عادل مزهر الجابري
بعد سقوط الطاغية تعشمنا بهم خيرا ووضعنا كل ثقتنا بهم دون تردد دون شك دون ظن لم نكن نعرف منهم الا خيرا فلذلك سررنا بهم و سرنا خلفهم وكلنا امل بالله وبهم ان ينقذونا من الذل والهوان الذي كانا شعبنا يعيش فيه, لم نكن نسمح لأي مشكك بنزاهتهم ان يتقول عليهم بل زاد من حبنا لهم صرنا لا نتقبل الراي والراي الاخر فيهم وحتى من قال ان فقدت الثقة بهم قلنا له اذا سيعود البعث من جديد ويحكمنا وسيسرقون العراق وتعود حكومة العوجه هي من تتحكم بالعباد والبلاد وستعود المحسوبية والمنسوبيه ويصبح العراق ملكا لأشخاص ويصبح و يصبح ويمسي و يمسي ...لكن مع الاسف ما وصل الامر اليه هو نفسه ما كنا نخاف ونحذر منه
فاصبح المسؤول هو الكل بالكل اصبح السياسي رجل قانون بامتياز والسياسي عالما بالفيزياء والكيمياء واصبح السياسي خبير عسكري ويضع الخطط وكذلك صار السياسي خبير بالأعمار والاستثمار وصار السياسي خبيرا بالنفط و الطاقة ويعرف بالرياضة وقوانين الفيفا وصار السياسي قائدا فذا للفن ووزيرا للثقافة والاعلام وصار فقهيا وينصح الفقهاء كيف يفتون وكيف ومتى يتكلمون ومتى يسكتون؟ واصبح مكتب السياسي بالعراق الحديث عباره عن محل مكتوبا يافطة نبيع (كلشي وكلاشي) يعني لا وجود لعبارة (اطو الخبز الخبازتة ) اذا كانوا هم الرعاة ونحن الرعية فلمن نشتكي وبمن نستغيث ؟اذا كان المسؤول هو من يظلمنا وصار رجل القانون يترك عمله بالقانون ويلهث وراء منصبا في الحكومة بحثا عن شيء يجهله ؟لمن نشتكي؟
اما ان الاوان لان ينتبهوا لشعبهم ولو قليلا لكي نفتح صفحة جديده في مجال الخدمات على الاقل التي اصبحت شغلنا الشاغل وهمنا الوحيد الذي اصبح كابوسا يؤرق اجفاننا نحن ندعوهم بقلوب صادقة اليوم وليس غدا ان يفيقوا قبل فوات الاوان فالتاريخ لا يرحم من يظلم الناس والشواهد كثيره ندعوهم لصحوة الضمير ندعوهم ونقسم عليهم بدماء الشهداء ان يضعوا الله ومصالح الشعب فوق مصالحهم ندعوهم ان يتأسوا ولو بجزء قليل من سيرة الائمة ع والصحابة الاخيار وندعوهم ان يعيشوا حياة الفقراء والبسطاء ندعوهم لعدم التعالي ندعوهم لعدم النظر بفوقيه وترك التعالي والنزول من تبريد القصور والفلل والبيوت والسيارات والعيش والتعايش على الامبيرات والاحساس بالقطع المبرمج للكهرباء ندعوهم بعيوننا التي ملئت دموعا من اليتم والسجن والغربة والفقر والفاقة وكل العذابات ان يرحمونا حتى يرحمهم من في السماء
https://telegram.me/buratha