المقالات

المشروع الوطني أكبر من المصالح الحزبية…

526 07:04:00 2012-06-24

 

ونحنُ نعيش حالة التخبط السياسي والاقتصادي الذي يعيشه العراق، وعدم وضوح تجربته الديمقراطية وأهدافها، حتّى الآن، وغياب الرؤية الشاملة للواقع العراقي، ومرحلة ما بعد خروج التواجد الأجنبي منه، فإن بالإمكان وضع تصورات عملية لما يمكن أنّ يكون طريق عراقيا نحو مشروع جديد، يحاول قدر إمكانه، أن يجد حلولاً عملية، بدل هذا الاختلاف السياسي بين مكوناته السياسية والذي وصل إلى حد التحارب فيما بينها، في طريق مليء بالأشواك والعثرات والكوارث، ما يستلزم وضع خارطة طريق لإخراجه من هذا المأزق.

 

لقد تبنت قوى سياسية كثيرة ما يسمى بالمشروع الوطني العراقي، وادعت إنها تسير وفق برنامجه وتوجهاته التي تؤمن بأن العراق هو بلد لكل العراقيين، لا تفريق بين أبناء الشعب وفقاً لأيّ اعتبارات، عدا الولاء للوطن والتفاني من أجل تقديم الأفضل، وأنّ يكون العراق البلد الذي يحتضن كلّ الكفاءات والمواهب من أجل خير العراق والعراقيين.

 

إنّ من بديهيات خارطة الطريق العراقية التي ينبغي أن يركز عليها المشروع الوطني العراقي هي مصداقية الطروحات الوطنية، ان المشروع الوطني العراقي ليس مجرد لافتة أو شعارات ترفع وهو بحاجة إلى إطار نظري يكون واضحاً ومفهوماً من قبل الجميع، على ان يكون الهدف الأساسي هو تصحيح مسارات العملية السياسية، وان كان غير واضح المعالم بعد إلاّ انه أفضل من مشروع بديل غامض او تشوبه حالات الريب والشك بإمكانية ان القوى التي تحاول رفعه تريد اغتياله مرة أخرى  تحت يافطات تخلصها من الإحراج أمام الشعب الذي يؤمن إيماناً كامــــــــــلاً بأن المشروع الوطني العراقي هو الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف العليا للشعب وللبلد الذي يتمنى أبناءه أن يكونوا بناته الحقيقيون، من اجل رفع رايته وينهض ويودع تلك السنوات العجاف إلى غير رجعة.

 

 إن بإمكان المشروع الوطني ان تتهيأ له فرص النجاح إن وجد القوى الحريصة على حمله وقد طبقت شعاراتها على أرض الواقع وهيأت مستلزمات إنجاحه، وفق صيغ متقدمة وميسرة ومقبولة، وتجاوز مرحلة الشعارات الفارغة، التي لم تحقق من هذا المشروع إلاّ قشوره التي لا تغني ولا تسمــــــــــن، ولا تحقق آمال العراقيين في ان يعيدوا مجد شعبهم الذي كان موحدا متماسكاً متحالفا بين كل مكوناته، بلا تفرقة او تمييز أو تعصب، وهو ما ينبغي ان يتم العمل على تحقيق مضامينه العملية في وقت ليس ببعيد، وان يتم توسيع نطاق العمل الوطني والتحالفات التي تؤمن ببنود هذا المشروع، لان إشراك اكبر عدد ممكن في تطبيق المشروع الوطني يفترض ان تتوفر له النوايا الصادقة والمستلزمات من أموال وقرارات وفرص عمل وظيفية وتشغيلية تجعل الناس تؤمن بإمكانية التعامل الايجابي مع المشروع الوطني، لكي لا يفقد بريقه، لكي يتم استيعاب مضامينه الوطنية بطريقة أفضل.

29/5/624

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك