المقالات

العلامة باقر شريف القرشي حلم تاريخ مضى الى مستقبله

627 15:20:00 2012-06-19

احمد طابور

كمن يحمل ضلعا منكسرا سأسير منحنيا وانا اخب الخطى في مدينة التاريخ المتلوي والمنبطح تحت ثرى ابا الحسن علي (عليه السلام) ابحث عن ذاتي التي تركتها منذ سنين مضت افتش عنها فاجدها بين اركان الكتب المصفوفة على رفوف عتيقة تهز النفس بروائح معطرة تستصرخ التاريخ المكتوب بيد شريفة كيد شيخنا باقر. ايعقل ان لا اجدني حيث تركتني الوح للشمس الغائبة من بعيد بعد ان تبركت بموافقتك بان احزم انفاسي الاخيرة واشهق فارشا روحي الهاربة من خلف اسوار الحدود متكزا على نصائحك وارشاداتك وعلى مساعدتك اياي في بدء حياتي مرة اخرى بعيدا عن المشانق والتي انتشلتها من انقاض الموت مستعينا برفوف كتبك المزينة للمكاتب العظيمة في بيروت فتراني اقفز منتشيا بين حروفك المتسقة بقيم المبادئ المستلهمة من اللذين كتبت تاريخهم بتذلل وما اعظمهم ؟في بداية تشكلي كنت خزانة مغلقة يخافك الدكتاتور فبحثت عنك كثيرا فلم اجدك لان قلمك المصحوب بروحك الطيبة والمشفوع بتاريخ عظمائنا يرهبهم ومن حقهم ان يخافوا فالحرف المنقوش في جذر العقول سينبت سنابل معرفة والمعرفة هي من تهز العروش وكنت انت من اهزهم رغم بعدك الواضح عن السياسة الرعناء لكن هذا لم ينطل عليهم فاعتقولك فتلاحم التاريخ انت ومعصومنا السجين فكان لنا ان تتضوء عيوننا بمؤلفك الرائع عنه. وايقضك من كابوسك المخيف العباس عليه السلام بيده المجندلتين وقربة مائه المثقوبة وعمر من الحزن الكبير وانت تتوسل به الى الله لينجو احد ابنائك من المقصلة الصدامية فكان الحلم وكان الكتاب بعد ان حكموا على فلذة كبدك بسبع سنين لا ذنب له الا كونه شريف وكبير كما انت وكيف لا يكون كذلك .وتوالت خيباتنا وانكساراتنا الا انت فقلمك تحدى الظلم والظلام لينقش النور في حياة النور لتكن لنا دروبا معبدة بالضياء نتطهر فيها من خوفنا وخنوعنا لان تاريخ المعصومين( عليهم السلام ) الذي كتبته بامعان ودقة وبروح ذائبة في المحبة لكان هو الحافز وهو الدليل لمزاولة المسير وللتحرر من اردان العفن الملتصق كوباء على وطننا .فلا يمكن لذاكرتي الدامعة الا ان تتوقف في حضرة غيابك وتستحضرك جليلا وكبيرا منذ ان رشدتني وانا اقبل يديك الكريمتين الى طريقي القادم حين حملت وطني هاربا وحرارة يديك التي قبلتهما حين عدت الى وطني مزهوا بغيابي وسمتني بتاريخنا الثائر . وكم سعدت لاني رائيت جزاءا من احلامك الهادفة يتحقق الا وهو بناء مكتبة الحسن عليه السلام لتكون امتدادا مستمرا لتاريخهم وتاريخك ومستقبلنا .فيا ايتها النفس التي تحتويني هزيني لاستفيق من اغمائتي وهزيني لكن لا توقضيني من حلمي الغافي على يدي شيخنا الكبير وهزيني وواقضيني كسائر في حلمي صوب ضفة الشيخ الجليل لانغمس واياه في تربة شريفة علي ارى الائمة (عليهم السلام) المحتفين بقدوم حبيب لهم.وهزيني واوقضيني لاودع التاريخ حلما مضى لكنه باق باثره الكبير المرفرف فوق ناصية افكارنا وارواحنا الهائمة حبا بالذي كتب عنهم ومن كتبهم. شيخنا باقر القرشي نتوسل الله تعالى ان يلهمنا وعائلتكم الكريمة ومحبيكم صبر فقدانكم الغالي ويأويكم جنانه ويجعل روحكم معنا دائما وابدا لنواصل واياها طريقك المعطاة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك