( بقلم : اسعد راشد )
لطالما تشدق شيخ الدجالين القرضاوي بالجهاد وفتاوي المقاومة ضد المحتلين ولطالما نباحه كان ومازال يصدح رؤوس الاشهاد والمضللين من العروبيين والوهابيين السلفيين فان لقاءه الاخير بوفد اسرائيلي في احدى العواصم ومرافقته لهم الى قاعة المطار لتوديعه كالعبد الذليل فان السؤال الذي يطرح نفسه :
اليس القرضاوي هو من اصدر فتاوي القتل والجهاد ضد "المحتلين" و"المتعاونين" معهم في العراق ودعى في خطبه الشيطانية اتباعه واشياعه وعصابات الضلال السلفية للتوجه الى العراق للقتال الى جانب "اخوانهم" لتحريره من "براثن العدو الامريكي الغاشم"؟ الم يكن القرضاوي احد مشايخ الافتاء الذي حكموا على الشيعة في العراق بالعمالة وعلى الاكراد بالخيانة لتعاطيهم الايجابي مع العملية السياسية وقبولهم بقرارات الامم المتحدة وقرار مجلس الامن حول وجود قوات المتعددة الجنسيات كامر واقع لابد من التعامل معها بالعقلانية والواقعية فيما القرضاوي كان يحرض الجماعات "الجهادية" الارهابية لرفض الاحتلال من خلال اعمال القتل والتفجير واستهدافهم المواطنين الشيعة والكورد وحتى الامريكان بحجة "المقاومة"؟!
الم يبدأ القرضاوي قبل فترة بشن هجوم حاقد وشرس ضد "الكيانية الشيعية" وخاصة سهامه المسمومة الموجهة ضد شيعة العراق داعيا الارهابيين والقتلة من التكفيريين السلفيين الى مساعدة "اخوانهم السنة" في مسعى تحريضي واضح الهدف منه قتل اكبر عدد من الشيعة من خلال المفخخات التي لم تتوقف لحد هذه اللحظة بل وصل الامر الى اخطر من ذلك وهو قيامهم صنع متفجرات تحمل مواد كيماوية سامة وقذرة لابادة الشيعة وليس ادل ذلك ما تم اكتشافه في منطقة "كرمة" خمس مباني اقتحمتها قوات امريكية تحتوي على معامل تحضير لصنع اسلحة كيماوية ومعدات جاهزة لتفخيخ عدة سيارات وصهريج اعتبرها بعض المسؤولين الامريكيين انها موجهة ضد المواطنيين المدنيين ولارتكاب مجازر جماعية ضدهم ‘ هذا الخطاب التحريضي الذي يطلقه القرضاوي ومن على شاكلته وتتبناه قناة الارهاب والحقد والرذيلة "الجزيرة" لايصال رسالة التخريب الى القتلة والمجرمين السلفيين وحلفاءهم البعثيين لتنفيذ اعمالهم القذرة الاجرامية من قتل وتقجير واختطاف واغتصاب هو السبب في تلك الكوارث البليغة التي تحل بالعراق ‘ اليس كذلك يا شيخ المضلين ؟!
نعم لطالما تشدق هذا الدجال بـ"الجهاد" ومفردات المقاومة والوطنية وخطاب "الشرف والكرامة" ولطالما مارس التضليل والعهر الديني والزنا بعقول السذج والجهلة فان هناك جانب اخر من خطابه الذي لم يستطع اؤلئك البسطاء والسذج من ادراكه وازالة الغشاوة عن اعينهم يتسم بالنفاق والكذب والمراوغة وهو خطاب التملق للاسرائيليين والجلوس معهم واقامة الندوات واللقاءات السرية مع عدد من هاخامتهم في العاصمة القطرية بل وقد وصل الامر بهذا المنافق ان يرافقهم حتى المطار ويودعهم ذليلا خاسئا ‘ هذا الرابط يوصل القارئ الى صور القرضاوي في لحظة توديع للوفد الاسرائيلي في مطار الدوحة :
http://www.burathanews.com/index.php?show=news&action=article&id=15857
اما الامر الاخر الذي لم يبدي القرضاوي اي ملاحظة حوله ولم يعترض عليه بل ولم نجد منه ان يطالب حكام قطر مراعاة لمشاعر "اخوتهم" الفلسطينيون وهو مجيئ "شمعون بيريز" الى الدوحة وتجواله في اسواقها ولقاءه بالمواطنين وكأنه يتجول في شوارع تللأبيب ومصافحته للطالبات في جامعة قطر والانكى من ذلك هو زيارته لقناة "المقاومة" اي قناة النباح والنعيق والزعيق "الجزيرة" واحتفاء المهرج فيصل القاسم به واخذه الى استوديوهاتها واللقاء بالحسناوات من المذيعات في جوقة القاسم ‘ وهذا الرابط ايضا يوصل القارئ الى حقائق جديدة حول كذب ونفاق الخطاب العربي والسلفي :
http://www.shababek.de/pereez.htm
هنا نود ان نتساؤل ماذا كان يحدث لو ان شمعون بيريز كان يتجول في اسواق بغداد او اربيل او السليمانية او جلوسه في منتجع الدوكان مع الرئيس مام جلال مثلما جلس وصافح مع امير قطر في الدوحة ‘ فهل كان فيصل القاسم او القرضاوي يسكت عن الامر دون ان يقيموا الدنيا ولم يقعدوها على السيد جلال وزميله المالكي بل ولم يسترح لهما البال حتى يجيشوا كل الاغبياء والجهلة وعطاشا الدماء ضمن خطاب تحريضي وتخويني للعراقيين لتبرير قتلهم وتدمير بلادهم ؟!
بالطبع هناك حقائق في عالم السياسة لم يشأ البعض التطرق اليها خاصة ازاء الحالة الديماغوجية التي يتعاطى بها بعض الاطراف الاقليمية والتي تترك بصماتها على شحن الكثير من النفوس باتجاهات سلبية اوايجابية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والجانب البروجماتي منها والذي يتسم به عادة بعض القادة في المنطقة ولا يسعنا هنا الا ان نذكر النموذج التطبيقي لذلك والمتمثل في موقف رجب اردوغان رئيس الوزراء التركي "المتدين" والمنتمي الى الخط الاسلامي التركي ولقاءه الاخير برئيس الوزراء الاسرائيلي في اسطنبول دون ان يثير ذلك اي اعتراض او رد فعل سلبي من جانب المتطرفون والعروبيون والسلفيون بل تناقلت الفضائيات العربية الخبر كاحد مظاهر البرتوكولات الديبلوماسية فيما التخوين دائما يلاحق اخوتنا الكورد بانهم حولوا كردستان الى اوكار للموساد دون اي دليل و الحال ان الاعلام الاسرائيلية ترفرف في اغلب العواصم العربية السنية ‘ هذا الامر يطرح بحد ذاته السؤال حول الاشكاليات التي ممكن ان يثيرها هذا النموذج فيما لو طبق في العراق وقام العراقيون بانتهاج ما يجلب على بلدهم الامن والاستقرار والازدهار حيث هل يصح ما هو حلال للقرضاوي وال ثاني ورجب اردوغان ان يكون لغيرهم حرام بغض النظر عن المزايدات والشعارات التي يريد البعض تمريرها حصرا على الحالة العراقية او حتى الايرانية تحت يافطة "المبادئ" و"الخطوط الحمراء"!
فهل ما هو حلال للقرضاوي هو حرام علينا ؟!
https://telegram.me/buratha