خضير العواد
الهدف المشترك للأنسان بشكل عام أن يعيش في راحة وأطمئنان مع حصول ما يبغي عليه من ملذات مع أختلاف نوع الملذات من فرد الى أخر أعتماداً على بيئته ومعتقداته بالإضافة الى تقاليده، ولكن هناك مجموعة من البشر تشذ عن هذه القاعدة وتريد أن تملك كل شئ وتسيطر على كل شئ بالقوة والإكراه تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان ، لكي تعطي لظلمها المشروعية التي تحتاجها لكي تستمر في حكمها وسيطرتها ، ولكن في كلا التجربتين عمر الأنسان لا يتغير واللذة التي يفتش عنها الإنسان نسبية تعتمد على الشخص نفسه وما تحيط به من ظروف ، فأغلب البشر البسطاء تكون معيشتهم أكثر سعادة وطمأنينة لأن حياتهم تكون مستقرة وليس فيها تنافس أو مخاطر فنسبة الخوف عندهم محددة ومن ثم تكون حياتهم مستقرة أيضاً ، أما الطغاة فحياتهم في أكثر الأحيان تتخللها المخاطر والمخاوف التي ينتج في الكثير منها القتل والإجرام ، فتكون حياة الطاغية غير مستقرة وليس فيها طمأنينة أو راحة لأن القلق يتخللها من كل جهة ، وتكون الخاتمة لكلا الشخصين مختلفة كلياً فالأول عندما يفقده الناس يبكون عليه ويترحمون على روحه ويتأثرون على فراقه ، وأغلب الذين مجدهم التاريخ وكتب أسمائهم بأحرف من نور من هذا الصنف ، أما الطغاة ففي أغلب الأحيان تكون نهاياتهم مآساوية ومملؤة بالدماء وبفقدهم تعم الأفراح ويهنئ الشعب بعضه بعضا لنهاية الطاغية ، ويكتبه التاريخ في مزبلته على الرغم من بذله السخي لعل الكتّاب يمجدونه في كتب التاريخ ولكن القلم يأبى وأن أرادَ الكتّاب غير ذلك إلا أن يكتبه في مزبلته النتنة ، وهذه سيرة الطغاة بشكل عام ولا تختلف من طاغية الى آخر والتاريخ ملئ بمئات التجارب والدروس وما أيامنا التي نعيشها إلا خير دليل على ذلك ، فكيف كانت حياة الطغاة الذين عاشوا في زماننا وما هي كانت نتيجتهم ، فأين صدام والقذافي وزين العابدين والحسني مبارك فكيف كانت خاتمتهم وما هي مشاعر الناس بفقدهم فأليتوقع كل طاغية الصورة تتكرر عند موته أو قتله لا محال لأن من زرع حصد ، فإذا زرعت الخير تحصد الخير وإذا زرعت الشر والظلم تحصل عليهما وهكذا ، هذه هي دورة الحياة فلا يتوقع أي طاغية أن يكون مصيره يختلف عن الذين سبقوه فإنه مغفل لأن الإناء ينضح بما فيه ، فألذكي من الطغاة أن يتعض ويأخذ الدروس من التاريخ لأنها تتكرر فأما أن يختار نتيجة صدام حسين الذي صّيدَ كألفأر أو القذافي الذي قُتلَ أشر قتلة وفعلوا فيه الأفاعيل والذي لم تكن نهايته لا كهذا أو ذاك فأن سيرته السيئة على كل لسان كما هو الحال مع حسني مبارك أوزين العابدين بن علي ، فالطريقين موجودين أما الذكر الطيب ومحبة الناس والتخليد في التاريخ وأما الذكر السئ وكره الناس ورميه في مزبلة التاريخ ، فألعاقل من يسلك الطريق الذي يوصله الى السعادة والخير ومحبة الناس والسيرة العطرة التي تتناقلها الأجيال وهذا يتم من أخذ العضة والدروس من الطغاة الذين سبقوا حتى لا يقع في حفيرتهم المملؤة بما لا يحب .
https://telegram.me/buratha