( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين )
الذي افرزته عملية التعرض الى موكب الشخصية العراقية الوطنية الاسلامية السيد عمار الحكيم من قبل القوات العسكرية الامريكية واحتجاز سماحته لمدة احدى عشرة ساعة في احدى القواعد العسكرية التابعة للجيش الامريكي في محافظة واسط شيء كثير لا يمكن بالاحوال جميعها ان نستعرضه خلال هذه الزاوية المحدودة بمساحتها ومفرداتها.
المسألة حصلت صحيح لكن الذي لم يحصل حتى اللحظة هو حساب نتائجها النهائية سياسياً ودبلوماسياً ونفسياً ومعنوياً. فالذي استوقفته القوة العسكرية الامريكية ليست شخصية يشتبه بها اسماً او موقعاً او امتداداً او تأثيراً او حسباً او نسباً انما الذي يجب ان نستوقفه هنا هو قرار التعرض لهذه الشخصية العلمائية الميدانية السياسية الثقافية.. حفيد اكبر مرجعية وذات الحضور الفاعل المفعّل لدى كل الاوساط والشرائح الاجتماعية سنية ، كردية، فكرية، علمائية، عشائرية، مدنية، ثقافية.. حيث لا يختلف اثنان على ان قرار اعتراض موكب سماحة السيد عمار الحكيم انما كان القرار الاكثر خطأ في الممارسة والسلوكية الامريكية في العراق منذ دخول القوات هذا البلد للاراضي العراقية وحتى الآن.
ردة الفعل الثائرة المتفجرة المتلاحقة السريعة الشاملة القادمة من كل مدينة وعشيرة وهيئة ومؤسسة وحزب وحركة وجالية واتحاد ونقابة ومجالس محافظات ومحافظين وائمة جماعة وعلماء ومراجع في داخل العراق وخارجه كانت البارومتر الحقيقي الذي من خلاله نستطيع قياس مستوى الخطأ الذي ارتكبته القيادة العسكرية الامريكية ان كان مقصوداً ام غير ذلك.
بلا شك هنا صار بالامكان استحضار المقولة (رب ضارة نافعة) وبالتأكيد نحن لسنا بانتظار وقوع هذه الضارة لمعرفة منافعها فنحن بالتأكيد نعرف ونعرف جيداً وندرك مَنْ نحن، وكيف، وماذا نعمل، وكم هي المسافة التي تفصلنا عن محيطنا. لكن الضارة التي ارتضيناها اصطلاحاً اجبرت كل من لا يقبل ان يفهم طبيعة الاشياء حسب شكلها وحجمها ولونها ان يفهمها بوضوح بعد الآن.
وحسناً ما فعلته الادارة الامريكية عندما اعلنت خطأ ما وقع وزادت ذلك باعتذار لكن يبقى هذا الاعتذار غير كاف ما لم يصار الى اتخاذ قرار امريكي يوقف هكذا تجاوزات على رموزنا الوطنية والدينية ولكي لا تؤدي مثل هكذا سلوكيات الى ازمة لم يكن بامكان الولايات المتحدة استشراف نتائجها وهي في وضع كالوضع الذي تعيش فيه الآن بعد ان وجدت الادارة ذاتها متورطة في حربها على العراق ومتورطة في مواجهتها لغريمها الديمقراطي وفي ازمة مع حلفائها الدوليين واخرى مع اصدقائها الاقليميين لكن ما يهمنا من احداث الـ(11) ساعة في صبيحة الجمعة الماضية اشياء كثيرة لكن بالتأكيد سيكون الاول منها وفيها هو تلك المبايعة العظيمة ليس لشخص السيد عمار فقط انما للنهج الذي لم يرض عنه شعبنا بدي
https://telegram.me/buratha