية السياسية وبين من هم في صف الارهابيين والداعمين لهم والمساهمين بشكل مباشر في الانهيار الامني وقتل الامنين من المدنيين وتوقف التنمية والازدهار في العراق ‘ تلك الاختراقات والتدخلات الامريكية هي التي سوف تسبب الفشل لخطة امن بغداد ‘ كما ان الامريكيين يخطأون فيما لو تصوروا ان سقوط حكومة المالكي او فشلها والمجيء بالبديل الذي لا تقبله الاغلبية سوف يعيد لهم الامن او يخلق الوهم المتمثل في التوازن السياسي الذي ينشدونه في العراق حيث ذلك التوازن في نظر الاغلبية يعني التهميش وهضم الحقوق وتمكين الاقلية على مقدارت العراق واهله وهذه المرة لن يعود الى العراق الى المربع الاول ولا الى العهد السابق بل حريق شامل قد يحرق الاخضر واليابس

فهل يتعظ الامريكيون من تجارب السنوات الاربع الماضية تقريبا في العراق ويسلموا الملفات الامنية للعراقيين ويعملوا على دعم الحكومة العراقية ويمارسوا الضغوط على حكومات الجوار وخاصة العربية لوقف تسلل الارهابيين والاسلحة الى العراق ويهمسوا في اذن حكام قطر لوقف تحريضات الجزيرة ويذكروهم بمصيرهم ابيهم ام انهم ـ اي الامريكيون ـ يستمروا في اخطاءهم وبالتالي يغرقوا في مستنقع قد يكون هذه المرة الخروج منه اصعب من دخول الجمل في سم الخياط ؟!

اسعد راشد

. .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-02-27
حكومتنا الحبيبة والله لايتركونا مادمنا لانرد مكائدهم في نحورهم , الاوغاد هكذا لايعرفون الحلال والحرام ويعرفون الشيعي محرم عليه قتل اي مخلوق !!!! ولذلك يفجروننا في كل مكان ,احبتي الكل يشترك ضدنا وبعض الاحيان حتى اصحاب ملتنا وعقيدتنا وهذا مع الاسف الطامة الكبرى ,اما الامريكان يمدحون المالكي جهرا ويتفقون ضده سرا مع ال سعود( اليهود الشرفاء لانهم حسب روايات اهل نجد من يهود خيبر التي ازالهم منها الامام علي ع من الوجود )سؤالي هنا لماذا لاتقوم حكومتنا بشكوى دولية ضد ال سعود بسبب علمائهم الارهابيين!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك