( بقلم : المهندس جمال الطائي )
يقول الحديث النبوي الشريف ( أذا بليتم فأستتروا ) وهي أثمن نصيحة يوجهها الحبيب المصطفى للبشر في كل زمان ومكان , وقد كنت أظن أن السفارة العراقية في السويد , وخاصة ( بعدما فاحت روائح ممارساتها الغير قانونية وغير وطنية ) , ظننا انها ستكون من اكثر الملتزمين بنص الحديث الشريف وروحه , وان السفارة بسفيرها ومنتسبيها ستحاول ان تهديء ( أللعب ) قليلا حتى هدوء العاصفة التي اثيرت مؤخرا حول التجاوزات غير المعقولة التي حصلت بالسفارة ... ولكن .. و اه من لكن هذه ..! . . كل الاخبار المتناقلة والواردة عن السفارة وممارساتها تشير عكس ذلك .. فمع وجود كل هذه الجالية العراقية الضخمة المقيمة بالسويد , ومع تدفق الاف اللاجئين العراقيين الجدد شهريا للسويد , كان لابد أن يستفز السفارة والعاملين بها لتقديم يد العون للعراقيين وتحسين الخدمات القنصلية المقدمة للجالية العراقية, ولكن ماحدث هو العكس تماما !!!دائما ما يطلب منا المسؤؤلين التمحيص والتأكد قبل التعرض لأي موضوع عام يمكن ان يشير الى خلل ما في اي مفصل حكومي سواء داخل العراق او خارجه , وعملا بالاية الكريمة ( .. تبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة .. ) صدق الله العظيم وقد قدر لي ان اطلع شخصيا على وضع السفارة واسلوبها بالتعامل مع العراقيين ومقدار ازدراءها واستخفافها بمراجعيها ( العراقيين ) , في الاسبوع الماضي اردت استخراج بيان ولادة لطفليالبالغ من العمر ثلاثة شهور , دخلت ( كأي انسان متحضر !! ) على موقع السفارة على شبكة الانترنيت , فوجدتهم يطلبون لهذه المعاملة وثيقة سويدية هي اشبه بصورة قيد تسمى ( person bevis ) ومبلغ 150 كرونة سويدية .. وبس ! .. اتصلت هاتفيا بالدائرة السويدية المختصة وارسلت لي الوثيقة بالبريد لمنزلي ( فكما ترون نحن نعيش في بلد متخلف هو السويد التي مازالت تتعامل باسلوب البريد البطيء !!! ), أخذت الوثيقة وذهبت للسفارة وقد اخذت معي جواز سفري وجواز زوجتي ( وهي بالمناسبة , جوازات عراقية اصلية من اصدار بغداد , وليست من الجوازات اياها التي اصدرتها السفارة واثارت المشكلة ؟ ) , ماذا وجدت بالسفارة , والتي زرتها اخر مرة ايام الطاغية المقبور عام 2002 , في حينها كان المراجع يدخل السفارة من الباب الرئيسي حيث هناك غرفتي استقبال متداخلتين ومكتب استعلامات للاجابة على استفسارات المراجعين , مع وجود اكثر من غرفة للانتظار واماكن للكتابة ولملأ الاستمارات الخاصة بالمعاملات ؛ هذا كان ايام الطاغية ( أيام كانت السفارات العراقية مرتع للمخابرات لأيذاء العراقيين وتعقبهم !!! ) , اما اليوم وبعد التغيير المبارك بالعراق ( وبعدما صارت السلطة بيد الشعب , وحلت علينا الديمقراطية بالبرشوت !! ) , الباب الرئيسي للسفارة صار ممنوعا علينا الدخول منه , فلا يدخل من هناك ( ألا ألذين امنوا وعملوا الصالحات ) هؤلاء الذين رأيتهم يخرجون والابتسامة تملأ اوجههم , اما لنا نحن ( أبناء الخايبة ) فالدخول يكون من باب جانبي صغير , تدخل الى ممر صغير لايتجاوز عرضه متر حيث يستوقفك في الباب موظف الاستقبال ( وهو واقف عند مدخل باب السفارة الخارجي الصغير ) ليسألك ماذا تريد ؟؟
وبعدما يعرف مبتغاك يسحب احدى الاستمارات من دولاب موجود بالممر (حيث ان موظف الاستعلامات بلا منضدة او كرسي !! ) , واذا اردت ان تملأ استمارة ما , فأن عليك ان تتكأ على الحائط , او على احدى السيارات خارج السفارة تحت الظروف المناخية المعروفة , فهل رأيتم اكثر من هذا احتراما ؟؟؟
أخبرت موظف الاستعلامات عن رغبتي باستحصال بيان ولادة لطفلي وان معي المستمسك المطلوب , فسألني : وهل معك هوية الاحوال المدنية لاحد الوالدين ؟؟ قلت له ان هذا غير مذكور مع المستمسكات التي تطلبها السفارة والمنشورة على الانترنيت .. فقال لي بعصبية : أتحداك !! ولانني انسان مسالم ولااجيد اساليب التحدي والعناد , فقد قررت ان اغالط نفسي واعود ادراجي .. لاعاود مراجعة السفارة في يوم اخر بعدما اهيءماطلب مني ....عدت بعد يومين وقد اصطحبت معي صورة القيد السويدية وجوازات سفرنا ( انا وزوجتي وابني , فقد حصل ابني على الجواز السويدي بمعاملة مدتها 180 ثانية !!!! ) ومعي ايضا هويات الاحوال المدنية , وبعدما اطلع السيد مسؤؤللللللل الاستعلامات على كل هذه المستمسكات , نظر لي مليا وقال : ينقصك بعد شيء واحد !! قلت : وما هو ؟؟ قال : ثلاث صور (حديثة) لابنك !!! أستغربت جدا لهذا الطلب غير المعقول , فأي دولة في العالم تضع صورة في وثيقة لطفل عمره 3 أشهر , حتى نظام التخلف البعثي كان يكتب ( طفل ) بمكان الصورة في هوية الاحوال المدنية للاطفال , فهل نحن نتقدم للامام ام نعود للوراء ؟؟ , سألت الموظف مستغربا : وكيف يستطيع اي مصور ان يلتقط صورة واضحة المعالم لطفل عمره 3 أشهر ( صورة معاملة رسمية ) حيث يجب ان تكون صفحة الوجه واضحة وثابت الحركة .. اجابني , وقد حرك يده بطريقة مقززة وقال : أيجتفه هكذا !!! , فقلت بعصبية : وهل تتصور يوجد مصور في السويد ( أيجتف ) طفل ليأخذ له صورة..
وبينما انا في نقاشي وحديثي تركني ( ألاستاذ )مسؤؤل الاستعلامات وتمشى نحو الباب ليتفرج على الثلج المتساقط .. هنا علق احد المراجعين العراقيين القادمين من النروج والذي اصابته احدى بركات السفارة ( أنها عملية مقصودة من قبل سعادة السفير لدعم خطة امن بغداد بتطفيش المراجعين حتى لاتحصل تجمعاتتغري الارهابيين !!! )
لو كان الموظف قرأ اسمي على المستمسكات لقلت ان هذا موقف شخصي ضدي لاني سبق وتناولت السفارة في عدة مقالات سابقة وهي مصيبة ان تتعامل السفارة مع المواطنين حسب امزجة منتسبيها واهواءهم , ولكن بما ان الموظف لم يقرأ اسمي ولم يعرفني , فهذا معناه ان ديدن السفارة واسلوب تعاملها مع العراقيين هو هذا , وتلك مصيبة اعظم !!
أقسم بالله لولا حبي وعشقي للعراق واصراري ان يحمل ابناءي كل مايزيد ارتباطهم بارضهم لما راجعت السفارة واهنت نفسي مع هذه النماذج التي افرزتها علينا ( المحاصصة المقدسة ) !! , سفارتنا بالسويد لم تعمل بالحديث النبوي الشريف الذي استهللت به مقالي , بل كانت بكل منتسبيها أشبه باولئك اللائي كن يستحممن في حمام السوق عندما شبت به النيران .. فالمتعففات الشريفات الخجولات اثرن الحرق والموت على الهروبوالنجاة بانفسهن عاريات , فالموت عندهن خير من فضيحة مدى الحياة .. اما ( الاخريات ) فقد هربن بانفسهن عاريات تماما لاتحرجهن او تجرحهن نظرات الناس لعوراتهن ، فالحياء قطرة وليست جرة !!
شيء واحد لم افهمه , وارجوا مخلصا من ( كاكه ) بامرني ان يشرحه لي , فأذا كانت اوراقي واوراق زوجتي وابني جميعها اصلية ( خط ونخلة وفسفورة ) وهي اصدار العراق قبل انهيار الدولة.. واذا استطعت ايضا ان اقدم المستمسكات السويدية التي تدعم قولي , ومع ذلك , ورغم عدة مراجعات للسفارة لم استطع الحصول على ( بيان ولادة ) وليس هوية احوال مدنية لابني .. فكيف استطاعت السفارة اصدار 29000 جواز سفر أؤكد ( جواز سفر ) ( اي اهم واغلى وثيقة يحصل عليها الانسان من بلده ) كيف استطاعت السفارة اصدار هذا الرقم الجبار من الجوازات العراقية لأناس لايملكون وثائق عراقية اصلية , بل وثائق مزورة ( كما اثبت تحقيق البوليس النرويجي والسويدي ) , لابد ان كادر السفارة المسكين كان يصل الليل بالنهار لتأمين الجوازات لهذا العدد من الاخوة اكراد دول الجوار لتتأمن لهم اقامة بالسويد واجندات اخرى ربما يعرفها السفير !!!أقولها وبصراحة ( من أمن العقوبة أساء ألادب ) لو تمت محاسبة جادة للسفارة على فضيحة الجوازات المزورة , ولو كانت السفارة او منتسبيها يدركون ان ثمة من يمكن ان يحاسبهم على خيانة الامانة والوطن .. ولو كان احد من الذين تقاسموا العراق , كما تتقاسم وحوش الغاب فرائسها , وضع مصلحة الوطن والمواطن نصب عينه , لما رأينا هذا الاستهتار والاستهانة بمشاعر العراقيين وبمصالحهم .. لو صدقوا معنا وعودهمالانتخابية , لو ترفعوا عن الحزبية والقومية والطائفية ووضعوا العراق , كل العراق امام اعينهم , لما كانت هذه حالنا .. لقد فرقنا ساستنا يوم تفرقوا, ولو انفقنا ما في الارض فلن نجمعهم , لان المصالح والاطماع قد اعمتهم ... ولكن .. يبقى املنا , بالله , وبشعب العراق , ان يظل العراق عراقا .. رحما منتجا , كما كان منذ 7000 عام ويزيد.. واما ألزبد فسيذهب , واما ماينفع الناس , فهو ات وسيبقى انشاء الله ...ألمهندس / جمال ألطائي
https://telegram.me/buratha