خضير العواد
الشعوب هي التي تقرر مستقبلها ومصيرها من خلال وعيها وثقافتها بكل ما يدور حولها والإمام الصادق (ع) يقول ( العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس).....(1) ، لأن الأمر يعنيها بشكل مباشر فهذه هي حياتها أما أن تهتم بها فترسم نظام حكم يعطي مستقبل زاهر للأجيال أو تهمله فتعطي الفرصة الى الطواغيت والذين في قلبوهم مرض بالتصدي وخلق نظام مستبد كما حصل مع النظام البعثي الصدامي ، ويجب على الشعوب أن تقول رأيها في كل القضايا وخصوصاً المصيرية والمهمة قبل أن تكون أمام الأمر الواقع وعندها تصعب الحلول لهذا قيل الوقاية أفضل من العلاج. إن الثروات الطبيعية وخصوصاً النفط التي يملكها العراق قد أعطى الدستور رأيه فيها وجعل مسؤولية السيطرة عليها من قبل الحكومة المركزية فقط ، لهذا فأي تصرف بهذه الثروة من قبل أي مجموعة أو محافظة أو أقليم وبدون علم الحكومة المركزية يعتبر خرقاً وسرقة لثروات الشعب ، فألذي يحدث من سرقة للنفط في شمال العراق وكذلك موافقة محافظ الموصل بأعطاء أراضي من محافظة الموصل الى حكومة كردستان من أجل إستخراج النفط الموجود في تلك الأراضي يعد جريمة كبرى بحق ثروات الشعب ، وهم الذين يتنعمون بثروات العراق عامة وخصوصاً الوسط والجنوب فأي تعدي هذا وأي تجاوز على الدستور أكثر وضوحاً من هذه السرقة ، فإذا كانت الحكومة المركزية تعاني من الضغوط والمؤامرات ويصعب عليها أن تواجه جميع المخاطر فيجب على الشعب أن يدعمها ويخرج الى الشوارع ويصرخ صرخة رجل واحد كفى كفى تعدي على بنود الدستور و كفى كفى إستخدام بنود الدستور بإنتقائية ونفط العراق للعراقيين كافي حرامية .لقد عانا العراق والعراقيون منذ التغير وحتى هذه الأيام من التهديدات والتعديات على حقوقه من قبل جميع دوا الجوار ولكن هناك تفاوت من دولة الى إخرى ، ولكن أخطر مسألة تهدد مستقبل العراق وشعبه هي مسألة المياه الداخلة الى العراق من دول الجوار وأكثر مياه العراق تدخل من خلال الأراضي التركية ، ولكن في السنوات الأخيرة ضربت تركيا جميع العهود والمواثيق الدولية في توزيع نسب المياه ما بين الدول المجاورة التي تشترك بمصدر مائي واحد ، وقد عملت تركيا الكثر من السدود على دجلة والفرات وقامت بتخزين المياه في أراضيها مما جعل حصة العراق من المياه تقل الى أقل مستوى مما جعل الكثير من الأراضي الزراعي تموت من الجفاف ، ففي هذه الأيام تقوم تركيا ببناء سد (السو) على نهر دجلة مما سيهدد إستمرار هذا النهر من الجريان بإتجاه الأراضي العراقي وأكثر المتخصصين بالثروات المائية يعطون أحتمال جفاف نهر دجلة في عام 2020 مما سيهدد الحياة في العراق ، لهذا يجب أن يدافع الشعب العراقي عن حقوقه التي تكفلها جميع المواثيق الدولية ويخرج الى الشوارع ويطالب الحكومة التركية بالتوقف عن هذا العمل العدائي الذي يهدد حياة الشعب العراقي ويجعله في خطر محدق لا محال ويدفع المنظمات الدولية للضغط على الحكومة التركية لكي توقف هذا المشروع الذي سيجفف نهر دجلة والى الأبد هذا النهر الذي رفد العالم بأهم الحضارات الإنسانية.إن العملية السياسية في العراق تمر في أخطر مراحلها فأما سيثبت النظام الديمقراطي أو سينهدم ، فعملية سحب الثقة أو الأراء التي تطرح حول رفض ترشيح المالكي لولاية ثالثة والتي تخالف الدستور فهذه من الخطوات الخطيرة والتي يجب أن يعطي الشعب رأيه وبقوة لكي يثبت النظام الديمقراطي الذي ضحى من أجل بناءه الألاف من خيرة شبابه .لهذا يجب على الشعب العراقي أن يكون حاضراً في كل القضايا المصيرية حتى يحصل على حقوقه المشروعة ويحافظ عليها لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى .(1)الغرر والدرر ج3ص129 الحديث 4033
https://telegram.me/buratha