حكمت مهدي جبار
مع ما جاء في كتب المسلمين من أتباع آل البيت الشريف صلوات الله عليهم في فضل زيارة الأمام موسى بن جعفر - ع - من أجر وثواب لايقل شأنا عن زيارات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعن زيارة الأمام الحسين - ع - فأن للزيارة أبعادا اخرى تتعلق بالجوانب التربوية للأبناء ,وما يترتب على الآباء من واجبات توجيهية بخصوص معاني الزيارة الشريفة ومدلولاتها الأجتماعية في صقل وتهذيب نفوس الشباب تحت عنوان الخلق الأسلامي وقيمه السامية.في هذا اليوم توجه الملايين من مسلمي العراق الى مدينة الكاظمية المقدسة لأداء زيارة الأمام الكاظم أحياءً لذكرى أسشهاده في الخامس والعشرين من رجب من كل عام.ومع هذا الولاء العظيم لآل البيت عليهم السلام .من خلال هذه الحشود الزاحفة من كل مدن العراق رأينا أن لابد لنا ونحن نؤدي الزيارة الجليلة من أن نقف على جملة من الأمور التي قد يغفلها البعض من ولاة الأمور والمربين والمسؤولين في مختلف مؤسسات المجتمع ابتداءً من العائلة والمدرسة والمحلة .وهي :-الى أي مدى يمكن ان يحقق الزائر غايته الدينية في نيته المقبولة أن اراد الله قبولها منه سبحانه ,مع ان ذلك أمر رباني بين المؤمن الزائر وربه.ثم ماهي الدروس التربوية والتوجيهية والتعليمية والأخلاقية المستخلصة من ذهاب أبنائنا الى تلك الزيارة,وهم يتوجهون جماعات بمختلف ميول وتوجهات افراد تلك الجماعات.أننا ومن موقعنا كمربين وآباء ومعلمين ومدرسين وموجهين من اتباع أهل البيت نرى أن علينا واجبات لابد من تأديتها كتوجيهات لأبنائنا وهم يرومون تأدية الزيارة .وهذه الأمور التربوية رغم بساطتها فأن الغالب الأعم منا لم يمارسها ويعلمها لأبنائه.فلم نرى أحدا أن شرح لأحد ابنائه جانبا منها الا القليل.ان التأكيد على جوهر الزيارة ومعانيها وفضلها الى أبنائنا هو اهم بكثير من تركهم يتوجهون لأدائها تحت دوافع حماسية وعاطفية وقد تكون مجالا للتنفيس عن رغبات وأهواء ربما لم تمت بصلة بآداب الزيارة وضوابطها.لذلك ترى الغالب الأعم من أبنائنا يستعدون للزيارة وهم لايعرفون لماذا يذهبون سوى انهم يقضون اوقاتا في الملاطفات والثرثرة وربما المشاكسات وتجاوز الحدود الأخلاقية بما يسيء لجلال الزيارة وقدسيتها,وربما هم لايعلمون بذلك !!وهنا يبرز الدور الكبير للأب والأم والمربي والموجه وشيخ الجامع وأمام الحسينية في ضرورة شرح الأيجازات والتعليمات قبل الزيارة.انها لفرصة عظيمة في أن يتعلم ابنائنا لماذا يؤدون الزيارات لأضرحة آل البيت والصالحين والأولياء.وانها لواجب كبير علينا جميعا ان نؤدي واجبنا كأولياء أمور في توجيه وأرشاد هذا الجيل حول ألأبعاد التربوية لهذه الزيارات وهي كثيرة جدا .منها:-1 - انها رياضة دينية تهذيبية لصقل النفوس وتدريبها على التمثل بأخلاق آل البيت2 - أنها تحمل معاني الأقتداء بسير آل البيت وتعظم من شأنهم من قبل ألأبناء3 - تعزيز ولايتهم للأمة الأسلامية والحفاظ على الرسالة الأسلامية التي حملوها والتي يريد البعض طمس معالمها.4 - تعزيز المعرفة بآل البيت ,من خلال معرفة أسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم لأنهم أوليائنا وأئمتنا في الدين.5 - تطبيق الخلق الأسلامي في طقوس وشعائر زيارات القبور والتي اوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم6 - قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (الزموا مودتنا أهل البيت فأنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفعاتنا والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله الا بمعرفة حقنا)(من كتاب مسؤوليتنا تجاه أهل البيت - حسن مكي الخويلدي)7 - ألأستزادة في معرفة حقهم عليهم السلام.والألتزام بما جاؤا به من وصايا عظيمة ومعرفة حقائق التأريخ والتي شوهها البعض كرها وبغضا.8 - أن نعلم الأبناء على التحمل والصبر في قطع المسافات سواء كانت راجلة أو راكبة .وهي مقاصد أيمانية يكون أجرها على قدر مشقتها.فهل تحقق الزيارات غاياتها التربوية والأخلاقية ,في سبيل تعزيز القيم الدينية التي اوصى بها الله تعالى ونبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام ؟وهل يستنبط أبنائنا الدروس الأيمانية العظيمة من تلك الزيارات ,ومن خلالها تبنى شخصياتهم بناءً أسلاميا صحيحا ؟ أم تبقى الزيارات لاسمح الله مضيعة للوقت لاتتعدى كونها لهوا وأستمتاعا وفقدان للجهد والوقت ليس ا لا؟
https://telegram.me/buratha