خميس البدر
لم تشكل موجة تفجيرات الأربعاء الدامية وتوزعها على تسع محافظات وبأكثر من 30 تفجيراً بين عبوة ناسفة وسيارة مفخخة وانتحاري للزائرين ولشيعة آل البيت عليهم السلام، حالة غريبة أو مختلفة في الواقع العراقي واستهداف أبناءه لما شهده وعاناه طيلة السنوات السابقة من كوارث وهجمة بربرية معروفة التوجهات ومكشوفة لكلّ العالم، ينفذها تحالف التكفير والفكر المنحرف والرؤى الضيقة والظلامية والقتلة والسفاحين ممن تربى في أحضان البعث الفاسد وترعرع في أجواء الرذيلة والانحلال لينتج منه منهج مسخ وهجين خارج عن كل مبدأ وفضيلة ونبل، وأيضاً لم يكن غريباً أنّ يستهدف زوار باب الحوائج الإمام مُوسى الكاظم "عليه السلام"، فهذا ديدنهم بل هو من أهم أهدافهم وربّما تكون كل ادعاءاتهم الأخرى هي غطاء لتنفيذ هذا التوجه والوصول لهدفهم الدموي بتصفية وإبادة أتباع آل البيت "عليهم السلام"، ولا احتاج إلى دليل مع كل هذا الإعلام الموجه لتحقيق هذه الغاية الدنيئة وما نسمعه من سيل التصريحات والتحريض والتهجم والسب والانتقاص والافتراء الذي يمارسه أشباح الظلام وأوباش الوهابية واستمرار المسلسل التآمري على العراق وعمليته السياسية من قبل دول الجوار العربي، وتسخيرها كل إمكانياتها لإفشال المشروع العراقي وتجربته الوليدة وربما من نافلة القول ان نمتدح ذلك المد الهادر والزحف المليوني من قبل المحبين نحو الكاظمية المقدسة رغم كل هذه التحديات وكيف تعاملوا بانضباط وصبر وتوطين نفس على الشهادة وعدم الانجرار نحو ردات الفعل أو المعاملة بالمثل مع قناعتنا بأن هؤلاء المجرمين لن يتوقفوا ولن ينفع معهم إلاّ الضرب بيد من حديد، ولا يفهمون إلاّ لغة النار والحديد والدم، واعتقد أن الأجهزة الأمنيّة هي المعني الأول بهذا الخيار، اما الجهة القضائية فمطالبة وقبل أي وقت مضى بتشديد الأحكام الرادعة والمطالبة بتنفيذها كي يكونوا عبرة لمن اعتبر مع أنهم مهما فعلوا لن يكون ذلك شافيا لقلوب الأمهات أو متلائما مع طبيعة الجريمة لكن وكما يقال ان الحكم عنوان العدالة ولا نملك أكثر من القصاص لتدوم الحياة فيا قضاتنا ويا من تتقلدون تلك المناصب الرفيعة في هذا البلد الجريح ويا من تمثلون هذا الشعب الممتحن في كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية انتصروا للدم العراقي وقفوا وقفة تاريخية إلى جانبه مثلوا صوت الحق وقولوا كفى انتهاك وكفى لنزيف الدماء الطاهرة فإذا كانوا يراهنون على القتل والتهجير والذبح والتفجير فنحن لن نترك هذا الطريق وسيملون ويتعبون ولن يمنعونا من الوقوف على الجسر لتشييع الطيب ابن الطيب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وسننطلق نحو الفرات ودجلة في كل عام وكذلك نفعل في كربلاء وفي النجف ونحو سامراء لنشهد إمامنا المنتظر في كل لحظة ومع كل صوت وكل همسة ونعبد طريقه بهذه الدماء الزكية ببراءة الأطفال وصبر الشيوخ ودموع الثكالى وهمة الشباب وصرخة مظلوم وكلمتنا وشعارنا هيهات منا الذلة.
https://telegram.me/buratha