الحاج هادي العكيلي
قد لا أجيد التفسير للمعنى اللغوي لهذا المصطلح ،ولكن أجد له من التفسير اللغوي الشعبي يتداوله الناس بينهم ويطلق على الشخص الذي يتكلم كثيراً دون معرفة فائدة من كلامه .فكم صادفك من هولاء الهراميل في حياتك ؟قد صادفك في عملك على مختلف انواعه وأحببت ان لا يجمعك معه في غرفة واحدة او في وجبة عمل او في مدرسة او دائرة ..أو قد صادفك وانت مسافر بالسيارة او بالقطار او بالطائرة ..او قد صادفك في محطة استراحة او مقهى او كافتريا ..او قد صادفك في المستشفى ان كان مساعد لمريض او زائراً لمريض ..او قد صادفك وانت تتسوق وتتبضع من أحد الاسواق ..او قد صادفك وانت تشاهد التلفاز ..او قد صادفك وانت تحضر احد المهرجانات ...وقد ...وقد .ولكن هل صادفك برلماني من هذا النوع ؟!!! بالتأكيد ستقول (نعم ) فهم كثيرون هذه الايام لان حمة الازمة السياسية العاصفة بالبلد جعلتهم ان يكونوا هكذا ،لا من أجل مثوبة بل من اجل عراك .فأبواب الفضائيات مشرعة ومفتوحة ليلا و نهاراً عندما يحس بانه بحاجة الى هرملة كما يكون المدخن بحاجة الى سيكارة الى التدخين ،يظهر في برنامج ثقافي او برنامج حواري او برنامج سياسي او تصريح يجد قريحته منفتحة له ،يبدأ بالكلام دون انقطاع بدون معرفة فائدة من كلامه لا يستطيع ان يتوقف عن الكلام الا أن يقول مقدم البرنامج ((فاصل ......ونواصل )) .وها هو (البياتي ) بطل الساحة السياسية بالهرملة التي لا يجني منها الشعب العراقي عدا التناحر والتمزيق والكذب على الذقون وخلط الحابل بالنابل واطلاق شعارات تذكرنا بالايام السود للنظام البعثي الصدامي ،حيث كانوا الجلاوزة البعثيين يحتارون بأي أسم يسمون طاغيتم ،ففي كل مناسبة يطلقون عليه أسم ويرفعون شعار المرحلة ويتحدث الهراميل عنه في الصحف والتلفاز والاذاعات وتألف الكتب وتطبع المجلدات وتوزع مجاناً.ويذكرنا (البياتي )من خلال لقاء متلفز بثته قناة السومرية وبرنامج ((بين قوسين )) بالتمجيد لا محدود الذي اطلقه وقال (( لو مات المالكي سنقوم بأستنساخه ونجمع جزئيات جسمه ونجعله يكمل ولايته )) الى هذا الحد انتم متشبثين بالمالكي وكأن في العراق لاتوجد رجال ،فهل به توصية الهية او فتوى شرعية ام انه رجل ملاك ام ماذا ؟!! استنسخه لنفسك واحتفظ به في خزانتك الخاصة ،ويا ريت الشعب لا يراه مرة ثانية ،فالعراق غير محتاج له وهناك رجال افضل منه قادرين على قيادة البلد في هذه المرحلة الصعبة .ولكن (البياتي) لم يسكت عن الكلام المباح بل راح ورفع شعار المرحلة (( المالكي هو العراق والعراق هو المالكي )) و((واذا قال (.....) قال العراق )) .أين مصير الذين رفعوا تلك الشعارات ؟واين جلاوزتهم ؟ فقد هلكهم الله ومصيرهم نار جهنم خالدين فيها أبدا.ومن بقيه منهم فعاش مذلولاً يجر اذيال الخيبة يبحث عن مأوى يؤويه ليعلم (البياتي )السحر والكذب والهرمله .... فهرمل ..... وهرمل ...الا أن تجن .
https://telegram.me/buratha