أبو طه الجساس
عند سماع بعض المفاهيم والكلمات عادةً يتبادر ويتداعى إلى الذهن معاني معروفة ومصداق للمفهوم , وعند سماعي لكلمة الحملات تنساب إلى ذاكرتي أمثلة مريحة مثل حملة تنظيف المدارس أو الشوارع أو حملة جمع تبرعات للفقراء أو لمشروع معين وكذلك حملة الكشافة في المدارس .., ألا انه بعد اطلاعي ومشاهدتي اليومية للحملات ألإعلامية المتبادلة بين السياسيين , كسر ألأثر ألايجابي للكلمة وبدأ المفهوم الجديد يفترس ويكشر عن أنيابه ولعله يكون هو الضربة القاضية التي تقتل فيها العملية السياسية ,
إن الحملات ألإعلامية المتبادلة اختلط فيها الحابل بالنابل والصدق بالكذب وصار فيها التسقيط هو الغاية , والمنفعة الشخصية والحزبية والفئوية هي المسيطرة , بل قادت إلى انه كل أطراف تتكبد خسائر كبيرة لا تقاس بها بعض المنافع الضيقة والمحدودة , والوطن هو الضحية بأداة من قالوا أنهم خدام ورعاة ! , يجب إن تتوقف هذه المهاترات المخجلة التي زادت من ضعف الحكومة وقللت من هيبة القانون , بحيث إن الاتهامات كبيرة ولا أثر لأي متابعة ومحاكمة مما زاد من حدة الحملات ألإعلامية الصارخة والمذهلة , إن الابتزاز الذي تمارسه هذه القوة الحكومية والحزبية وارتزاقها السياسي من خلال أداة أو وسيلة ألإعلام , يفوت فرصة عمل ألإعلام في ممارسة دوره الحقيقي, وهو دور تثقيفي وتنويري ومساهم في تقوية وشد أواصر الوطنية والمحبة ورسالة تفاهم , وبرزت في هذه الحملات السلبية وسائل إعلام حكومية كانت يجب أن تكون هي أبعد ألإطراف من المساهمة فيها , ألا انها انتهكت المهنية وسارعت إلى الارتماء بحضن من يمسكون السلطة والنفوذ ' فقرأ على ألإعلام السلام , إن عدم توقف هذه الحملات سوف يزيد الأمور سوءاً وتعقيدا , وسوف يقوض ويهدر فرص التوصل إلى صيغ حلول معتدلة ووسطية , ويمحي الثقة ويضعف العلاقة , ويعرقل عملية التنمية للمواطن والوطن, مما يضيع فرصة العيش بسلام , ولعله هو أسلوب انتحاري سوف تظهر نتائجه ألانفجارية بعد حين , فالحذر الحذر من ألاستمرار في الحملات ألإعلامية , ولندع لدماء الشهداء اعتبار ,ولضحكة ألأطفال مكان وللدين والقيم أثر, ولنستعين بالخيريين والحكماء في تسوية الأمور, والاحتكام إلى العقل وترك التشنج والتعصب في إطلاق التصريحات , للمصلحة العامة وهي مصلحة الجميع , وبغيرها نكون على شفا حفرة من النار.
https://telegram.me/buratha