بقلم الباحث احمد الشجيري
"يوسف وموسى وطالوت ومحمد" صلى الله عليهم وسلم من رسل وأنبياء الله، اثنان من الرسل أولي العزم (موسى ومحمد)، ولإثنان الآخران من أنبياء بني اسرائيل، وان أحدهم هو ابن اسرائيل ذاته الذي هو يعقوب عليهم السلام، والآخر هو النبي الملك -رغم الخلاف حول الملك عند اليهودية-لكنه اختير لما فيه من صفات القيادة. محمد صلى الله عليه واله وسلم هو خاتم الأنبياء ورسل الله، وهو اللبنة الأخيرة في صرح الأنبياء الذي شيده الله لخلقه في الأرض، ودينه هو خاتم الديانات السماوية. القرآن ذكر جملة من الصفات القيادية لهؤلاء الأنبياء الثلاث وهي خمسة (الحفظ، العلم، القوة، الأمانة، بسطة في الجسم)، وقد ذكر القرآن الصفات القيادية لنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وهي كثيرة منها (الشجاعة، واللين، التواضع، والرأفة، والشدة، و....) عليه من يتطلع الى منصب قيادي لابد أن يتوفر فيه هذه الصفات القيادية, (الأمن الغذائي، والأمن السياسي، والأمن الإجتماعي، والأمن الأخلاقي) هي مخرجات هذه الصفات القيادية للأنبياء الأربع. يوسف عليه السلام عندما أدرك خطورة الحالة لدى تفسيره لرؤيا الملك، طلب أن يجعله على خزائن مصر من أجل السنابل الخضر والبقرات الثمان (اجعلني على خزائن مصر اني حفيظ عليم)، فأظهر لياقته وأهمية صفتي (الحفظ والعلم) للأمن الغذائي، وهاتين الصفتين من الصفات الضرورية والحساسة لأي قائد وقدوة ومسؤول في أي منصب سياسي أو اداري. موسى عليه السلام عندما خرج خائفاً يترقب، توجه نحو ماء مدين، فصنع معروفاً لإبنتي شعيب عليه السلام، واقترحتا على أبيهما أن يستأجيره لما فيه من الأخلاق الجمة (يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين)فهاتين الصفتين (القوة والأمانة) هي من صفات القائد أو الأسوة الإجتماعية الأخلاقية. وطالوت عليه السلام هو أول ملك بني اسرائيل، وقد طلب اليهود من قضاتهم أن يقوموا بتعين ملك لهم، فرغم تخوفهم من نظام الملك والذي كان يتمثل في التسلط والإستبداد، لكنهم من أجل الضروة سمحوا بهذا النظام فاختير طالوت عليه السلام لهذه المهمة الصعبة والكبيرة، وسبب اختياره هو صفتان تميز بهما عن غيره جعل منه قائدا عسكرياً كبيراً وهما (البسطة في الجسم والبسطة في العلم) فقد قال الله تعالى حاكياً قصة طالوت وذكراً هاتين الصفتين القيادتين (وزاده بسطة في الجسم والعلم). أما محمد صلى الله عليه واله وسلم فهو خاتمهم وقد حباه الله بجملة صفات قيادية منها على سبيل المثال لا الحصر (الشجاعة والتواضع والرأفة واللين والشدة والكرم و.....) واذا تقرأ القرآن أو السيرة لوقفت على عشرات الصفات القيادية الأخرى في نبي الرحمة والملحمة. فمن أجل تحقيق السعادة الحقيقية النسبية للمجتمع لابد على من يتصدر أو يترشح لكي يتصدر أن يتحلى بهذه الصفات القيادية من أجل تحقيق هذه الباقة من الأمن التي تحقق قمة معاني السعادة الحقيقية في الحياة .الصحيح ان سماحة السيد عمار الحكيم ينتمي الى أسرة علمية دينية تمتلك رصيداً كبيراً من الفكر والعمق الحوزوي وسجلاً تضحوياً مخضباً بالدم قدمت فقهاء كباراً على طريق الاسلام المحمدي ونالوا الشهادة الرفيعة وكانت ومازالت هذه الاسرة الشريفة تحظى باهتمام واحترام ابناء العراق والوطن العربي والعالم الاسلامي.ومن المؤكد ان سماحته عاش تجربة كبيرة الى قرب عمه شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي اولاه عناية خاصة واهتم به واصطحبه معه في اهم ميادين السياسة والجهاد وله عناية ورعاية من ابيه الراحل السيد عبد العزيز الحكيم الذي كان ينظر اليه بعين التفاؤل والامل وقد اشار اليه في وصيته بما يستحقه.ومن الضروري ان هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في إذكاء الروح القيادية وتنضيج الافق الريادي وتعميق مرتكزات الوعي بالتجربة والخبرة وتضيف إلى سماحته قدراً من النضج والبداهة والوعي والرؤية المعمقة.ً ان القدرات الذاتية والإمكانات الشخصية التي يتمتع بها سماحة السيد عمار الحكيم رجحته لكي يأخذ موقعه الحقيقي في قيادة المسيرة خلفاً للراحل السيد عبد العزيز الحكيم.
https://telegram.me/buratha