سعيد ألبدري
يبدو أن الأمور في عراقنا الجريح بدأت تسير نحو المجهول الذي طالما حذر ويحذر منه الحريصون على مستقبل البلاد، ففي الوقت الذي يلوح البعض بقدرتهم على الفوز بمكتسبات ضيقة جديدة تتضاعف خسائر العراقيين جميعاً في ظل هذا الإصرار الأرعن من قبل هؤلاء على السير نحو هاوية التقاطع التام وغياب سلطة الدولة وضياع هيبتها حتى تجرأ من هب ودب ليجد نفسه لاعباً في ساحة العراق ويريد أن توضع أملاءاته على رأس القائمة وتؤخذ بمشورته لأنه فلتة زمانه، فيما تتصاعد حمى الصراع الداخلي بين السياسيين وتنشب نارها تاركة وراءها رماد الحسرة التي ستحل حتما وبلا أدنى شك ان تواصلت التصعيدات وحروب التصريحات الرخيصة, مع كلّ هذا تكشف بعض المصادر بأن الرئيس جلال طالباني ينوي تقديم استقالته من منصبه فور عودته إلى العراق بعد إنهاء فترة علاجه في ألمانيا.ويأتي هذا القرار الذي لا نتمناه بكل تأكيد في حال تم الضغط عليه ومورس بحقه إرهاب من نوع آخر لتغيير مواقفه و قناعاته بشأن الأزمة السياسيّة الراهنة التي تعصف بالبلاد، وبعيداً عن ردود الأفعال المتباينة حيث ترى بعض الأطراف في هذا الإعلان ورقة ضغط يمارسها طالباني على القوى السياسية المتصارعة من اجل تغيير مواقفهم باتجاه عدم سحب الثقة عن رئيس الوزراء "لابدّ من الالتفات إلى مدى خطورة تقديم رئيس الجمهورية استقالته من منصبه في ظل الأزمة الخانقة وما يترتب عنها إذا ما حصلت من تأثيرات سلبية في العملية السياسية ". وما تخلفه من فوضى عارمة وللأمانة فإن موقف طالباني لم يكن مؤيداً للمالكي بكل توجهاته وخطواته بقدر ما كان حرصا على وحدة البلاد وإشعار الآخرين بمدى خطورة الخطوة التي سيقدمون عليها وما تعنيه كونها ستكون بمثابة ضربة قاصمة لمفهوم الثقة والترابط بين المكونات التي قفز عليها الفرقاء والتي لم يدركها حتّى المالكي نفسه حين سمح لبعض المطبلين من أعضاء ونواب كتلته بالذهاب بعيداً وتجاوز كل الخطوط الحمر عبر تصريحات لا استطيع ان أصفها إلاّ بالحمقاء، وها هو اليوم يحصد ثمار ما زرع غيره من بذور الفتنة والشقاق في لعبة أستهوت الأطراف الأخرى حتى رأت أنها قادرة على السير فيها إلى ابعد حد وان كانت أثمانها باهظة ويدفعها شعبنا من أمنه وراحته واستقراره حيث لازال يعاني الأمرين ومع التقدير الكبير للصلابة التي أبداها الرئيس طالباني ومواقفه الجليلة التي أثبتت حكمة بالغة وبعد نظر لا يملكه غيره من الفرقاء، فأننا نرى ان تقديم مثل هذه الاستقالة ان صحت الأنباء التي تحدثت عنها ان لم يكن لها أسبابها الوجيهة خارج إطار هذه الأزمة فأنها ستكون خسارة كبيرة للعراق وللحمته وقراره الوطني، من هنا لابد للرئيس الذي نتمنى له العودة السريعة إلى ارض الوطن سليما معافى
https://telegram.me/buratha