المقالات

محورية المجلس الأعلى وصراع السلطة في العراق

694 14:11:00 2012-06-11

سلام محمد

الوعي السياسي مصطلح يردده الكثير من الناس في العراق بعد تغيير النظام عام 2003, وقد يعتبره البعض علم من العلوم الاجتماعيّة التي تحتاج الى مناهج ومدرسين وقاعات لإلقاء المحاضرات، ولكنّ وبعد تجربة العراق المريرة ثبت ان الوعي السياسي هو مصداق لمجريات أحداث وسيناريو يشترك فيه مجموعة ومن خلال تنفيذهم السيناريو على ارض الواقع يتم تقييم آراءهم ومدى قدرتهم على إجراء وتنفيذ عمل محدد ينجذب إليه الناس وتتولد لديهم قناعات بذلك العمل, فالوعي السياسي هو ملكة لدى الإنسان تنمو وترعرع مع تنامي الأحداث السياسيّة في البلد وهذا عينه ما يحصل في العراق اليوم فقد أصبح المجتمع العراقي يوماً بعد يوم يمتلك وعياً سياسيّاً قادراً معه على تشخيص المصلحة وتقييم للأداء, والأمثلة على ذلك كثيرة أقربها للواقع ما يجري وما جرى من تداعيات وأزمات سياسيّة وأمنية كثيرة ستبقى خالدة في تاريخ العراق المعاصر.إنّ الأطراف السياسيّة التي تصدت للعمل السياسي في العراق ومن خلال التناقض في مواقفها وطريقتها في اتخاذ القرارات وحسابات المصلحة العامة والخاصة، جعلت من الوعي السياسي لدى المجتمع يرتفع يوماً بعد يوم وأصبح الشارع العراقي يميز جيداً بين أداء وموقف والقرارات كلّ كتلة من الكتل السياسيّة المشاركة في السلطة أو في العملية السياسيّة، فقد انكشفت أوراق الأحزاب وباتت لا تنطلي على الناس الشعارات الرنانة فارغة المحتوى فالمواطن العراقي اليوم يبحث عن من يخرجه من دوامة الفقر والبطالة ونقص الخدمات, ومن الكيانات الأساسيّة التي اتضح موقفه وأداءه للجميع, المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فهو الكيان الوحيد الذي لم يغير موقفة ولم تكن قراراته انفعالية وكانت قيادته تغلب دائماً مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية، وكان ولا يزال يمثل صمام أمان العمليّة السياسيّة ويتميز بعلاقات متوازنة مع جميع أطياف المجتمع العراقي ومع قيادات الأحزاب السياسية المتصدية للعملية السياسية، مما جعله محوراً أساسيّاً من محاور فك الصراعات السياسيّة على السلطة, إنّ التجربة التي مر بها المجتمع العراقي بعد تغير النظام السياسي تجعله قادراً وبعد كلّ هذه السنين على التمييز وأصبح يمتلك الوعي السياسي الكامل في اختيار الأفضل والأصلح لإدارة البلاد والرسو بسفينة العملية السياسية على شاطئ وبر الأمان لينعم العراقيين جميعاً بخيرات بلدهم الوافرة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك