المقالات

ازمة تخفي ازمات اكبر

1235 00:00:00 2012-06-23

 

 

ازمة الثقة الراهنة، على كبرها ودلالاتها، تخفي ازمات اكبر.. فمنذ عقود ونحن لا نقدم حلولاً لقضايانا الاساسية.. ونستمر دون ان نسائل انفسنا.. هل تحسن امننا عما كان الامر عليه في الخمسينات والستينات؟ وهل افاقنا الاقتصادية افضل؟ واسسنا لنظام حقوق ومصالح يحقق التقدم والرفاه؟وهل تحسنت الزراعة والصناعة والخدمات؟ ام ازداد اعتمادنا على النفط؟.... وهل قدمنا حلولاً جدية لمسائل الفقر والجهل والتعليم والصحة والبيئة والمياه والطرق الخربة والبيوت الصفيحية والكهرباء والمواصلات والاتصالات.. وغيرها من مستلزمات تخرجنا من دورة التخلف وتدخلنا في دورة التقدم؟

ولاشك لدينا ان البلاد ستستمر في انتاج الازمات التي هي ليست مجرد اختبار لاشخاص.. بل اختبار للنظام الجديد..وهل سيعيد انتاج علاقات الماضي ونتائجها ام سينجح في انتاج علاقات جديدة ونتائج نرتقي بها لمصاف الامم الناهضة. فالازمات المزمنة وتكرارها هو كالامراض المزمنة.. عطل لنظم الحياة ولحسن عمل الاعضاء والمركبات.. التي تقود للنوبات والعذابات او المصير المحتوم.

والخوف كل الخوف، ان نكون قد سقطنا في حالة نعتبر التعايش مع الازمات حلاً لها.. فندخل الحروب فيما بيننا ومع جيراننا.. او نتحمل تفجيرات القاعدة والارهاب ونقدم يومياً عشرات ومئات الضحايا فلا نجد من حل سوى التبريرات وبكاء موتانا وادانة اعدائنا.. او ان نعتاد انعدام الخدمات، وتراجع مؤشرات التقدم، وغزو جيوش العاطلين والخراب والقاذوراتوالروائح الكريهة والفوضى، ورواج اخلاقيات الكذب والغش ، والفساد.. لنرمي المسؤوليات على غيرنا ولا نحاسب انفسنا.. ولا نعتبر ذلك سبة واهانة لسيادتنا وكرامتنا، لكننا ننتفض اذا ما مساحدهم مسؤولاً او زعيماً.

مرت امم غيرنا بما هو اسوء مما نعيشه، وامتلكت امكانيات بشرية وطبيعية اقل مما لدينا.. لكنها استطاعت عبر قيادات مسؤولة، وعمل دؤوب، وتعاضد ابناء الشعب، والتخلي عن اساليب المخادعة.. والالتزام بالمصارحة والصدق والمناهج البناءة العملية والعلمية من الانتقال من وضع لاخر جديد تماماً. فالاعداءالتاريخيون ليس هذا الشخص او ذاك الحزب او تلك الدولة.. بل العنف والفقر والجهل والتفرقة وسوء الادارة والفساد.... والقوة -اساساً- ليس ابراز العضلات والتصريحات النارية، واثارة الاحقاد، بل الكفاءة والامانة والعمل والتعليم والنظام والقانون والحقوق، وجعل ميزان الصالح والطالح ليس الادعاءات، بل تحقيق الخير والتقدم بالوقائع والارقام.. ووضعها لخدمةالانسان والمواطن، الذي اكرمه الله سبحانه، ولم تكرمه نظمنا.

 

5/5/623

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سالم العراقي
2012-06-27
لك كل التقدير من شخص احبك في الله يادكتور عادل ويقينا انك احببته، وعذرا انه لم يكتب اسمه الصريح ولكن يكفيه انه التقاك مرات وتحدثتم في الشأن العراقي..كل العراقيين ارادوك لرئاسة الوزراء، وتحظى باحترام غالبية العراقيين والكتل ، ولكن للاسف نقوا ان موقف المجلس الاعلى ومنظمة بدر لم يكن صلدا معك، وبعض متسولي المناصب من التيار الصدري وقفوا ضدك، والمالكي بالمطلق عدو لك، العراقية والاكراد والشرفاء أرادوك ولكن ايران رفضتك، لكي ما يصير براس العراق خير..تبقى علم اخي دكتور عادل
علي الغانم
2012-06-25
فكر وقاد ومنهج واضح ونزاهة وعفة وشرف وتواضع وموضوعية ومهنية عالية ... ما احوجنا اليوم لكل مايحمله السيد الجليل عادل عبد المهدي من صفات لقائد لمثل هذه الظروف فعراقنا لن تستقيم اموره ولن يخرج من مسلسل ازماته المتلاحقة وعصا القيادة بيد من امتهن الكذب وسيلة لادارة البلاد.
علي السيد مهدي
2012-06-25
تحياتي الى الدكتور عادل عبد المهدي متى يتعلم الشعب وينتخب الاشخاص المناسبين الذين يوصولننا الى بر الامان والتقدم. الازمة التي يمر بها العراق وسببها السياسين والشعب الذي اختار مثل هؤلاء الاشخاص الذين يخلقون الازمات يمكن من خلال هذه السنتين والازمة التي نمر بها ان يميز بسهولة الاحزاب والاشخاص الجيدين الذين يمتلكون الكفاءة والامانة.و وانتخابات المحافظات قريبة وهي اختبار للشعب هل وصل الى التميز بين الذي يريد مصلحة الشعب ام مصلحة نفسه والركض وراء السلطة والمنصب.
كلمة
2012-06-25
العجب كل العجب يا دكتور ان الفرد العراقي لم يصل الى مرحلة النهوض بالواقع فيكتفي الفرد بايجاد البدائل التي تقلل من كرامته ويساير كل واقع مؤلم ولا اعلم لما>ا هل هو يأس أو اعتياد ال>لة او عدم الاحساس بحجم المأساة هناك قطاعات من السهل ان نرفع مستواها دون الحاجة لميزانيات ضخمة واولها التعليم ولكن لاتوجد همة ابداً ولا اعلم ما>ا ننتظر
امجد سعيد جاسم
2012-06-24
اتمنى ان تقرأ وبتمعن هذه المقالة من قبل كل المسؤولين في الدولة بل وحتى المسؤولين في الدوائر الخدمية والثقافية والاقتصادية ووو الخ وليحاسب كل مسؤول نفسه عن ماذا قدم وهل هو اهلا لمنصبه ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه تحياتي للاستاذ د عادل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك