المقالات

هذا ما أسرته المرجعية لرئيس الوزراء

1354 23:45:00 2012-06-20

                                               بسم الله الرحمن الرحيم

منذ ان انتقل الحوار السياسي من الغرف المغلقة الى الاعلام المفتوح ومن افواه المتخصصين الى عامة الناس بات الشغل الشاغل للكثيرين فما ان تسأل البقال شيئا حتى يمطر عليك بتحليلاته السياسية عبرالقناة الاقتصادية التي يتعامل معها وما ان تستقل سيارة اجرة حتى تجد نفسك اسيراً لاعتقادته والويل لك ان خالفته الرأي ! وهكذا كل مفاصل الحياة الى ان دب الملل في نفسي من كثرة التحليلات والتي هي على قدرالدائرة المعرفية للشخص المحلل وهو لا ينتظر منك الا الرضا بما يقول ولو لم تختلط مفاهيم السياسة بمفاهيم الدين الحنيف لما اعتبرنا ان الامر مشكلة تستحق ان تؤخذ بنظر الاعتبار .

اليوم ارى ان الدائرة تتوسع بطريقة مخيفة والاختلاط بين السياسة والدين تعدى من مرحلة كونه مخلوطا ً الى كونه محلولا ً يصعب فصل مكوناته الا بطرق خاصة وباتت المفاهيم المشوبة تتحول الى عناصر اساسية يُبنى عليها وهنا لابد من طرق باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان لحقته خسارة من نوع ما , نعم بات الحوار في المجتمع العراقي مداعاة الى خسارة الاصدقاء والمقربين وربما كسب لاعداء وخلق لفتن وصار الانسان العاقل هو الذي يقرر في ثواني مدى الفائدة التي يخرج بها ان دخل في حوار فان قدر انه يستطيع تغيير شطحة في مفاهيم المقابل بلطف ودراية واستناد على قاعدة معرفية فخير والا فالصمت افضل من ضوضاء يتبعها شقاء .

فبعد فراري من الدوائر الحكومية غير اسفة كان لابد من عمل يوفر لي ما لا ارجوه من احد وجدت ضلاتي في مكان احمد الله عليه وافضل ما فيه ان منتسباته حيث انه نسوي الكادر من خيرة النساء خلقاً وعلما ً وصدارة في المجتمع وتقع على عاتقهن مسؤوليات كبيرة لاحداث تغيير في الواقع الانساني والاجتماعي استناداً على قاعدة دينية رصينة ولقد نهلت منهن الكثير الكثير مما احمد الله عليه لتوفقيه لي فجميل ان تعمل في مكان متوحد في رؤياه العقائدية الدينية ومختلف في السياسية وهو يحسن الفصل حال الاختلاط .

غير ان الايام المنصرمة اثبتت تحول مخلوطنا الى محلول سام وكانت لهذه الايام ايام سابقة هن مقدمات لها فبمرور الايام اكتشفت ميول كل زميلة  نحو فئة سياسية معينة والامر ليس بضار بل هو حرية شخصية ومن يشاركنني في طاولة العمل نساء يملن لحزب الدعوة كونهن منتميات سابقات اليه واخر يملن لسياسة المجلس وهلم جرا ولما كنت جديدة العهد بزمن الحرية ولاني احب اقتطاف الازهار من كل البساتين لم اختار حزبا ً لالبس وشاحه واعتز بكل ايجابية يتميز بها حزب وما يحدث في السنوات الاخيرة جعلنا ننكمش مما يصدر من حزب الدعوة ولنكون منصفين ما يصدر من اغلب اعضاء حزب الدعوة وصارت هذه الصورة واضحة لزميلاتي اللاتي دخلن معي في بعض النقاشات فانا اطلع على الاخبار وانقل لهم صورة وانتظر منهم رد عليها فان ردوا بمنطقية فالحق معهم والا بات الزام عليهم ان يراجعوا قناعاتهم لا ان يبدلوها فهناك اشياء ممكن ان تقتنع بها مئة بالمئة وتعلن عن ذلك وبالتجربة يظهر فيها عيوب وتتحول قناعتك الى سبعين بالمئة مثلا  فما المانع من الاعلان ؟!! هل هو الكبرياء ؟ والى اي حد سيصل هل لتكذيب الدين والافتراء على رموزه .

وللنتقل للحدث فلقد اطلت عليكم بالمقدمات ففي صبيحة يوم قريب وبينما نحن منهمكات بالاوراق التي على مكاتب عملنا صرحت احد الاخوات بخبر وبصوت يسمعه الجميع وكان بخصوص الازمة الراهنة وعرفت حينها ان الحوار سيفتح وفعلا تعالت الاصوات بالاراء وصديقتاي اللتان سبق وان عرفت ميولهما جالستان قريبا فسمعت احدهما تهمس بأذن الاخرى ان ( كل هذا ورا عادل عبد المهدي اللي يريدها الة ) في تلك اللحظة كانت عيناي ترقب وجهها وهي المؤمنة المربية احسست ان دم جسمي كله صعد الى رأسي وهي غارقة في الشرح لزميلتنا عن ما يحصل وكيف ان المالكي ضحية وخطية وسودة علية .

وهنا خرجت من شرنقة الصمت وكلام الاشارات الذي اتعامل به الى طارحة لمعلومات وتساؤلات اخبرتها بانني لست ابنة عم عادل وبنت خالة المجلس ولكن وقفتهم مع العراق وتقديرهم للموقف والتي خدمت المالكي ذاته جدير بها ان تذكر واخبرتها بكم التوقيعات ومن اين صدرت فلماذ لم تلمهم وهي ادرى بها ؟ ولماذا سيد عادل وهو المستقيل الوحيد في الحكومة !! تالمت كثيراً فحسبت تألمي  تحزباً وكان حزنا ً على شخصها الذي لايليق به عدم الانصاف فقط لان الحزب هو حزب نقي ذات يوم  وهنا وقعت الطامة عندما اخبرتني الزميلة الاخرى وبشيء من الخصوصية وهي تنقل الخبر عن احد اقارب المستفيد من نص الخبر بان السيد المالكي قد زار السيد السيستاني في بيته وان الاخير دام الله ظله الوارف قد اجاب طلب المالكي اليه ان اكفني الشيعة وانا علية الاكراد والسنة فاخبره السيد السيستاني بانه ( هو اني مكفي شرهم !!!!) ولم تتم الجملة الا على مقاطعة زميلتنا الاولى ( كذبوا الخبر كذبوا زيارته !!!) وهنا اخبرت الاخت التي احترمها كثيرا عن المدة التي لم يستقبل بها السيد السيستاني احد من السياسيين وكيف ينقل اائمة الجمعة عدم رضا سماحته عن واقع هم مسؤولون عنه .

شعرت انها ذهبت مع فكرها الى مكان ما فاخبرتها ان الدكتور عادل والمجلس والمالكي لديهم من يحامي عنهم ولم اثر الموضوع دفاعاُ عنهم او حتى لمنع سباب الناس لهم فلقد اعتدنا ذلك !! ولكني شعرت ان ديننا في خطر فعندما تحصل لدى المؤمنات واللتي يتصدين لتربية جيل ويرتقين منابر رسول الله هكذا روايات كاذبة فعلى الدنيا العفا وهنا لابد من ان يوقظ احدنا الاخر من هذه الغفلة تجاه اي معتقد مريض على هذه الشاكلة نعم فلقد جرنا الحديث السياسي الى الاستشهاد بما لا تستأله المرجعيه من ابنائها للحرص على سمعة شخصية وحزب وربما يعتبر البعض ما اذهب اليه تهويلا ً غير انني ارى البعد وراء هكذا امور فاجده مخيفاً وكلنا يعلم ان الساحة فيها الكثير من هذا فلم يخجل العديد من السياسيين عندما اتهموا المرجعية بالوان التهم ولكنهم عبدة مناصب لذا لا نتامل بقدر المنا عندما يصل الامر الى المخلصين حقاً .

ان الامر لو صدر من اناس عاديين لما باليت ولكن في عمق المجتمع العراقي وفي اذهان مثقفيه وعلمائه الذين وزنوا اعقد مسائل المنطق والشبهات العقائدية  كيف تنطلي عليهم هكذا رواية ضعيفة السند ركيكة المضمون هنا يا ويلتاه وهل يعقل رد كهذا من مرجعية رشيدة وهل تضمر المرجعية تعاطف مع المالكي وتبين لنا غيره فحاشا ان تكون لنا مرجعية منافقة والعياذ بالله وهل ان المرجعية لها سلطة قيادية على الامة لتكفيه شرنا !!!.

انتهى الحوار بلحظات صمت كسرته اخت كتبت على لوحة الاعلانات هذا الدعاء والذي اثلج كل القلوب التي اكتوت بنار الحوار ولوعة اختلاط الحق مع الباطل ( اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) وفعلا نحن بحاجة ماسة للالتزام بهذا الدعاء فواقع الحال يشير بشكل قوي باننا نعيش احداث الظهور المقدس والخشية كل الخشية ان نعيش في بحر الشوائب التي يصعب معها تحديد هوية الامل والمنقذ اعاذنا الله واياكم من هذا الامر .

التعظيم للافراد لماذا ؟ صناعة دكتاتور لحساب من ؟ التعند حد خسارة الدين لاجل ماذا ؟

ونختم بقول الامام علي عليه السلام ( لايقولن احدكم اللهم اني اعوذ بك من الفتنة , لانه ليس احد الا وهو مشتمل على الفتنة ولكم من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن ).

هدانا الله لما يرضيه وجنبنا معاصيه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد واله الغر الميامين

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج
2012-06-21
السلام عليكم اختي الكريمة كاتبة الموضوع صدقيني كثيرا ما اتابع مواضيع تكتب في عدة مواقع انترنيت الا اني حقيقة لم اجد مثل هذا الطرح الجميل وقلت مع نفسي ان الدنيا لازالت بخير وتقبلي خالص تحياتي
زائر
2012-06-21
الكل له نصيبه من الخطأ سؤال عادل ما ليس له وبدورتين ، خطا كبير شتت الاصوات ومنح الكرد والعراقية ما لم يحلموا به وكذلك تزكية السيد لعلاوي خطا لا يغتفر وهو مناورة سياسية على حساب الشيعة ، وكذلك اصرار المالكي وتوقيعه اتفاقية أربيل خطا اخر . طالما تتنافسان على السلطة من اجل الحكم فستكون النتائج هكذا . ولن اذكر خطا الاخرين من التيار وغيره لانها متتالية ومستمرة ، كما وان الخبرة والثقافة والنوعية تختلف كليا .
ولو
2012-06-21
نصيحة جديرة بالقراءة فبارك الله فيك يا اختاه
عبد الله
2012-06-21
سلمت يدك... يا ليت المؤمنون يحكمون العقول والضمائر قبل العواطف والهوى.... الرحمة لامة محمد وال محمد بحق رجب الخير والرحمة...
amir
2012-06-21
اقلك ايتها الاخت الفاضلة ومن خلال التجربة التي عاصرنا فيها هذه المسميات وجدنا انهم يطبقون عمليا ماقاله اللعين صدام من لم يكن معنا فهو ضدنا وانا كرهت هذا الوضع وخرجت من احد الاحزاب من عام 89 وقلت لهم اريد ان اكون صديقا للجميع اتعرفين ماجرى ان الكل حاربوني وهم مستعدين لغفران اي ارهابي قتل المئات لكنهم لايغفرون ابدا اي كلمة صدرت من منافس لهم وهم لديه جرءة على القريب وجبن على البعيد وهم سبب كل ماسينا في الخارج والداخل ولهذا 90% من بالخارج انسحب منهم والحل يجب ان يخرج من يكسر هذه الاصنام فانها اصبحت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك