( بقلم : الدكتور محمد علي مجيد )
انقطعت عن الكتابة إلى موقعكم الموقر لا لسبب معين وإنما احرص ان تكون الكتابة موجهه وما أكثر كتابكم من الإخوة الأعزاء في التطرق والتعليق على الإحداث المتسارعة التي باتت مفضوحة بأخبار الفضائيات التي تصنف بين فضائيات مأجورة وفضائيات معتدلة وهي كذلك لأن "السنة الناس أقلام الحق" كما يقول المثل كما إن الناس لم تغب عنهم الحقائق إذا ما طليت الأكاذيب بحذلقة اللسان في الظهور في تلك الفضائية وتشخيص تلك الفضائية ومآربها.
أعود إلى عنوان المقالة بعد هذه المقدمة حيث كنت استمع إلى خطبة الجمعة من قناة بغداد الفضائية بتاريخ 23/2/2007 وهو خطيب شاب لم أتعرف على اسمه وكان جمع من المصلين يستمعون له وهو يرتجل موضوع خطبته التي يفهم مدلولها الجاهل حيث ركزها على صون الأعراض وكيف إن الخلفاء من الأمويين والعباسين ينتخون لنداء المرأة وسرد قصة صادفت الخليفة عمر بن عبد العزيز واليكم روايتها:
إن هناك امرأة اسمها ميمونة المصرية(لم يحدد الخطيب الهمام بلدها) لها دار وان حائطها قليل الارتفاع وكانت الثعالب تنط عليه وتلتهم دجاجاتها، فما كان من هذه المرأة ألا استغاثت بالخليفة عمرابن عبد العزيز بأن يبني هذا الحائط ويعليه ، فتأثر الخليفة عمر برسالة هذه ألامرأة وأرسل فورا إلى واليه لتنفيذ الأمر". وقد علق الخطيب بالمعنى المقصود لهمة الخليفة عمر واخذ ه الحماس والنخوة العربية إن نسير بهذه السيرة وخاصة إذا تعرضت الأعراض للانتهاك.
أنها مسألة ليست عارضه من فم هذا الخطيب وغيره ممن لا يعرف من الإسلام إلا لغو الحديث وهوان كان يعلم أو لا يعلم إن قصده واضح ويريد إن يحرض المستمعين له على قضية مفتعله سميت ب (صابرين) التي أصبحت واضحة الفبركة وقد افتضح مروجوها كما تشير الآية الكريمة على لسان نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم:
"قال إن هؤلا ضيفي فلا تفضحون" سورة الحجرات:آية68"
كما إن العجب من أمر هؤلاء الخطباء إن كانوا عربا كما يزعمون هل نسوا إن العربي يبتعد عن الفضيحة ويحاول إن يسترها ويبتعد عن ترويجها فأن كانت صادقة اخذ بثأره بطريقة تحقق له رفعة الرأس دون الغدر والخيانة.
كما إن هذا الخطيب وغيره من الجاهلين نسوا إن الكلام بمثل هذه الأشياء منقصة تحط من قدر المتكلم ويعلمنا القرآن الكريم بأدبه الرائع إن الله وهو الخالق يكني لبعض المعاني مثلا قوله تعالى:
"احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" سورة البقرة "آية187"
وقد جاء في التفسير في التعقيب عن كلمة رفث إن الله يستحي فيكني أي انه لم يأت بالمعنى المقصود مباشرة.
ومما اشرنا إليه نستطيع إن نقول انه ينبغي إن يكون هناك توجيها من الوقف السني لخطبائهم في خطب الجمعة إن يكون خطابهم يحث على الألفة والمحبة وألا يدسوا انفوهم في أشياء لا يفقهوها لان خطبة الجمعة مؤثرة ويستمع لها أناس قد لا يصلون إلا في يوم الجمعة وهم يعتقدون ويقتدون بهذا الخطيب وكأنه موثوق به على قدر الحديث المروي
" أصحابي كالنجوم فيما اقتديتم اهتديتم" فهل كل من صاحب الرسول هو كالنجم الهادي إذن أين موضوع سورة المنافقين؟
واخيرا نرجو من الله العلي القدير ان يأخذ بيد العراقيين الغيارى على وطنهم وان يجنبنا الفتنة التي ايقضها من لعنهم الله ورسوله وقد باءوا بالفشل ان شاء الله.
" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين"
https://telegram.me/buratha