المقالات

أزمة سحب الثقة و شهريار

542 22:21:00 2012-06-24

سليمان الخفاجي

يبدو أن حديث الأزمة السياسية لن ينتهي مع حلول الصباح على غرار قصص ألف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد, فشهريار اليوم لن يقبل إلاّ بتنفيذ كل ما يراه صحيحاً وان اضطر في يوم من الأيام وموقف من المواقف فهو مستعد لفعل المستحيل من اجل الاستمرار على الكرسي من أجل سماع أحاديثها ويستمتع بحلاوتها، ولأنها خيالية فيريد أنّ يُحاكيها وينفذها ولا يتوقف الأمر عليه وحده فهنالك شهريار آخر هنا وثالث هناك يرافقهم علي بابا، وطرزان، ومراد علم دار، وأبو جحيل، وليس غريباً أن استحضر الشخصيات الخيالية والواقعية للاستشهاد بمشابهتها حال أبطال الأزمة والفرقاء السياسيين، فمطالبهم خيالية ومواقفهم أسطورية وطروحاتهم بعيدة عن التصديق والفهم ليتحولوا إلى شخصيات فكاهية أو إلى قرقوز وابطال الدمى او الى (شاهد مشفش حاجة)، كتذكير لهم بأن ما يتعاملون به ويختلفون عليه هو من حق الشعب ومسؤوليته، تراهم وهم يتحدثون في البرامج السياسية لا يفقهون شيء أي (يخوطون بصف الإستكان ) يتحذلقون ويتفننون بالهروب من المقدم أو المحاور المقابل ويحاول احدهم ان يكسب ودك ويتحدث باسمك لكنّ واقعه ومواقفه تختلف جذرياً الدستور لا يبتعد عن ألسنهم وهو حبر على ورق بين أيديهم، اما في الواقع فهو تحت أقدامهم المواطن وإرادة الجماهير والحرية والمساواة، والمصلحة العامة مادتهم الدسمة، اما أكلتهم الشهية والمفضلة فهي المناصب والكراسي والحصص والمغانم والمكاسب والمصلحة الشخصية أوّلاً وما عداه لا وجود له في قاموسهم، لا يتكلمون إلا في حسن الخلق وآداب الحديث ينادون بالاعمار والبناء وتقديم الأفضل وحسب المنطق السليم فيشتم بعضهم بعضاً يخون بعضهم الآخر، يتخاونون فيغدر من يسبق وتسقط العهود والمواثيق مع أول فرصة فيغلب والباقي يتمنطق نحن مع من غلب وتستمر حكاية شهرزاد ويبقى شهريار يحدق بها ولا يريدها ان تتكلم إلاّ بحضرته ولا يعترف بشهريار آخر غيره، وتبقى الأزمة فأن انتهت سحب الثقة عن رئيس الوزراء تأتي سحب الثقة عن رئيس مجلس النواب وان انتهت عقود النفط يأتي قانون النفط والغاز وان تخلصنا من تشكيل مفوضية الانتخابات ندخل في معضلة قانون الانتخابات وتزاحم السلطات وتبقى المحافظات تحت رحمة الوزارات ويبقى تيار الكهرباء بلا تشغيل منقطع مع ان التيارات الأخرى تعمل وبصورة جيدة لديها تمويل ومدعومة من دول عظمى وتفوح منها رائحة البترول الخليجي والاهم من ذلك أنها (تخمط) وتنهب باسم الدفاع عن حق المكون، أمّا نزيف الدم العراقي فيبقى مستمر ولا يهم شهريار ان زاد فهو يتلذذ بذلك اما شهرزاد فتدعوا أنّ لا ينقطع وان لا يتوقف بحر الدم العراقي وتدعو للقاعدة والإرهاب وللبعثيين بالنصر فمع توقف الدم العراقي سيقطع رأسها ويستباح دمها وبدم بارد من شهريار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك