وسمي المولى
حين تكون الوسيلة الاعلامية بالصور المعروفة مقروءة كانت او مسموعة اومرئية ملكا لجهة اوفرد اوشركة فمن البديهي ان تكون محكومة بتوجيهات وسياسات الجهة المالكة ولاتخرج عن طوق الدور المرسوم لها . وفي النظم الدكتاتورية تتحول الماكنة الاعلامية _ الممولة من خزينة الدولة _ بكل صورها التي سبقت الاشارة اليها الى اداة مسخرة لتمجيد الحاكم وزمرته واجهزته وتهويل منجزاته الوهمية وبطولاته الدونكيشوتية ، وتحويل مثالبه وسلبياته الى محاسن لاتوصف وظلمه واستبداده الى حرص وتفان في سبيل الوطن . ولايسمح لأية وسيلة اعلامية بالخروج عن هذه السياقات حتى اذا كانت مستقلة وممولة ذاتيا فان جازفت كان مصيرها الاغلاق والمصادرة ومصير اصحابها الموت او السجون . اما في النظم الديمقراطية التي كرمنا الله بالانظمام اليها او التشبه بها ومحاولة تقليدها ومحاولة الوصول الى مستوياتها فتكون وسائل الاعلام حرة ومستقلة تتبناها جهات مختلفة مع الاحتفاظ بهيئة تمثل الاعلام الرسمي للبلاد توكل اليها مهمة رصد وتغطية الانشطة والفعاليات الرسمية لتكون مرجعية موثوقة لوكالات الانباء والاجهزة الاعلامية المحلية والعالمية العاملة داخل وخارج البلاد على ان تمتاز بالحيادية والموضوعية والمصداقية وان تقف على مسافة واحدة بالتعامل مع الحركات والاحزاب الوطنية العاملة في البلد والمشاركة في ادارة العملية السياسية خاصة . .ترى هل كانت شبكة الاعلام العراقي بمستوى الطموح الديمقراطي ؟!. هل تحلت بالحيادية في التعامل مع اطراف العملية السياسية؟ الوقائع تقول غير ذلك فقد تحولت الشبكة الى اداة بيد الحكومة وتغطية انشطتها معرضة عما تقوم به باقي الاطراف من انشطة وفعاليات سياسية وثقافية واجتماعية تصب في خدمة العراق وشعبه وتجربته الديمقراطية ، في حين انها تمول من ميزانية الدولة التي يشارك الجميع فيها بعد تقديم التضحيات في سبيل تحريرها من التسلط الصدامي الدكتاتوري .
https://telegram.me/buratha