حمودي جمال الدين
أفرزت ألازمه السياسية التي يمر بها عراقنا اليوم الكثير من التناقضات والتجاذبات في الآراء والأطروحات سواء بين الكتل المتصارعة أو من داخل ألكتله أو الحزب الواحد, كما بينت وبكل وضوح الانقسامات والتخندقات لدى الجمهور العراقي المتفرج, فبين مناوئ ومؤيد لهذه الجهه أو تلك .كما اختلفت الرؤى والأهواء على ضوء الانحدارات الطائفية أو الاثنيه أو الحزبية أو على أساس الاقتناع المنطلق من ذات الإنسان ومدى تحليله وإدراكه للواقع السياسي الحالي, وأين تكمن مصلحة البلد عموما بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية أو الطائفية وهذه حالات صحية وطبيعيه لا تثريب عليها يفرزها كل مجتمع يتعرض إلى ما نحن عليه اليوم.ولكن من حق المواطن المتابع لواقعنا السياسي وتجلياته التي تمخضت عنه هذه الحكومة وهذا البرلمان والسلطة عموما.إن يتساءل لماذا هذا الاصطفاف والالتحاق بهذه ألكتله وتلك وتغير المواقف والميول والترجيحات لهذه الكفة دون الأخرى وبهذه السرعة المفرطة وفي وقت حراجة ألازمه وضراوة لهيبها ؟؟؟؟علما إن هذه الشخوص انتمت إلى قوائمها وكتلها الاصليه بمحض إرادتها وقناعتها, التي أضفتها عليهم ميولهم واتجاهاتهم ومبادئهم وربما هناك من استمات ودفع الوساطة والرشا من اجل قبوله وترشيحه ضمن ألقائمه وداخل صفوفها وخصوصا الانتخابات الاخيره , حتى ان بعض الكتل دفعت من أموالها الخاصة دعايات انتخابيه لمرشحيها ,حيث صعدت شخوص كانت تحلم بان تحصل على الجزء اليسر من الأصوات في دوائرهم الانتخابية, لكون أعلبهم غير معروف أو لا يتمتع بالمواصفات والشروط التي تستوجب توفرها بالعنصر المرشح, لكن اسم ألقائمه أو ألكتله أو باسم زعيمها هي التي رجحت كفتهم وصعدتهم للفوز ,علما ان اغلبهم لم يصل إلى ألعتبه الانتخابيه أو السقف الانتخابي للمحافظة التي رشحوا في دوائرها,وكل الناخبين كانوا على دراية وعلم , إن هناك تنافس حاد بين القوائم في الشارع العراقي وكل قائمة لها مريديها واتباعها ومؤيديها اما على أساس طائفي أو اثني أو مبدئي أو على أساس البرامج والأفكار التي تطرحها كل قائمه والتي تستهوي الناس وتجذبهم اليها وتدفع بالتالي الى منح أصواتهم لهذه ألقائمه ولمن يمثلها داخل الدائرة الانتخابية.ونحن نعرف ان المرشح يمثل مائة إلف ناخب عراقي حسب التقاسم الطوبوغرافي للخارطة العراقية والنائب لم يحصد الفوز إلا بفعل هذه الأصوات التي انتخبته أو التي غطت ألقائمه نقص سقفه الانتخابي من رصيدها .فكيف يجرئ هذا النائب ان يتعدى ويخرج على مزاج وروى ورغبات ناخبيه التي منحوه الثقة وصعد بأسمائهم ويلتجئ إلى قائمة منافسه ومناوئه إلى قائمتهم سواء بالانتخابات أو تحت قبة البرلمان أليس في ذلك حق أدبي وأخلاقي ملزم للنائب ان يؤديه لمؤيديه وناخبيه وان يتمسك بكتلته وحزبه ولا يفرط بهما في أول محك واهتزاز وضع عليه.هنا تبين أصالة المبادئ ومعدنها عند السياسيين ورجال ألازمه وتخالج الظنون والشكوك عند كثير من الناس لهؤلاء المتصدرين المتقلبين مهما دبجوا وروجوا من إعلام وتبريرات في محاولة كشف الغطاء وإظهار حسن النوايا.ومن وجهة نظر خاصة ان شخصية النائب أو السياسي ستبقى هشة رخوة إمام الاتهامات والطعون ويتعسر عليه الصمود والمواجه وسيظل موقفه ضعيفا في عيون شعبه وناخبيه.نعم يدعي البعض أنهم خرجوا على زعيم ألكتله وقياديها لكونهم في نظرهم لم يحسنوا التصرف سواء لنوابهم أو طريق عملهم السياسي عموما لكنهم لم يبادروا بالخروج عن إرادة ناخبيهم وإنما شكلوا تجمعات مستقلة داخل قبة البرلمان باسم ناخبيهم ولم ينحازوا إلى هذا الطرف دون الأخر في العمل السياسي السلمي والهادئ فبقوا كيانات تحتفظ باستقلاليتها وذاتيتها وهذا عمل لا ضير فيه وربما يخلق توازنات وتوافقات اصلاحيه وتقاربيه بين الكتل المتنافسة .اما في وقت اشتداد الأزمات والتنافس الحاد بين القوائم بغض النظر عن جدوى ومشروعية وأسباب هذا الاصطراع سيظل الأمر في موضع الريبة والشك.
https://telegram.me/buratha