خضير العواد
لقد هب الشعب العراقي مسرعي الخطا ومرددين كلمات الوفاء المملوءة بالحزن و الآسى بالإتجاه قبر المغيب في سجون بني العباس المقتول بالسم وهو مصفد الأيدي والأقدام ، لم تثني الموالين مفخخات الأعداء ولا الموت الذي يزرعونه في الطرقات فهم مشاريع أستشهاد لكي يلتحقوا بمواكب أئمتهم الابرار(ع) الذي قال فيهم سيد الكائنات (ص) ( ما منا إلا مقتول أو مسموم ) وأرادوا التعازي التي يقدومنها الى صاحب الأمر (عج) أكثر حزناً ومآساوية فخلطوها بدمائهم وأشلاء أجسادهم لكي يثبتوا للعالم إن هذا الجيل الموالي لأهل البيت (ع) هو من ذلك الجيل الذي ضحى في سبيل مبادئ الإسلام وأئمة الهدى عليهم السلام كأبي ذر والمقداد وسلمان وعمار وحجر .. وغيرهم كثير ممن ضحى بكل ما يملك من أجل ان يصل الأسلام الحق الى كل بقاع العالم بعد أن دارت الأمة بظهرها عن أئمة الهدى الذين نصبّهم الله سبحانه وتعالى خلفاءه على هذه الأمة وهم عدل القرآن الذين لا يفترقون عنه الى يوم القيامة كما قال رسول الله (ص) ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي مإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) ، وبالمقابل أرادوا أن يثبتوا للعالم أن هؤلاء الأرهابين القتلة المجرمين هم من ذلك الجيل القاتل المجرم الذي أراد أن يثبت لنفسه ديناً حسب مواصفاته وأفكاره ومصالحه وأهدافه وهو الذي سقى أئمة أهل البيت (ع) ومواليهم أبشع أنواع القتل والإجرام ، فمعاوية ويزيد وبقية بني أمية والسفاح والمنصور والرشيد وباقي بني العباس يلحق بهم خالد بن الوليد وزياد بن أبيه والحجاج وغيرهم كثير ممن تلطخت يداه بدماء الصالحين والشرفاء والشجعان والكرماء وممن يعطي دماءه رخيصة في سبيل مبادئه ومعتقداته ، وما أبن لادن والزرقاوي والضاري والهاشمي إلا من ذلك الجيل المجرم الذي ملئ الدنيا بالإرهاب والقتل والدمار .لقد ظهر للعالم بأسره من حكومات وشعوب من هو الضحية ومن هو المجرم بعد أن خرجت الى هذا العالم الممتلئ بالظلم تصريحات قادة الأرهاب بتبنيهم قتل الموالين لأهل البيت عليهم السلام وكذلك أظهر الإعلام طرق الإجرام والقتل البشعة ، ولكن السؤال المهم الذي يطرح بنفسه بقوة من هو الذي سينصف المظلوم من الظالم ؟؟؟؟ ومن هو الذي سيطبق العدالة على المجرمين ؟؟؟؟ ومن هو الذي سيجلب الأمن لهذا الشعب المجروح ؟؟؟؟ ، فقد سيطرت المصالح السياسية على كل تحرك في العراق فإظهار الحقائق في كثير من الأحيان ليس من أجل إظهار الحقيقة بل من أجل الحصول على المكاسب وما قضية الهاشمي وغيرها من القضايا إلا أكبر دليل على هذا ، وفي هذه الأيام يتبجح المسؤولين بأنهم يعرفون الكثير من ملفات الفساد ولكن سوف يظهرونها عند الحاجة أيةُ حاجة حاجة المسؤول أو تنظيمه وأين حاجة المواطن وسلامته وأمنه ، وفي كل يوم نسمع من خلال راعي المصالحة الوطنية الخزاعي عن تفاوضه مع المجاميع الارهابية وقادتهم كألضاري الذي يتفاخر بأبطاله الأشاوس الذين قتّلوا وفجّروا بالشعب العراقي المسالم ، فهل شخصية مثل الضاري التي قتلت ما قتلت من الشعب العراقي تدخل من ضمن مخطط المصالحة الوطنية ؟؟؟ فهذه كارثة أنسانية بحق لأن الذي عنده أفكار كهذه فأنه سيدخل يزيد وصدام إذا كانا حيين من ضمن المصالحة الوطنية تحت عنوان المصلحة تتطلب ، ولكن التجارب أثبتت والعقول قد حكمت أن المصالحة مع الذين لا يسري الأجرام في دمائهم جائز تعطي ثمارها ولكن الذي يجري الأجرام في عروقه بدل الدم فلا ينفع معه إلا العدل وإجراء القصاص العادل بحقه وهذا ما حكمت به كل الشرائع السماوية والوضعية ، لأنهم لا يعرفون شئ أسمه الخير والسلام والرحمة والتسامح و هذه هي حقيقتهم لايعرفون شئ من الإنسانية إلا الإجرام .
https://telegram.me/buratha