حيدر عباس النداوي
لم تنتهي بعد فصول ازمة سحب الثقة عن المالكي التي يطالب بها عدد غير قليل من النواب ومن الكتل السياسية رغم انهم لم يتمكنوا حتى هذا الوقت من تحقيق مكاسب حقيقية في مساعيهم التي أفشلت محتواها في قسم منها المطامع الشخصية واختلاف التوجهات ودهاء المالكي وحنكته واحتراق الوقت.ومع استمرار الازمة السياسية وعدم ظهور بوادر حقيقية من قبل المتخاصمين للوصول الى النهايات التي يسعى كل طرف اليها يبقى المواطن العراقي هو الخاسر الاول والاخير في معركة كسر العظم التي يتخندق فيها الفرقاء السياسيين ضد بعضهم البعض, لان معركة الفرقاء ليس من اجل الاسراع بتقديم الخدمات اليومية او تحسينها او توفير الطاقة الكهربائية او الماء الصالح للشرب او تحسين الوضع الصحي او القضاء على البطالة او زيادة المساحات الخضراء اوالقضاء على التصحر او بناء برج المالكي على غرار بناء برج خليفة, بالنتيجة هي معركة مصالح ومعركة حسابات شخصية غابت فيها رؤية المنطق وتخلى عنها صوت الحق ومخافة الله ورهبة وسطوة الشعب الهادرة.وفي مثل هذه الحالات وكما هو معمول به في معظم دول العالم يبقى موقف مجلس النواب هو الاقوى والأشد تاثيرا لانهاء الازمات وتشريع القوانين والضغط على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لوقف تداعيات اعمالها التي تضر بمصلحة الشعب, لكن الوضع في العراق مختلف كليا عن الوضع الطبيعي وعن حسابات المنطق فاعضاء مجلس النواب ليسوا ممثلين لابناء الشعب العراقي بل هم ممثلين للكتل السياسية والاحزاب التي ينتمون اليها وان مواقفهم انعكاس لمواقف هذه الكتل.ويبدوا ان مجلس النواب في طريقه لان يغلق ابوابه حتى يتفرغ النواب لبدأ معركة الدفاع المقدس عن حقوق قادة الكتل وامتيازاتهم رغم انهم لم يغيبوا عنها في الايام السابقة لكن الاعلان عن تاجيل جلسات باكورة الفصل التشريعي الجديد فأل سيء للحالمين والمتفائلين.اعتقد ان صراع الارادات والمصالح سيتجه في الايام القليلة المقبلة الى مجلس الوزراء لان من يتواجد فيه ليسوا اناسا من كوكب شفاف ومحترم بل هم نتاج الكتل السياسية المتخاصمة وبالتالي فان التلويح بفتح الملفات على خلفية التهديد باستجواب المالكي ستكون الشرارة التي ستشعل نيران الصراع في جميع مؤسسات الدولة.
https://telegram.me/buratha