العراق بلد الحضارات والكبرياء، وقبل هذا بلد الأئمة الأطهار(عليهم السلام).. والمتتبع لتاريخ العراق يرى انه منذ فجر التاريخ، والأنظار متوجهة صوبه، وذلك لما يتمتع به من موقع استراتيجي مهم حيث يقع (العراق) في المنطقة المعتدلة الشمالية من الكرة الأرضية و يجاوره عدد من البلدان العربية وغير العربية، وقد تمتع منذ القدم بأهمية خاصة نظراً لموقعه المميز والذي يربط آسيا و أفريقيا و أوروبا، كما انه يمثل اقصر الطرق بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وهذا ما يجعل من العراق احد أهم المحاور في الكرة الأرضية, وأصبحت أهميته لا تضاهى بعد اكتشاف البترول، حيث يمتلك ثاني اكبر احتياطي مؤكد من النفط، وبسبب توقف عمليات التنقيب والبحث عن النفط لعقود طويلة بسبب الحروب التي شنها نظام صدام ضد دول الجوار، لهذا يعتقد بأن العراق يمتلك الاحتياطي الأول في العالم.هذا إضافة إلى أن ترابط أراضي العراق المباشر من بعضها، قد كان له التأثير منذ القدم على تسهيل عملية التنقل بين هذه الأراضي, ويمكن تلخيص أهمية العراق من خلال النقاط الآتية:
1- وقوع العراق على رأس الخليج العربي وعلى الطريق الأقصر الذي يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي0
2- تعد بغداد مركزاً مهماً لملتقى الطرق البرية في الشرق الاوسط0
3- يقع العراق على اقصر الطرق الجوية التي تربط بين غرب أوربا وجنوبها من جهة، وجنوب شرق أسيا واستراليا من جهة اخرى0
4- يشكل الخليج ووادي الفرات طريقاً سوقياً مهماً بامتداده إلى مواني البحر المتوسط0
5- لقد دخل العراق كمنطقة إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية لتامين إمدادات النفط لها ولحلفائها الأوربيين، فضلا ًعن انه أصبح بمثابة منطقة وثوب ستستخدمها القوات الأمريكية للتحرك نحو وسط وشرق أسيا، بعد أن بدأت تباشر عمليات تامين مصالحها بنفسها دون الاعتماد على حليف كما كانت تفعل في السابق بمناصرتها إسرائيل على مدى أكثر من نصف قرن منذ عام 1948م0
6- يقع العراق على منطقة الفصل بين الحضارات المختلفة العربية والفارسية والتركية والكردية ومن ثم فان قرب الولايات المتحدة من هذه الحضارات ومحاولة تحريك القوميات التي تنتمي لهذه الحضارات بما يخدم مصالحها جعلها ترجح أن تكون قريبة من هذه المنطقة وتباشر هذه المصالح بنفسها .
هذه الأمور جعلت العراق أن يكون رائدا في كل شيء وكذلك مكنته من أن يقود العالم ويعلم الدنيا أبجديات الحضارة والكتابة والعدل وفن الهندسة والعمران والكثير الكثير من الأمور التي لا يختلف عليها احد، كما أن هذه المميزات جعلت من ا لعراق أن يكون مطمعا لمعظم الدول التي ما انفكت عن العمل من اجل السيطرة على مقدراته سواء عن طريق الاحتلال المباشر أو من خلال أجندات خاصة تنفذ عن طريق أدوات تعمل لحساب هذه الدولة أو تلك والوقت الحاضر خير دليل على قولي هذا ، ولو نظرنا بشكل أكثر وضوحا، نجد أن اغلب الدول تريد السيطرة على العراق لا من اجل خيراته بل من اجل لأنه (العراق)!!.. وعلى سبيل المثال هناك دول تحيط بالعراق بمعنى دول الجوار وهي دول شقيقة وصديقة والذي يهمنا الدول الشقيقة حيث توجد إحدى هذه الدول (الشقيقة) التي تملك مساحة من الأرض هي أضعاف مساحة العراق وليس هذا فحسب بل تمتلك ثروات هائلة.. ولكن مع هذا نجد أن هذه (الشقيقة) تعمل جاهدة بكل ما أوتيت من قوة من اجل السيطرة على مقدرات العراق، وذلك لسبب بسيط وهو أنها تعرف أن العراق يمثل (درة ثمينة)، والسيطرة على هذه الدرة وامتلاكها إنما يمثل امتلاك زمام الأمور في المنطقة والعالم.
لذلك فأن أصحاب الحل والعقد في العراق تقع عليهم اليوم مسؤولية كبيرة وخطيرة، وهي تفويت الفرصة على أعداء العراق وتفويت الفرصة حسب اعتقادي يأتي في العمل على نكران الذات ونكران المصلحة (الفئوية) الضيقة ونكران مصلحة الحزب أو الكتلة والنظر بكل شفافية ومصداقية إلى المصلحة العليا والمصلحة الكبرى للعراق.
إن رجال السياسة يجب أن يجلسوا إلى طاولة مستديرة متناسين كل الخلافات الحزبية أو القومية أو الدينية والانتباه إلى البيت العراقي والعمل على عمارة هذا البيت لان الأوطان تبنى بسواعد رجالها دون الانتقاص من دور المرأة في بناء الوطن باعتبارها الأم والأخت والزوجة والبنت وباعتبارها مركز الحنان ومركز لم شمل الأسرة .
29/5/623
https://telegram.me/buratha