خضير العواد
الكلمة قد تدخل صاحبها قمة التاريخ أو تدخله في مزبلته هذا من ناحية الحياة الدنيا ، أما الأخرة فالكلمة قد تدخل صاحبها الجنان (أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر) أو تدخله نار جهنم عندما يريد بها الأنسان الباطل ومجافات الحقيقة كأن يدافع عن الظلمة ( ملعون من باع آخرته بدنيا غيره) ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يغادر كبيرة أو صغيرة إلا أحصاها ( وقفوهوم إنهم مسؤولون ) مسؤولون عن كل كبيرة وصغيرة يفعلها الأنسان ومن هذه الاشياء الكلمات يجب على كل إنسان أن يحضّر الجواب عندما يسأل لماذا تفوهت بها أو قلتها ، فعندما يخرج أحد المتصدين ويقول أن الكرد لا يداعون بكركوك وإنما بحصتهم من نفطها ، هنا يتبادر الى الذهن عدة أسئلة لماذا قال هذا الكلام لعله لم يعلم بأن الكرد جميع الكرد لم يتركوا أحقيتهم ومطالبتهم بكركوك وإدعائهم بكردية كركوك ولم يخفوا هذا الأمر في جميع المحافل الداخلية والدولية ، بل مقولة مسعود البرزاني بأن كركوك للكرد كما القدس للعرب التي ذكرها في أغلب اللقاءات التي تتناول مسألة كركوك ، وقد أكد بول بريمر السفير الأمريكي في العراق (رئيس أئتلاف التحالف في العراق) في مذكراتها هذه القضية وهذا نص كلماته (وكان يلقي ( البرزاني ) خطباً يزعم بها أن كركوك هي قدس كردستان ، قلت له : يوجد قدس واحدة في العالم وهي تسبب الكثير من المشاكل بمفردها ، وأقترحت عليه أن يتخلى عن هذا التشبيه ).....(1) ، أو أنه يريد تغير الحقيقة أو يخفيها لمصالح آنية يرجوا من خلالها هزيمة خصومه وتقوية حلفائه وهذا عين الباطل والخسران ، وعندما يسأل عن علاقة القائمة العراقية ورئيسها علاوي بقطر والسعودية ، فيكذب الأمر كلياً ويرفضه جملةً وتفصيلا تحت عذر لو كان لعلاوي علاقة بهما لما كان حاله هكذا ، ولكن تناسى أو تغافل أن من أكبر الأسباب التي وضعت علاوي بهذه الحالة هو المتصدي نفسه عندما تحالف مع دولة القانون وكونوا القائمة الأكبر في البرلمان ومن ثم دعمه للمالكي لرئاسة الوزراء ، بالإضافة الى أن علاقة القائمة العراقية وعلاوي مع السعودية وقطر أصبحت واضحة كوضوح ألشمس في رابعة النهار، حتى أصبحت الصحف الأوربية والأمريكية تخبر عنها فضلاً عن قادة القائمة العراقية أنفسهم يفتخرون بهذه العلاقة ويتبجحون بها ، فهذه مقولة حسن العلوي عندما كان أحد قادتها وسافرة مع قائد الإرهاب الهاشمي الى السعودية وأستقبلهم الملك عبد الله وقال للهاشمي لقد أعطيتك مليارين ونصف لكي تبعد الشيعة ولكنك لم تفعل ، بالإضافة الى سفر قيادات هذه القائمة لهذه الدول في كل مشكلة وعند ترتيب أي مخطط ، أما المليارات التي صرفت من أجل دعم علاوي في الإنتخابات فحدث ولا حرج وفي هذا الأمر لا يمكن لنا أن نقول شئ سوى أن كنت تدري فتلك مصيبةٌ وأن كنت لا تدري فالمصيبةُ أعظمُ ، وعندما يسأل عن مشكلة القناة البغدادية فيقول إن تكميم الأفواه من الدكتاتورية ويدافع عن هذه القناة التي أصبحت اللسان الناطق لكل ما يضر بالعراق حكومةً وشعباً ولم يخرج من هذه القناة إلا كل شر وهي التي تحرض على القتل والدمار وتدعم الإرهابيين إعلامياً ، وقد غيرت وظيفتها من وسيلة إعلامية تحرص على نقل الحقائق الى الناس من أجل بناء مجتمع ديمقراطي يزهر بالخير والأمان ، الى وسيلة إعلامية تساند الإرهاب وقادته وتدافع عنهم بشكل مستميت وقد أضرت بالسلم الأهلي وتعدت على كل الأعراف الإعلامية والصحفية بالإضافة الى الإنسانية ، وهي التي كانت تُشهر بتنظيم المتحدث وتكيل له التهم وتريد تسقيطه في وحل الإرهاب ولكن اليوم فأن هذا المتصدي يدافع عنها وبدفاعه هذا فأنه يدفاع عن الإرهاب لأن هذه القناة وسيلته الإعلامية التي تنقل أكاذيبه وإجرامه الى العالم ، والذي يريد معرفة حقيقة هذه القناة يسأل عن تاريخ القائمين عليها وكفى عندها سيصل الى النتيجة التي تخالف كلام المتصدي ، ولكن من كل هذا نقول لهذا المتصدي ولغيره إن الكلمات سهلت الخروج ولكنها صعبة العودة أي الذي يخرج من اللسان لا يعود معلى الإنسان أن يقكر ملياً قبل التحدث كما قال الإمام علي (ع) وهذا هو مضمون القول ( وددت لو أن رقبتي كرقبة البعير حتى أزن الكلمة قبل إخراجها ) أو كما قال الأقدمون ( لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك ) وكل كلمة وقول محاسب عليه الإنسان في الدنيا والأخرة ، ولا نجعل علاقاتنا مع الآخرين هي التي تسيطر على لساننا وما يخرج منه من كلمات ، ولكن يجب أن نجعل الحق الموجه الوحيد للساننا وكلماتنا حتى نحصل على فوز الدنيا والآخرة لأن الكلمة مسؤولية فيجب أن نحافظ عليها كما نحافظ على أنفسنا .(1)عام قضيته في العراق(نضال بناء غد مرجو)-ص 344 ( مذكرات بول بريمر)
https://telegram.me/buratha