من الانتقادات ألتي توجه للسيد / ألمالكي ( وماأكثرها ) هو أِعتماده على عدد من المستشارين غير الأكفاء ، وزجـّه لعدد من أعضاء حزبه وكتلته الانتخابية في عدد من المواقع الحساسة هم غير مؤهلين لأشغالها ، مما أحدث العديد من الأخفاقات في عمل مؤسسات مهمة وحدا بالبعض منهم لتكليف اشخاص اخرين لمساعدتهم في ادارة شؤؤن هذه المؤسسات ، وكما أثبتت العديد من التجارب ان هؤلاء ( ألمــُستعان بهم ) ليست ولاءاتهم خالصة للدولة أو للعملية السياسية وانما يعملون ضمن أجندات أخرى؟؟
ومن أسوأ ما عانت منه البلاد من هؤلاء ( المتسللين ) هي الخروقات الامنية المتكررة والتي أودت بحياة مئات العراقيين ، والتي ما كانت لتحصل لولا المندسين في الاجهزة الامنية ( دفاع وداخلية ) وهؤلاء ما كانوا ليندسوا ويسيئوا للوضع الامني لو كانت القيادات الكبرى في هذه الوزارات كفوءة وتعمل بحرفية ، ولكن بسبب الحزبية والمحاباة اُبتلينا بهذه القيادات غير الكفوءة التي اعتمدت في عملها الامني والعسكري على ( كفاءات ) النظام البعثي السابق الذي لم يكن يجيدالعمل سوى في هذين المجالين .
حين نتكلم عن وزارة الداخلية مثلا ً فان الشخص الثاني فيها ( والذي يقوم مقام الوزير ) لعدم وجود وزير في الوزارة هو من كتلة رئيس الوزراء وعلى رغم الظروف الحساسة والشائكة التي تمر بها العملية السياسية ورئيس الوزراء وكتلته حصرا ً نجد هذا ( ألقائد ) الامني منشغل تماما ً في انتخابات نادٍ رياضي تاركا ً عمله الامني للمستشارين والقادة الاخرين الذي اثبتت الوقائع ان كثير منهم يسبحون عكس التيار ؟؟
نتداول جميعا ً مفردة ( ألخلايا النائمة ) ربما يظن البعض لوهلة ان المقصود بها مجموعات من الارهابيين والقتلة مخبئــّة الى أجل محدد للقيام باعمال قتل واغتيال ، الا ان هذه المفردة في واقعنا تحمل أبعادا ً أعم ّ وأشمل ، فالخلايا النائمة تشمل موظفين كبار وفي مواقع حساسة وقادة عسكريين كبار وضباط وقادة في الاجهزة الامنية والاستخبارات تم ( زرعهم ) في مواقعهم ببركات ( المحاصصة ) الطائفية والحزبية التي ا ُبتلينا بها بعد السقوط ، وعدد كبير منهم (وبالاخص في الاجهزة الامنية ) تم ادخالهم أيام رئاسة /علاوي للوزارة العراقية ؟؟
ان ( خلايا ) كبار الموظفين وقادة الجيش والشرطة ( النائمة ) أشد خطرا ً على العراق من الخلايا الارهابية ، فهذه الخلايا هي التي توفر الغطاء وتسهّـل لأكبر العمليات الارهابية وعمليات التسقيط السياسي للحكومة وللديمقراطية الناشئة في ألعراق.
ولعل مسرحية / ليث الدليمي هي خير دليل على ما ذهبنا اليه من خطورة عمل الخلايا ألنائمة في أجهزة الدولة الحساسة، فالخلايا النائمة في أروقة وزارة الداخلية وفي وكالة استخباراتها والاجهزة التحقيقية هي التي ساعدت بشكل كبير في اخراج مسرحية ( ليث الدليمي ) ألتي تم بثــّها حيــّة عـِبر َ شبكات الاعلام المحلية والدولية في عملية تسقيط مجانية للحكومة .
