المقالات

المسلسلات التركية ... ارهاب فكري

896 14:35:00 2012-06-23

احمد عبد الستار الاسدي

لم يعد موضوع الغزو الثقافي من المواضيع التي يمكن حجب النظر عنها او تلك التي لا تستحق تكريس الجهود لتبيان خطورتها على المنظومة القيمية للمجتمع . خصوصا لو علمنا طبيعة الاعمار التي تتابع تلك المسلسلات والتي تنحصر الغالبية العظمى منها بين (10-23) سنة . تلك الفئة التي تعد الاخطر والاكبر تأثرا بالمادة المعروضة . وتميل الى التقليد ومحاكاة اسلوب الحياة التي يعيشها ابطال المسلسل . ويتأثرون ويبهرون بالمنظومة القيمية والاجتماعية التي يعيشها ابطال المسلسل في جو من السرد والاطالة والاجادة على مستوى التصوير والتمثيل يستميل قلوب هذه الفئة المراهقة .

هذه المسلسلات تحاكي بها اليوم تركيا العالم العربي وتحاول تصدير قوتها الثقافية وتجربتها العلمانية عبر وجوه الحسناوات وشبابها الوسيم وقصص الحب المثيرة الى منطقة في تعيش امر حالات الضعف والتخبط على مستويات الهوية والقيم الانحسار الثقافي (ولذلك اسبابه وتفاصيله التي لايسعها الموضوع وربما نعرضها في مناسبة اخرى) في الضوء السطوة الاعلامية الغربية و (المستغربة) ، وصراع الثقافات والحضارات في المنطقة

وكما اسلفت ان تركيا اليوم تصدر تجربتها العلمانية الى مجتمع محافظ ومنغلق الى حد ما عبر تشخيص الطبقة المستهدفة . وهم من فئة المراهقين (وهم اقل لبنات السور تحصينا واسهلها اختراقا) . يتم ذلك عبر اختيار مدروس للوجوه التي تمثل الادوار و نوعية قصص الحب الشائكة والمعقدة والتي كثيرا ما تحتوي على (المحظور) سواء بفكرة او بمشهد ، وكلاهما يغرسان البذور السلبية في قلوب فئة المجتمع الفتية التي تتعلق وتعجب بتلك القصص والمغامرات .

تركز هذه المسلسلات على سبيل المثال على قصص الحب المشبوهة وغير المشروعة فترى المراهقين ذائبين في غرام ابطالها ومبالغين في تفاعلهم وعواطفهم تجاههم . وبالتالي فانهم يتعاطون بصورة طيبعية مع تلك القصص المشبوهة ولا يجدون فيها ما يعد بقياسات مجتمعهم خطوطا حمراء . وتنسحب هذه القصص الى تقبل فكرة (العشق الممنوع) ولا يستثقلون موضوع (اولاد الحرام) و (الاغتصاب) ، ولا تقشعر جلودهم عند سماع احاديث (الخيانة الزوجية) . وبالتالي قد سقط اهم اوتاد الخيمة . وتدريجيا سيتحول (المضيف) الى حضيرة خنازير -اجلكم الله- (ولا شرف ولا ناموس) بفضل "مهند" !!!!

جدا مخجلة ومعيبة تلك المسلسلات الرخيصة ومحرجة اكثر على صعيد النقد والتقييم . اذ تحار في اختيار الكلمات التي تستخدمها في التعبير عنها . مافائدة والنتائج المستقات من تلك المسلسلات التي تستمر اشهرا واشهرا ؟؟ ما هي القيم الاجتماعية والاخلاقية التي تغرس بذورها في ناشئتنا ؟؟ مادورك ايها الاب والاخ ؟؟ ما دور ربة البيت والام في ظل هذا الانحدار او السقوط الحر للذوق العام .

اليوم في ظل تعدد وتشعب وسائل الاتصال والتواصل من تلفاز ومذياع ونقال وانترنت (بكل تشعبات الاخير ومخاطره) يجب علينا التمسك والتشدد والتعصب لهويتنا الشرقية الاسلامية (الحضارية) ومراقبة وتحديد البرامج والمسلسلات التي تتابعها الاسرة وتقيد حرية استخدام تلك الوسائل لمن هم ضمن حدود سن المراهقة فـ(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . فاللبنة الاولى لبناء المجتمع هي الاسرة ، ان صلحت صلح وان فسدت فسد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-06-26
كلام جميل أخي أحمد الأسدي , لقد فعلت اسرائيل هذه التجربة من قبل لأفساد المجتمعات الأسلامية في الدول العربية عن طريق صناعة الأفلام السخيفة من داخل الدول العربية ولا ننسى أبطال هذه الأفلام كسهير رمزي ومديحة كامل وشمس البارودي ونجلاء فتحي وناهد شريف وغيرهن وكذلك حسين فهمي ومحمود ياسين وحسن يوسف وكان التلفزيون آنذاك يبث اسبوعيا ً فلم وأكثر من مسلسل تهدف الى تحطيم الأخلاق . ودخلت الى العراق مجلات الموعد والشبكة . ومن ثم جاء تلفزيون الشباب للأرتل المقبور عدي ليكمل التفاهات . حسبنا الله ونعم الوكيل
احمد
2012-06-24
التربية الصحيحه هي المفتاح في كل عائلة
كلمة
2012-06-23
واقع التربية والحفاظ على الاسرة بات امر صعباً للغاية وليس الخطر على الابناء فحسب فحتى علاقة الزوج بالزوجة باتت في خطر من اثر الاشارات الخفية في تلك الاوهام التي تهدر الوقت وتفتت مابي من حياء احسنتم كثيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك