( بقلم : ماجد محمد )
لـم يكـن عمــار السيـد الحكيــم سـوى تــأريخــا يمشــي على قـدمـيـن لمـرحلـة مـن النضــال المُشـرف ضــد الـحكـم العفلقــي الـديكتاتــوري , حقيقـة لا أعــرف السيــد عـن كثــب لأكتــب كــثيرا عنــه , ولكنــي مـن المطلعـيـن على تــأريخ هــذه العائلــة الشريفــة المشرفــة التـي لا تخضـع لقـامـوس السلطــة الجائــرة , دفعــت بسـبب مـواقفهــا الـدينيــة والـوطنيــة الـرائعــة أرواحــا زكيــة طاهــرة لأكـثـر مـن خمســة وســتين شهيــدا أروحــا رحلــت تشكــو لـربهــا طغيــان فـرعــون القــرن العشـرين ونمــرود العــراق , ولتكــون العائلــة العـراقيــة الأولــى في عــدد الشهــداء المقـدمـين قــربانــا للـديـن والـوطـن , وأبــرز أسمــاء شهـداءهـا كــل مـن السيــد مهــدي السيــد محسـن الطباطبــائي الحكيــم الـذي أغتــالته المخابــرات العـراقيــة في الخرطــوم وأخيــه شهيـــد المحــراب السيــد محمـد بــاقر السيــد محسـن الطبـاطبــائي الحكيــم , وهمــا آيتــان فــي الخلــق الـرفيــع وصــورتــان مشرفتــان للجهــاد الحسينــي الثــوري ضــد الطغــاة العابثــيـن بمقــدرات الشعــب وأرواح المواطــنين .
عـرفـت هــذه العائلـة المجـاهـدة الكـريمـة البطلــة ( ومعـرفتهــا ُشـرفـا وتكـريمــا ) مـن خــلال إصطحـابي مـن قبــل جــدي لأمــي وهـو عــلامة وسيــد مـوسـوي لـزيــارة آيــة الله العظمــى السيـد محسـن الطباطيائـي الحكيــم المرجعيـــة الكــبرى للشيعــة فــي العــالم وكنــت حينهــا طفــلا صغـيرا , وكــانت صــالة البيــت في منطقــة الكاظميــة حيــث يستقبــل السيــد ضيوفـــه آيــة في الـقـدسيـة والنــور , تجــبر الـزائـر على الصــلاة على محمـد وآلــه لمجــرد أن تطــأ قـدمــاه بــلاطهـا , إذ يـشعــر المــرء وهـو يـدخلهــا بـقشعـريـرة مـن نــوع خــاص تطغــي على جميــع جســمـه , وكنــت بـرغـم سنــي الصغــير أتـلهـف شـوقــا ليــوم الـزيــارة , حيــث الكـلـم الطيــب والحِكـَـم الـرائعــة والفقــه السليــم . ولا زلــت أتـذكــر كيــف سعــى النظــام العفلقــي البــائـد لمضايقــة السيــد الحكيــم وعائلتـه مـع بـدايـات إنقــلاب تمــوز الأســود عــام 68 تمهيــدا لإغتيــاله , كــان المرحـوم الـدكتـور كـاظــم شــبّر الـدكتــور الخــاص لسماحتــه , وهـو بــانــي ومـؤسس وصـاحـب مستشفــى ( إبـن سينــا ) الـذي صــادره الطاغيــة وجعلــه مشفــى خاصــا بــه وبعائلتــه , وفـي نهـايــة عــام 69 تـدهـورت صحــة آيــة الله العظمــى قــدس ســره الشريـف , فكـانـت معـانـاة الـدكتــور شـبر والمقــربين مـن سماحــة السيــد كــبيرة جــدا ولا تـوصـف مـن أجــل تطبيبــه بالشــكـل المناســب مـع تــلك المضايقــات التــي كـان يمارسهــا رجــال الأمـن والمخابـرات , وبسـبب مـواقـف الـدكتــور كـاظـم شـبـر أصـدرت عصابــة البعــث الحاكمــة آنــذاك أمــرا بمصـادرة مستشفـى إبـن سينــا ومـن ثــم قـتــل الـطبيبــان - بنــت وإبـن الـمرحـوم الـدكتــور شـبـر - فــي طريــق بغــداد - المطــار .
وتصــرف القـوات الأمـريكيــة الأهــوج إزاء السيــد عمــار الحكيــم لا يمكـن أن يـؤثــر على هــذه العائلـــة المشبعـــة نضـالا وتــدينـا , ولكننــا هنــا نتســاءل مالــذي فعلــه السيــد عمــار ؟ وهــو السيــد المشـرف على أهــم وأعظــم مؤسســة خـيريـة في العــراق تعتــاش مـن خــلالهـا مئــات الآلاف مـن العــوائـل ؟ وهــل يمكـن أن تقــارن أفعــاله الوطنيــة الشريفــة بأفعــال الطائفـيين والأرهـابيين لقــادة جبهــة التــوافق ؟ هــي والله قسمــة ضيــزى , قسمــة قائمــة على إدامــة العنــف وشــلال الـدمــاء فـي العــراق , وحسبنـــا الله ونعــم الـوكيــل .
https://telegram.me/buratha