المقالات

ازمة واحدة .. وفريقين

485 02:54:00 2012-06-19

جواد العطار

في خضم أزمة سحب الثقة تراجعت ملفات مهمة يقوم عليها النظام السياسي من جهة والنظام العام من جهة اخرى ، فالبرلمان رُكن جانبا؛ ينتظر ما ستؤول اليه خيارات تجمع ائتلاف ال ١٦٠ ، وتوقفت معه كل وسائله في الرقابة والمتابعة وشلت آليات لجانه الكفيلة بتحقيق نوعا من تقويم الأداء التنفيذي وتحسين الخدمات ، وتم صرف النظر عن دعوات تسمية الوزراء الأمنيين وهو استحقاق دستوري كان؛ الى وقت قريب؛ في مقدمة مطالب بعض الكتل السياسية المؤتلفة في تجمع 160 ذاته . على اثر ذلك تعرض الشارع العراقي الى هزات ذات أبعاد خطيرة تمس بناءه ووحدته تارة؛ مثل تفجير مقر الوقف الشيعي ببغداد .. ومؤلمة تارة اخرى؛ مثل تفجيرات الأربعاء والسبت الدامية التي استهدفت جلها الزوار الساعين لاحياء ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع) . والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل ان أزمة سحب الثقة هي نتاج طبيعي لعدم تسمية الوزراء الأمنيين ام ان عوامل انعدام الثقة بين الكتل ذاتها كانت السبب وراء ذلك ؟ان تسمية وزراء الداخلية والدفاع او موضوع الثقة المتبادلة بين المكونات السياسية؛ عاملين لا يمكن الفصل بينهما وهما ليسا نتاج اللحظة او الازمة الحالية ، لذلك انقسمت الكتل الى فريقين ازاءهما .. كل فريق يرى شكلا مغايرا للحل :الفريق الاول : يرى ان سحب الثقة واستبدال شخص رئيس الوزراء حصرا؛ هو الحل ومخرج الازمة .. ويمثله ائتلاف اربيل والنجف او تجمع ال 160 ، دون ان يطرح بديلا عنه .. بل حدد مرشحه القادم من التحالف الوطني دون غيره .الفريق الثاني : يرى ان طريق الإصلاحات وتسمية الوزرء الأمنيين وتطمينات الشراكة ضمن جداول زمنية قصيرة بدلا من سحب الثقة .. هو الحل الافضل في هذا الوقت الحساس على اقل تقدير؛ ويمثله دولة القانون ورئيس الجمهورية والمجلس الاعلى وقوائم صغيرة ومستقلين . وبين دعاة هذا الفريق وذاك لمن سترشح الكفة ؟ لمن يأتي بالنصاب اللازم في البرلمان ويطرح المشروع البديل؛ ام لمن سيرمي الحجة على الآخر بالاستجواب .. الذي يسبقه. ان كل ما تقدم يؤكد ان الكتل البرلمانية بدأت تستعيض عن تحالفاتها السياسية التأريخية بالآليات الديمقراطية ، وهي ظاهرة صحية ان تم توظيفها بشكل سليم وفي إطارها الدستوري ، لان الازمة لن تنتهي بجلسة البرلمان في الحادي والعشرين من هذا الشهر بل ستبدأ معها صفحة جديدة قد نشهد فيها حضورا برلمانيا فاعلا ومعارضة قوية طالما دعونا اليها .. وطالبنا بتفعيلها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك