خضير العواد
لقد أربكت عملية سحب الثقة الساحة السياسية وجعلت البلد بجميع مكوناته يقلق من المجهول الذي قد يعصف بالبلاد من خطوة غير مدروسة تسيّرها المصالح الحزبية والمواقف الشخصية ، فالمواطن العراقي قد ضاع يومه مابين عدد المقاعد التي تحتاجها عملية سحب الثقة هل كملت أم لم تكمل ، وهكذا فأنه يترقب الأخبار وتنتقل روحه ما بين الأجتماعات التي تنتقل من محافظة الى أخرى ويحبس الأنفاس الى أن يعرف نتيجة الإجتماعات ، فبعد أن كانت أغلب الكتل التي تشترك في الحكومة تنتقد الحكومة (أي رئيس الوزراء ) بسوء الخدمات وخصوصاً الكهرباء( علماً إن وزير الكهرباء من القائمة العراقية أما بقية الوزارات الخدمية فيديرها وزراء أغلبهم من التيار الصدري) ونحن على أعتاب موسم الصيف الحار جداً في العراق ، أضافت هذه الكتل الى سوء الخدمات سوء التصرف والأدارة بالمهام الملقاة عليها ، فبعد أن أختار المواطن العراقي هذه القيادات لكي تريحه وتقدم له أفضل وسائل الطمأنينة والراحة والإستقرار قدمت له قيادات تقود العمليات الإرهابية وتقتل الشعب بأسوء الطرق وأبشعها في العالم ، قدمت له قيادات تحركها دول الجوار وتقوم بتنفيذ كل مخططاتها التي تهدف الى تحطيم العراق إقتصادياً وسياسياً وفي كل يوم نلاحظ مؤامرة جديدة تهدد أستقرار المواطن وأمنه ، قدمت له قيادات كل شئ عندها بثمن والذي يقدم العرض يشتري أما مصلحة المواطن فهذه شعارات تتغنى بها هذه القيادات ، وأما أخر مخطط تنفذه هذه الكتل هي عملية سحب الثقة عن رئيس الوزراء الذي وصل الى هذا المنصب عن طريق صناديق الإقتراع ، وقد أستعملت هذه الكتل كل أنواع الخطاب من ديني وسياسي وقومي وتهديد وترغيب من أجل الحصول على العدد الكافي من المقاعد التي تؤدي الى سحب الثقة عن رئيس الوزراء الذي وصل الى هذا المنصب ضمن سلة واحدة وهي الرئاسات الثلاث بالإضافة الى كابينة الوزراء ، علماً لم يقدم لهذه اللحظة الذين يطالبون بسحب الثقة الخطوات التي ستلي سحب الثقة؟؟؟ أو لماذا تسحب الثقة ( السبب الحقيقي لا الأعلامي ) ؟؟؟؟ وهل الذي سيتولى هذا المنصب يحصل على ثقة الكتل جميعها ؟؟؟ وما الفرق بينه وبين رئيس الوزراء الحالي حتى يحصل على الثقة ؟؟؟؟؟ هذه كلها أسئلة مهمة وتخص المواطن بشكل مباشر ويجب أن تجيب عليها هذه القيادات التي تريد فقط سحب الثقة عن رئيس الوزراء كأنما عملية سحب الثقة عنه أصبحت لهذه القيادات حياة أو موت ، ولكن المعنيّ الحقيقي بهذه المشكلة هو المواطن ولكن قادة هذه الكتل لم تستشيره عن هذه العملية التي فشلوا بها وأثبتوا عدم خبرتهم في القيادة والإدارة ، لهذا السبب يجب أن يُسأل المواطن عن موافقته بسحب الثقة أم لا ، ومن بعد هذه النتيجة يجب أن يأخذوا الخطوات القانونية التي تدعم رئيس الوزراء إذا كان الشعب قد رفض سحب الثقة أو يطبقوا الدستور إذا كان الشعب قد وافق على سحب الثقة ، لهذا يجب على القيادات أن يتركوا الشعب يختار مستقبله بنفسه بعد أن فشلوا في تحقيق ما يصبوا إليه .
https://telegram.me/buratha