المقالات

ألا يتعض الطغاة

572 10:13:00 2012-06-21

خضير العواد

الهدف المشترك للأنسان بشكل عام أن يعيش في راحة وأطمئنان مع حصول ما يبغي عليه من ملذات مع أختلاف نوع الملذات من فرد الى أخر أعتماداً على بيئته ومعتقداته بالإضافة الى تقاليده، ولكن هناك مجموعة من البشر تشذ عن هذه القاعدة وتريد أن تملك كل شئ وتسيطر على كل شئ بالقوة والإكراه تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان ، لكي تعطي لظلمها المشروعية التي تحتاجها لكي تستمر في حكمها وسيطرتها ، ولكن في كلا التجربتين عمر الأنسان لا يتغير واللذة التي يفتش عنها الإنسان نسبية تعتمد على الشخص نفسه وما تحيط به من ظروف ، فأغلب البشر البسطاء تكون معيشتهم أكثر سعادة وطمأنينة لأن حياتهم تكون مستقرة وليس فيها تنافس أو مخاطر فنسبة الخوف عندهم محددة ومن ثم تكون حياتهم مستقرة أيضاً ، أما الطغاة فحياتهم في أكثر الأحيان تتخللها المخاطر والمخاوف التي ينتج في الكثير منها القتل والإجرام ، فتكون حياة الطاغية غير مستقرة وليس فيها طمأنينة أو راحة لأن القلق يتخللها من كل جهة ، وتكون الخاتمة لكلا الشخصين مختلفة كلياً فالأول عندما يفقده الناس يبكون عليه ويترحمون على روحه ويتأثرون على فراقه ، وأغلب الذين مجدهم التاريخ وكتب أسمائهم بأحرف من نور من هذا الصنف ، أما الطغاة ففي أغلب الأحيان تكون نهاياتهم مآساوية ومملؤة بالدماء وبفقدهم تعم الأفراح ويهنئ الشعب بعضه بعضا لنهاية الطاغية ، ويكتبه التاريخ في مزبلته على الرغم من بذله السخي لعل الكتّاب يمجدونه في كتب التاريخ ولكن القلم يأبى وأن أرادَ الكتّاب غير ذلك إلا أن يكتبه في مزبلته النتنة ، وهذه سيرة الطغاة بشكل عام ولا تختلف من طاغية الى آخر والتاريخ ملئ بمئات التجارب والدروس وما أيامنا التي نعيشها إلا خير دليل على ذلك ، فكيف كانت حياة الطغاة الذين عاشوا في زماننا وما هي كانت نتيجتهم ، فأين صدام والقذافي وزين العابدين والحسني مبارك فكيف كانت خاتمتهم وما هي مشاعر الناس بفقدهم فأليتوقع كل طاغية الصورة تتكرر عند موته أو قتله لا محال لأن من زرع حصد ، فإذا زرعت الخير تحصد الخير وإذا زرعت الشر والظلم تحصل عليهما وهكذا ، هذه هي دورة الحياة فلا يتوقع أي طاغية أن يكون مصيره يختلف عن الذين سبقوه فإنه مغفل لأن الإناء ينضح بما فيه ، فألذكي من الطغاة أن يتعض ويأخذ الدروس من التاريخ لأنها تتكرر فأما أن يختار نتيجة صدام حسين الذي صّيدَ كألفأر أو القذافي الذي قُتلَ أشر قتلة وفعلوا فيه الأفاعيل والذي لم تكن نهايته لا كهذا أو ذاك فأن سيرته السيئة على كل لسان كما هو الحال مع حسني مبارك أوزين العابدين بن علي ، فالطريقين موجودين أما الذكر الطيب ومحبة الناس والتخليد في التاريخ وأما الذكر السئ وكره الناس ورميه في مزبلة التاريخ ، فألعاقل من يسلك الطريق الذي يوصله الى السعادة والخير ومحبة الناس والسيرة العطرة التي تتناقلها الأجيال وهذا يتم من أخذ العضة والدروس من الطغاة الذين سبقوا حتى لا يقع في حفيرتهم المملؤة بما لا يحب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امجد سعيد جاسم
2012-06-21
استاذنا العزيز خضير هناك نقطة مهمة يجب ذكرها وهي من يصنع الطغاة اذا احاط بالحاكم شلة من المنافقين والمستفيدين فهو سوف يتصور نفسه انه الاله مثال في احدى اللقاءات في العهد السابق قام احد الشعراء وقال سيدي انت الرحمن الرحيم . وغابت شمس الدنيا وشمسك ماتغيب ومنحه شهادات فخرية من قبل اساتذة هم باعلى الشهادات والمناصب ثم انه يجب ان تلغى سياسة ( نعم سيدي / تأمر سيدي / صار سيدي / ) المشكلة وصل الطغاة الى دوائر الدولة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك