حيدر عباس النداوي
من المؤكد ان البلاد تشهد ازمة سياسية عاصفة لم تكتب نهاية فصولها بعد, سببها ديكتاتورية المالكي وتفرده وعدم مبالاته حتى هذا الوقت من طرف وطمع ونزق وردة الفعل العكسية من قبل اطراف اخرى تخندقت باوصاف والطاف جميلة ماسكة بذيل المشكلة ومقدمة الحصان على العربة, دون ان تلتفت او تريد ان تلتفت الى ان توجيه البوصلة بهذا المنحنى الدائري لايمكن ان يقود الجميع الى الامام لان الحل يتمثل بتفكيك المشكلة لا بتجميعها او الثبات على مواقف اثبتت الايام عدم فاعليتها.ولا ادري لماذا تواصل الكتل المتنازعة عملية حرق الوقت وحرق حقوق الناس الذين منحوهم حق التواجد تحت قبة البرلمان وفي الحكومة، دون الالتفات الى الواقع المعاشي والحياتي اليومي للمواطن بكل تفاصيل حياته وممارساته والتي تكاد تحرقها حرارة الصيف اللاهبة ووعود الشهرستاني العرقوبية.ان الفرصة لا زالت قائمة ولم تنتهي بعد لان من حسن حظ من يعملون في السياسة وما هم بسياسيين, ان تكون لديهم دائما مساحات زمنية واسعة لاعادة الحسابات وتصحيح ما يمكن تصحيحه ومعالجة بؤر التوتر ولو بعد حين لان الناخب الذي اعطى صوته لا يشعر بقيمة هذا الصوت الثمين ولو كان مقدرا لقيمة صوته وحريصا على حقوقه لما انتظر كل هذا الوقت وكأن الامر لايعنيه حتى هذه الساعة.ان المواطن العراقي قد يكون وصل الى مرحلة الاحباط والياس من سوء اداء السياسيين لكنه حتى هذا الوقت لا زال هناك من هو رهين دائرة الولاء المطلق الاعمى لهذه الكتلة او هذا التيار, ويردد نفس العبارات التي تخرج من ربطة عنق القائد الضرورة وعباءة الولي الصالح وهم بهذا الوضع يساهمون بشكل كبيرة بالتنازل عن حقوقهم وحقوق الاخرين الذين ينتظرون الفرج الرباني وهؤلاء هم من سيصححون سير العملية السياسية, لان الصولجان بايديهم وهم من يسيعيدون العربة الى الوراء ويقدموا الحصان من جديد للسير نحو الامام وسحق كل الذين لا يريدون تصحيح المسار وحل المشاكل.من المؤكد ان المرحلة المقبلة مرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد وان البلاد مقبلة على مستقبل مجهول بكثير من دلالات تازيم المشكلة سواء من اطراف اربيل او من طرف رئيس الحكومة وهم وحدهم سيتحملون المسؤولية الكاملة لكل ما سيحدث في البلد من ايام مرعبة.
https://telegram.me/buratha