( بقلم : سيف الله علي )
اطل علينا اليوم التاسع في سجن الهجره والجوازات الواقع في منطقة باب المصلى وأجري التعداد كالعاده ونحن في قاعه مخصصه للعراقيين فقط . يقول حيدر تناولنا وجبة الافطار والتي هي على حسابنا الخاص لأن العاده هنا هي تقديم وجبه واحده يقدمونا وهي الغداء ثم تحلق الجميع كل مجموعه على حده يتجاذبون اطراف الحديث كل يتكلم عن معاناته وما لقي من الاشقاء السوريين حيث جلس معنا رجل في منتصف الثلاثينيات من عمره اسمه ابو علي بعد ان سلم فبادره حيدر اي ابو علي انت شنو قصتك سولف !!!
تنهد ابو علي والأسى واضح على محياه قصتي يا اخوان انني بعت كل شيء في العراق وجمعت كل مدخراتي فكانت كلها 8000 دولار وصلت مع زوجتي الى دمشق وعلى أمل ان اسافر الى احد دول اللجوء وفي دمشق قرأت اعلان على زجاج احد الشركات السياحيه مكتوب فيزا الى احد الدول الاوربيه مع الفندق ولمدة اسبوع بخمسة الاف دولار فطار قلبي من الفرح على هذه الفرصه . دخلت للشركه وبعد السلام سئلت عن تلك الدول الاوربيه فذكر منها اسبانيا وايطاليا والبرتغال فقلت له وكم تكلف السفره الى ايطاليا فقال مع التذكره 5500 دولار فقلت وكيف السفر فقال من دمشق الى بيروت حيث تبقون لمدة ثلاثة ايام في فندق اربع نجوم لحين الحصول على الفيزا ومن ثم المغادره الى روما في اليوم الثالث ؟
يقول ابو علي ساورني الشك فقلت له وكيف يتم الدفع فقال نصف الثمن مقدما والنصف الثاني يدفع حين استلامك الفيزا وتذكرة السفر حيث تتصل بأهلك ليدفعوا الباقي ولا تدفع النصف الاول حتى تركب السياره المتوجهه الى بيروت وفعلا اتفقنا على ذلك وحدد يوم السفر وكان معي اربع عراقيين تعرفت عليهم عندما ركبت السياره ودفعنا نصف المبلغ ثم تحركت السياره بنا نحو بيروت عن طريق جبلي ثم وصلنا الى منطقه نائيه فقال لنا السائق يجب ان نترجل ونسير على الاقدام لمدة ربع ساعه حتى نصل الى السياره الاخرى التي تقلكم الى بيروت ؟ ترجلنا وكلما مشينا نصف ساعه نقول للسائق هل وصلنا فيقول بقى عشر دقائق حتى سرنا اكثر من ساعتين وبعدها داهمنا ثلاث مسلحين وهددونا بالقتل بعد ان سلمنا لهم السائق وعاد ثم سرنا معهم مسافة نصف ساعه حتى وصلنا الى جملون مبني من الصفائح المعدنيه فادخلونا به وهو بحاله قذره فوجدنا فيه اثنين من العراقيين عليهم اثار التعذيب والكدمات على وجوههم فسئلنا المسلحين عنهم قالوا هؤلاء شيعه عراقيين نريد قتلهم لأن الشيعه بالعراق يقتلون اخواننا السنه ؟؟؟
اصابنا الرعب مما سمعنا ومعظمنا من الشيعه تركونا وقفلوا الباب من الخارج الى صباح اليوم التالي فتحت الباب وجائونا بخبز ولبن رائب هو افطارنا بعد ان قضينا الليل بالبرد والخوف ثم دخلوا علينا في المساء حاملين معهم خبز مع خيار وطماطه وبصل وهكذا لمدة ثلاثة ايام وفي اليوم الثالث جائوا ومعهم تلفون موبايل وطلبوا كل واحد على حده ليتصل بأهله لأجل دفع باقي المبلغ ويقول لهم نحن الان في مطار بيروت وسوف نطير بعد ربع ساعه فصدق الاهل كلامنا ثم بعد ذلك تركونا وخرجوا وما ان مضى على خروجهم دقائق حتى دخلوا علينا الشرطه السوريه بأنواع الركلات والضرب والشتم الفاحش والسباب المقذع ثم اركبونا في سيارتهم مكبلين بالحديد لا ندري الى اين وجهتنا حيث وصلنا دمشق والى فرع فلسطين وهو بمثابة المخابرات في العراق وحال وصولنا الى هناك لا ندري من أين تاتي اللكمات والضربات تنهال علينا من كل فج عميق ونحن نصرخ من شدة الالم ثم زجونا في قاعه فيها عراقيين كثر وهم يئنون من شدة التعذيب أصابنا الرعب سئلنا اين نحن فأخبرونا وحتى لا اطيل عليكم عذبونا لمدة اسبوع وحققوا معنا وكيف وصلنا الى تلك المنطقه ويا ويل الذي يقول وصلنا عن طريق تلك الشركه السياحيه فقد قالها احدنا فعلق بالمروحه السقفيه لمدة يوم وقد أستنتجنا بأن للمخابرات السوريه صله بتلك الشركه وأن كل هذا الموضوع مفبرك لآصطياد العراقيين بهذه الطريقه الخبيثه !!!
ولا غرابه فأن السوريين هم أحفاد عمرو أبن العاص وهو جدهم الذي علمهم الخبث والخديعه حيث في حرب صفين أستعمل عمرو ابن العاص الطبول ليوهم جيش الامام علي عليه السلام بوصول المدد الى جيش معاويه من الشام مما جعل الانشقاق في جيش الامام علي وخروج الخوارج عليه للقبول بالتحكيم ضنا منهم أن الامدادات تترى على جيش معاويه ؟ يقول حيدر تعجبنا من تلك الحادثه مما هون علينا معاناتنا وقد قيل من رأى مصائب الناس خفت عليه مصيبته . وغدا انشاء الله نكمل معكم معانات اليوم العاشر بأذن الله
https://telegram.me/buratha