بقلم: اسماعيل علوان التميمي
Abusuhaib19@yahoo.comأكدت قيادة عمليات بغداد، الأربعاء،في خبر نقلته وكالة انباء السومرية نيوز( أن التفجيرات التي استهدفت العاصمة اليوم لا تعد خرقا نوعيا للأمن ) دون ان يشرح لنا الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد العقيد ضياء الوكيل الاسباب التي دعته الى عدم اعتبار ما جرى اليوم الاربعاء في العاصمة الحبيبة بغداد خرقا امنيا نوعيا رغم وقوع عشرات الانفجارات في بغداد وبقية المحافظات حيث ذكرت الاحصائيات الاولية لضحايا الهجمات الارهابية ان عدد الاصابات في العاصمة بغداد لوحدها قد تجاوز ال 88 اصابة بين شهيد وجريح والرقم قابل للزيادة وليس للنقصان . ناهيك عن عددها في بقية المحافظات .. فمن حقنا نحن المواطنين البسطاء الذين نفجع يوميا اواسبوعيا أو شهريا على أحسن تقدير بأهلنا وأحبتنا شيبا وشبابا ونساء وأطفالا يذبحون بالجملة ،بالعشرات والمئات ،في قلب العاصمة الحبيبة بغداد ،نعم من حقنا أن نسأل السيد العقيد . ما هو المعيار الذي يمكن أن يعتبره جنابكم سببا كافيا لوجود خرق امني نوعي ؟ هل المعيار هو كمية المواد المتفجرة المعبئة في السيارة المفخخة مثلا؟ أو أهمية منطقة الانفجار؟ أو حجم القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة ؟ أو المعيار، هو عدد الشهداء الذي يحصده الانفجار الواحد؟هل هو 100 فما فوق أو 500 فما فوق أو 1000 فما فوق ؟ .لكي نكون على بينة من أمرنا ،لنقول هذا الانفجار يؤشر وجود خرق امني نوعي وتنطبق عليه معايير السيد العقيد ومفهومه ل (مصطلح الخرق الأمني النوعي.)كما من حقنا أن نسال السيد العقيد. ما هو نوع الخرق الأمني النوعي على فرض وقوعه مستقبلا (لا سامح الله) ويقر السيد العقيد بوقوعه ؟ والذي يعتبره سببا كافيا له لكي يقدم هو وقادة الاجهزة الامنية استقالتهم من مناصبهم ، بعبارة أخرى.كم يوما داميا قادما يجب أن تشهد بغداد الحبيبة لكي يكون سببا كافيا لتقديم قادة الاجهزة الامنية استقالتهم ؟ او بعبارة اخرى كم يوما داميا اخر سيكون سببا كافيا للسيد القائد العام للقوات المسلحة لإقالة كبارهؤلاء القادة من مناصبهم؟، كما من حقنا كمواطنين بسطاء اعتاد الارهابيون على استهدافنا ان نتسائل. كم مضى يا سيادة القائد العام على هؤلاء القادة في مناصبهم ؟ وما سر هذا التمسك بهم ؟ هل سبب تمسككم بهم هو لعدم وجود بدائل اكفأ منهم؟ ام ان هذه المناصب موزعة حسب نظام التحاصص للكتل السياسية ودولتكم غير قادر على استبدالهم .؟ صارحنا بالحقيقة يا دولة الرئيس . نرجوك يا دولة الرئيس باسم كل الدماء التي سالت وكل الارواح التي ازهقت وباسم كل النساء التي ترملت والاطفال التي يتمت؟ ضع حدا لهؤلاء القادة المعتقين الفاشلين الذين مضى على اغلبهم اكثر من خمس الى سبع سنوات ؟ لقد اسنت المياه الراكدة وبدات تطلق الروائح الكريهة يا دولة الرئيس . لا تأخذك بهم لومة لائم ،لقد تحول المنصب لدى بعضهم الى بورصة يبيع فيها المناصب من امري الافواج صعودا ، والمنصب طبعا لمن يدفع اكثر لا لمن يخدم اكثر. نعم يا دولة الرئيس . هذه هي الحقيقة كل الحقيقة للاسف الشديد . مشتري المناصب يتسابقون في ابتكار افضل السبل لحلب جنودهم وسرقة ارزاقهم لا يهتدي اليها حتى الشياطين لسداد ما دفعوه لقادتهم اولا وتحقيق الارباح الطائلة من المنصب ، وليذهب امن العراق والعراقيين الى الجحيم !!!. هل تقبل بهذا يا دولة الرئيس .؟نشاطرك الرأي ان المؤامرة على العراق كبيرة والاموال التي تدفع لتخريب بلدنا اكبر ونشاطرك الرأي ان بعض الشركاء في العملية السياسية ضالعون في هذه المؤامرة منهم من انفضح امره ومنهم من ينتظر . نشاطرك الراي ايضا بان بعض الشركاء في العملية السياسية يتمنون للعملية السياسية الفناء اليوم قبل الغد وما زالوا يحلمون بعودة الدكتاتورية ، وما زالوا يحشدون دول الجوار القريب والبعيد علينا . كل هذا معلوم ومؤكد يا دولة الرئيس . الا ان ذلك لا يمنع حقك في اختيار الاكفأ من أية ملة يكون المهم ان يكون عراقيا وطنيا غيورا.لقد طفح الكيل يا دولة الرئيس فانت القائد العام للقوات المسلحة وانت المسؤول الاول عن الملف الامني امام الشعب ،سوف لن يعذرك الشعب ابدا فامن اشعب خط احمر لا يخضع للمجاملات والمزايدات ولا للمحاصصات ، لا تبق احدا منهم استبدلهم جميعا بمخلصين شجعان وكفوئين وبنزيهين افحصهم بدقة قبل تعيينهم . لا تبق احدا بمنصبه اكثر من سنتين كحد اقصى . وألا سنعتبرك ساكتا عنهم ، والسكوت بمعرض الحاجة الى بيان يعتبر قبولا . وسوف لن نجد في جعبتنا ما نبرر به سكوتكم . وهذا ما لا نتمناه لكم .للتذكير فقط يادولة الرئيس نذكر كامثلة ليس الا استقالات الوزراء في بعض دول العالم واسبابها الذين قدموا استقالاتهم على اثر اخفاقات امنية ،بتاريخ30-11-2008قدم وزير الداخلية الهندي شيفراج باتيل استقالته على خلفية تفجيرات بومباي التي حصدت 200 قتيل وقال واصفا أسباب استقالته (إني أتحمل المسؤولية الأخلاقية لتفجيرات بومباي). وبتاريخ17-6-2005 قدم وزير الداخلية السوداني اللواء عبد الرحيم محمد حسين استقالته على خلفية انهيار مبنى تابع لوزارته . وبتاريخ13-5-2007قدم وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي استقالته على خلفية تجدد الاشتباكات بين عناصر من فتح وحماس. وبتاريخ 5-2-2006 قدم وزير الداخلية اللبناني جسن السبع استقالته على خلفية أعمال شغب أسفرت عن جرح 30 لبنانيا وحرق القنصلية الدانماركية وبتاريخ 15-12-2004 قدم وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكت استقالته على خلفية تدخله (توسطه) لمنح تأشيرة دخول لبريطانيا لعشيقته المربية الفلبينية لوزسمالي ،وقائمة استقالات وزراء الداخلية طويلة ، إلا إن ما يعتبر سببا كافيا للاستقالة يختلف من وزير إلى آخر كما لاحظنا ، فكلما احترم الوزير شعبه ونفسه والقسم الذي اداه سارع إلى تقديم استقالته عند أول فشل يلاقيه خلال فترة أدائه لمهام وزارته. والعكس صحيح أيضا . ولله درك يا عراق.
https://telegram.me/buratha