نحن لن نأتي بجديد حين نقول ان قصة ( ليث الدليمي ) هي ، فخ نـُصب َ باحتراف اجهزة متخصصة وعلى مستوى عالي ، وكيف لا يكون كذلك وفي قياداتنا السياسية المناوئة للحكومة قيادات تفتخر بــ (تعاونها ) مع العديد من اجهزة المخابرات الاقليمية والدولية ،بل هنالك جهات سياسية في العراق لها أجهزة مخابراتها الخاصة فلن يصعب على هذه الجهات مجتمعة أن تـُخرج لنا مسرحية مثل هذه يعاونها قلة كفاءة مسئولين في اجهزة الدولة واهتمام بعضهم بمصالحهم الخاصة ومغانمهم على حساب المصلحة العامة
لا يعنيني ان كان / ليث الدليمي ارهابيا ً أم لا فهذا شأن يقرره القضاء ، ولكن ما هو مؤكد ان/ الدليمي هو عضو في احدى هذه الخلايا النائمة وقد أ ُوكل له دور في هذه المسرحية أدّاه بامتياز كما أدت باقي المجاميع في الداخلية وبعض القنوات الفضائية ادوارها المرسومة لها !!
من ألمؤكد ان لمسرحية / ليث الدليمي فصول عديدة ، لعل أولها كان ما شاهدناه في مؤتمر الداخلية الصحفي ، تلته فصول أخرى ، منها ألمظاهرات المرسومة التي انطلقت في مناطق محددة والتي كانت تهاجم وزارة الداخلية والحكومة وتطالب باطلاق سراح / ليث الدليمي لا بل والاعتذار منه ؟؟؟؟؟
لعل من الفصول التي لن يتسنى لنا التفرج عليها هو ما كان سيحدث لو نجح جماعة ( أربيل- النجف ) في سحب الثقة عن الرئيس / المالكي ، فمن المؤكد ان من أول ما سيطلبوه من الرئيس الجديد ان يسارع لتشريع قانون العفو العام عن جميع المجرمين كونهم ( أبرياء ) تم تلفيق التهم لهم كما حصل لليث الدليمي ؟؟ طبعا ً سيكون من أوائل الذين سيعفو عنهم رئيس الوزراء الجديد ألمجرم الهارب / طارق الهاشمي الذي كان دوره في هذه المسرحية التزام الصمت التام والظهور كأنه حمل وديع ولسان حاله يقول :( شفتو عيوني مو كلنا التهم كلها باطلة والجماعة روافض يكرهونا؟؟؟؟)
الهدف الرئيس لمسرحية / الدليمي هو التشكيك باجراءات الاجهزة الامنية وزرع بذرة الطائفية من جديد ، ولعل المضحك المبكي هو أن يتناول نواب في مجلس النواب العراقي هذه القضية بالدعم والرعاية ، وأغرب ما سمعته في حياتي هو مطالبة أحد النواب وهو/ سليم الجبوري – رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية باِيكال مهمة التحقيق مع ألمتهمين بالارهاب الى ( جهات محايدة ) ،
كنت أسمع حين يلعب فريقي ألاهلي والزمالك في مصر انهم يستعينون بــ ( حكام محايدين ) لضمان نزاهة المباراة ، أما أن تستعين دولة تحترم نفسها ولها أجهزة قضائية وتحقيقية من أقدم ما موجود في دول المنطقة بمحققين محايدين فهذه ( ملعوبة ) وطلعة حلوة من السيد / الجبوري الذي أظهر بوضوح من هذا التصريح كم يحترم هو وقائمته الدولة العراقية واجهزتها وقوانينها ، على ذلك فأنا أهمس في اِذنه بنصيحة ،يمكن أن نحصل على الحكام عفوا ً ( ألمحققين ) ألمحايدين من ( بوتسوانا ) أو ( ألصومال ) أو ( سيراليون) على ذلك أنا أدعوكم للاستفادة من / ناجح حمود رئيس اتحاد الكرة كونه صار خبيرا ً في مجاهل أفريقيا !!
و همسة صغيرة في اذن السيد / نوري المالكي ، ما دمت مُصرا ً أن تبقى رئيسا ً لوزراءنا فابتعد قليلا ً عن الحزبية والكتلوية الضيقة وابحث عن الاكفاء في كل مكان بالعراق فعراقنا ياسيدي مليء مليء بالشرفاء الاكفاء الاوفياء الذين يعشقون بلدهم ولا يمكن شراءهم مهما كانت ألمغريات ، ابحث وجرّب وستجد الخير انشاء الله.
2/5/614
https://telegram.me/buratha