( بقلم : بنت النهرين )
صابرين ..أم متآمرين قبل حوالي خمسين عامآ وفي بداية نشوء الجمهورية العراقية أي في حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ، كانت الاشاعات المغرضة ضد حكمه في أوجها وأخذت إذاعة صوت العرب بقيادة أحمد سعيد ، الريادة في ذلك ، فما كان من العراقيين العقلاء إلا أن يرتبوا مطبآ لأحمد سعيد فأرسلوا له الرسائل التي تستنجد به وبأمثاله من المغفلين العرب وأخبروه بأن المناضلة العربية العراقية حسنة ملص تكابد الأمرين من حكومة قاسم ...الخ ، فما كان من أحمد سعيد إلا ويخصص هجومه على النظام العراقي آنذاك ويستنكر ما يحدث للمجاهدة حسنة ملص وهذه المجاهدة ! معروفة عند العراقيين وأشهر من علم بسمعتها الشريفة جدآ ! وضحك العراقيون كثيرآ على سخافة معظم وسائل الاعلام العربية . ولكن وللأسف لم تذهب تلك الاكاذيب وترويجها سدىً فبواسطتها إستطاع المروجون ذوي الالسن والاذرع الطويلة على إجهاض المحاولة الديموقراطية آنذاك وأتوا بحكم دكتاتوري على مقاساتهم في سنة 1963 ودام حتى 2003 أي أربعون سنة كاملة . وما يحدث من إشاعات وترويجها بالسرعة المذهلة في هذه الايام ضد الحكومة المنتخبة في العراق هي إستمرارآ لما حدث سابقآ ففي مسرحية صابرين ( والاسم كنية بالتأكيد لإنه ليس إسمآ عراقيآ على الاطلاق ) ونشرها في القنوات التلفزيونية قبل التأكد من صحة الخبر ، وأنا لست بصدد تزكية كل قوات الجيش والامن من النقص لإن مثل هذه الحوادث تحدث ومع الاسف في كل الاوقات وكل البلدان ولكن الطريقة والسرعة التي نشرت بها هي بالتأكيد للاساءة الى الحكومة العراقية الحالية وإجهاض كل المحاولات والجهود الرامية لفرض الامن والنظام في البلد .والعناصر المتورطة هنا في هذه الجرائم البربرية هي أيضآ عربية وعراقية ( والحمى تبدأ من القدمين ) وغرضها طائفي بحت وخالص ومن لا يفهم هذا يجب عليه أن يفحص عقله عند طبيب مختص ، وهم نفسهم أبناء الجيل الذي أجهض بدايات الحكم الديموقراطي الذي بدأ في 1958 وقد رفضوا عبد الكريم قاسم أن يكون رئيسآ للوزراء ومن اليوم الاول وهو السني من أم شيعية أي نصف شيعي ، فكيف لا يرفضون الآن رئيس الوزراء الحالي وهو من أبوين شيعيين . وستستمر هذه الشريحة من مغلقي العقول في هذا التخريب الاعلامي من أجل إرضاء نوازعها الطائفية البغيضة غير مكترثة بمصير البلد وشعبه ولا مبالية بتركيبة الشعب العراقي ، فإذا كان فلان لا يتحمل علان فلماذا علان يتحمل فلان .... اليس هذا منطقيآ ! فوالله الطائفية هي المسؤول الاول والاخير وهي رأس البلاء وسبب الخراب وعدم الاستقرار في العراق . إن المتعصب طائفيآ هو شخص يعاني حتمآ من إضطراب سلوكي نتيجة تربية مغلوطة وهو في أمس الحاجة الى إعادة تأهيل نفسي يرجعه الى الحالة الطبيعية السلوكية للإنسان السوي الذي من المفترض أن يتحمل الآخرين غيره كما يتحملونه هو ومن ثم فقط يصبح عضوآ نافعآ لمجتمعه ووطنه وإلا فأنه يبقى نكدآ أو مجرمآ يقتات من خلق المشاكل للآخرين من حوله وهذا التأهيل هو واجب رجال الدين كما هو واجب أساسي من واجبات وزارة التربية . وبغير هذا التأهيل وإرادة جميع الاطراف فإن العراق يبقى لا سامح الله بلدآ ضعيفآ منخورآ تأتيه الفئران من كل حدب وصوب وتعيث به فسادآ وتقتات على خيراته وتستغل ضعف شعبه وحاجتهم فتزيدهم بؤسآ فوق بؤسهم وتخلفآ فوق تخلفهم وتجعل الحروب الاهلية أهله حطبآ رخيصآ لنيرانها المستعرة ويضحك عليه هؤلاء من هب ودب من الذين هم أقل قدرآ ومكانة منه وبلدانهم أقل خيرآ وأشح موردآ من حوله من الاقطار لكي يعيشوا عليه لانهم والحالة هذه سيكونون المصدرين و المنقذين لإهل العراق المحتاجين للمأكل والملبس والدواء وكل شيء حتى شم الهواء بعد إحتراق الاخضر واليابس . فهل يتعض ذوي الضمائر الحية وينسوا خلافاتهم القديمة لانهم فيها جميعآ خاسرون وبمحبتهم لبعضهم فقط يعم الرخاء ويسود السلام . بنت النهريناشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha