خميس البدر
لطالما توقفت وتساءلت عن السر في بقاء العملية السياسية وبحثت عن اسباب استمرارها رغم كل ما مربها ووقع عليها و ما واجهته من صعاب وامتحانات, ومع كل مرحلة تمر على هذه العملية تتعزز قناعتي و يظهر الدور المحوري للمجلس الاعلى ونهج وفكرشهيد المحراب قدس سره وتركيز رؤيته وجهوده واستمرار ذلك النهج في الحفاظ على هذا المشروع وديمومته بما بذلوه اولا في تحقيقه ابان مقارعة البعث الكافر وطاغيته ومسخه المقبور, وثانيا في التضحية والصبر والعمل على جعله امر واقعا وممكن الحصول والوقوف امام كل تلك المؤمرات والتحديات, وثالثا الاستمرار على انجاحه واستمراره واصلاحه وترميمه وترشيحه وتخليصه من الاخطاء التي رافقته ليصل الى التكامل وان يكون نموذج يحتذى به من قبل الاخرين. وهذا مايبدد استغرابي وفسر لي تحركات السيد عمار الحكيم الاخيرة في عدم تأييد سحب الثقة عن رئيس الوزراء والحكومة رغم عدم قناعته بادائها وعملها وملاحظاته على كيفية معالجتها للملفات العالقة واخفاقها بتقديم الخدمات للمواطن العراقي, وعدم ايفائها بشعاراتها الانتخابية, ومع عدم مشاركة المجلس الاعلى في تشكيلها او وزاراتها الا انه يعمل ليل نهار على حل الازمة ويقارب وجهات النظر بين الفرقاء .ان مايقوم به السيد الحكيم من جهد هو امتداد لكل ذلك التاريخ المشرف لشهيد المحراب وعزيز العراق, وهووفاء لدماء الشهداء التي ضحت من اجل هذا المشروع والتضحيات التي قدمت وهو استمرار بالعمل وعدم التقاعس امام الواجب نعم فالسيد عمار الحكيم قالها مرارا نحن لا نبحث عن مكاننا في المشروع بقدر ما نعمل على انجاحه وهذا هو شعار وواقع المصلحين دائما وعلى مدار التاريخ, ففي الوقت الذي كانت الازمة تتفاقم وتنشطر كل يوم بل في كل ساعة ومع كل تصريح ومع ماحدث من تفاعل الجميع مع توجهات وتحركات المجلس الاعلى والسيد الحكيم بالعودة للحديث عن الحوار والالتقاء وحلحلة المشاكل وامكانية الاتفاق, ولكن ومع مابذله من جهد وتسامي عن الصغائر ومع ما نسمعه من امتداح لمواقفه من الجميع الا انه لم يحسب على طرف معين بل يحسب على العراق وعلى المشروع الذي امن به وهذا السر في استمرار العملية السياسية وبقائها وهذا ما يعرفه الجميع ويميزه عن الجميع وهو السر في نجاح هذا المشروع وبقاءه صامدا بوجه كل هذه التحديات داخلية كانت او خارجية على مدى الاعوام الماضية ...
https://telegram.me/buratha