خميس البدر
يبدو أن ثقافة الاستقالة في العراق سترتبط بالشجعان فقط من السياسيين وموظفي الدولة ولن تجد في أي مفصل من مفاصلها او أي دائرة للعمل الحكومي إلا قليل من هؤلاء والذين يتحلون بصفة الشجاعة او من يحترم قناعاته وخياراته, إنّ القناعة بعدم جدية العمل بطريقة ما تعني عدم القدرة على العمل أو الإبداع والإنتاج وتقديم الأفضل فالاستمرار والتعامل مع الأمر الواقع يكلفك الكثير ويقلل من احترامك لنفسك ومهما قدمت من مبررات وحاولت ان تجد من أعذار لإقناع الآخرين فلن تجد لها ذلك ولن تقنعها وربما يكون احد أهم الأسباب في تراجع الوضع السياسي وأوضاع البلاد بصورة عامة متأتية من هذا السبب وخاصة السياسي فقد نجد العذر لمن أجبرته الظروف وقسوة الحياة على تقبل العمل فيما لا يحب ويهوى كما هو الحال لآلاف الخريجين الذين انخرطوا في صفوف الجيش أو كعمال بلدية او العمل كباعة متجولين وعمال بناء، مع امتلاكهم شهادات وخبرات تؤهلهم للعمل في مكان أفضل يضمن لهم مستوى أعلى لكن( ما باليد حيلة) و(شنو الجابرك عالمر غير الأمر منه ) أو (أكل العيش مر) أما السياسي فلا ينطبق عليه هذا الأمر أو هذا التوصيف وان تشدق بالمصلحة الوطنية وحرصه على صيانة المشروع وتحقيق أهداف وأحلام الأمة تبادر إلى ذهني وفي خضم الحديث عن أزمة سحب الثقة ماذا لو استقال رئيس الوزراء كما فعل نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور عادل عبد المهدي عندما امتثل لأوامر المرجعية فلم تنقلب الدنيا ولم تسقط النجوم من السماء ولم تكف الشمس عن الإشراق والمغيب بل كسب احترام نفسه وحب الناس وتقديرهم لموقفه وراحوا يضربون المثل بما فعل بمناسبة او بدونها نعم ماذا لو استقال رئيس الوزراء وترك الأمر للتحالف الوطني، او كما تقول دولة القانون تركه للجماهير اعتقد انه سيسقط بأيدي من ينادي ويصر على سحب الثقة وان كانت الأمور ستتعقد لكن وكما ألاحظه من كلام رئيس الوزراء انه غير راغب بهذا المنصب وزاهد برئاسة الوزراء وانه مجبر على هذه الخدمة وتحمل المسؤولية فمن الأفضل أن يستقيل كي يبقى بنفس شعبيته ومحبة الناس له واحترامه لنفسه ومتبنياته خاصة وانه طرح كثير من النقاط والملاحظات للعمل بصورة أفضل هي غير متوفرة حالياً في الدستور مما يضطره للتجاوز على صلاحيات الغير أو تجاوز الغير على صلاحياته، وهذا ما يجعل الأمر متعباً ومعقداً ومرهقاً بالنسبة له ماذا لو استقال رئيس الوزراء وهو صاحب نظرية (بعد ما انطيها ) يعني يستقيل بشكل جدي ليس كما استقال (الرئيس المصري جمال عبد الناصر .. كده وكده)كما يقول الأشقاء في مصر بعد نكسة 67 وإلاّ كيف سيستقيل السيد نوري المالكي مع حديث النائب عباس البياتي إذا مات المالكي سنستنسخه وخوفي ان يطبق ثقافة الاستقالة الرئيس جلال طالباني هذا ما لوح به مؤخراً وسيقدمها بعد عودته إلى البلاد ليلتحق بنائبه عبد المهدي ويكون آخر الشجعان بين السياسيين وان كانت ستخرب من بعده كخراب البصرة الذي نسمع عنه.
https://telegram.me/buratha